بحث في هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 21 يناير 2014


مقاسات ...........2011/6/16
لماذا يريد كل واحد منا ان يفصل ليبيا بعد الاستقلال الثانى على مقاسه هو فقط..؟ فى هذا لن يفلح احد بالطبع!..! لقد حاول معمر بومنيار ذلك طيلة 42 عاما ورغم سطوة الكتائب واللجان الغوغائية والامن والمال، فأنه لم ولن يفلح ولو طال الزمن!!.. وحاول قبله صدام حسين وهتلر وموسولينى وفرانكو و تشاوسيسكو وتيتو وستالين ولينين وبريجينيف وبينوشيه والصرب واخوانهم فى القتل الجماعى والشنق والسحل والابعاد والاغتيال والدمار فى بلداننا وخلال تاريخنا الطويل لاكثر من الف عام..! وقبلهم جميعا فرعون وال فرعون وذرياتهم فى اوطاننا... فأنتهت جميعا الى هزائم ومقابر جماعية وقتل وتدمير وخزى وعار فى الدنيا والاخرة... كثير من الدول والشعوب قرأت هذا التاريخ قراءة فاحصة متأنية واستخلصت العبر وتعلمت منه فخاطت اثوابا تسع الجميع اسمتها اثواب الديموقراطية والحرية... ومع ذلك لا يزال البعض عندنا يحاول تكرار تلك المأسى وتلك الدكتاتوريات المهينة والمذلة والمدمرة تحت ذرائع وحجج مختلفة بعضهم لسوء نية واكثرهم جهلا والبعض الاخر مرضا والبعض لحسن النية التى لم تكن دائما سببا وحيدا للنجاح.... عشنا كمسلمين فى السبعينات والثمانينات فى امريكا بلد الديموقراطية والحرية والليبرالية شئنا ام ابينا وبلد كل ما يخطر ولا يخطر على بال بشر من حريات ومارسنا شعائرنا الدينية الاسلامية بكل حرية واحترام.. ورأينا البوذيين واللادينيين واليهود والبروتستانت والكاثوليك وتابعى الكنيسة الشرقية والهيبيين الشباب وغيرهم كثيرون يمارسون شعائرهم ومعتقداتهم بكل حرية ايضا..... يطبقون (لكم دينكم ولى دين) واقعا ملموسا... يطبقون (البنيان المرصوص) واقعا ملموسا... يطبقون (كيف استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا) واقعا ملموسا... يطبقون (احترام الجار والجار الجنب) بدون اسوار وحوائط غير اعواد الواح واقعا ملموسا... يطبقون (وامرهم شورى بينهم) واقعا ملموسا... يطبقون (النظافة من الايمان) واقعا ملموسا... يطبقون (من غشنا فليس منا) واقعا ملموسا... يطبقون (القيادة فن وذوق واخلاق) واقعا ملموسا.. يطبقون (ان المسرفين من اخوان الشياطين) واقعا ملموسا... يطبقون (اطلبوا العلم ولو فى الصين) واقعا ملموسا، بل طلبوه حتى فوق اسطح القمر والمريخ.. يطبقون (الاشتراكية والعدالة) واقعا ملموسا ..يطبقون (وعد الحر دين عليه) واقعا ملموسا..يطبقون (العقد شريعة المتعاقدين) واقعا ملموسا.. يطبقون (المؤمن اذا عاهد اوفى).. فى امريكا لم نتعرض الى اغراء واحد او تدخل من احد لترك ديننا والدخول فى دينهم بل كانت الحرية مطلقة لنا فى الدعوة الى ديننا جهارا نهارا... لم يكن يهمهم تديننا بقدر اهتمامهم لمدى احترامنا لحرية الاخرين والسلوك الحضارى من كيفية رمى القمامة او وضع السيارة فى مكانها الصحيح او احترام التعليمات عند قيامنا برحلة الى الغابات الجميلة او قيادة السيارة بشكل يحفظ حياة السائق والاخرون، وكان اهتمامهم بمراقبة مدى التزامك بربط حزام الامان حفاظا على حياتك وحياة الاخرين اكثر من اهتمامهم بأى دين تحمل او شىء تكتب او تقرأ او تقول او تشاهد.. لانهم يعتقدون اعتقادا راسخا ان دخول الجنة هو واجب من واجبات الفرد وليس واجبات الدولة.... اما المحافظه على حياة وامن واستقرار المواطن فهو من اهم واجبات الدولة وسبب وجودها....
وحيث الان قد سقطت جميع الحجج والثقافات والايدولوجيات والشعارات التى رفعناها لاكثر من نصف قرن من الزمان والاتية من تراكم ثقافات دكتاتورية تراكمت بفعل الزمن والجهل والانانية، والدليل هذا الربيع الثورى الجديد الذى اسقط ورقة التوت عن كل انظمتنا الحاكمة من سياسة وثقافة وحجج وادعاءات، فلنتحدث اذا بصراحة وحرية غابت عنا فى ظل شعارات (لا صوت يعلو على صوت المعركة) التى لم تأتى ابدا وان اتت خجولة كانت الهزيمة نهايتها....
قد ارانا التاريخ سقوط دول دكتاتورية ونهوض دول ديموقراطية.. المانيا الشرقية الشيوعية الدكتاتورية سقطت ونهضت وتقدمت المانيا الغربية الديموقراطية... نفس الشعب ونفس التاريخ ونفس اللغة.... كوريا الجنوبية نهضت وتقدمت... كوريا الشمالية تصارع الانفاس والتاريخ والازمات و(قائدها المريض وابنه) يقودانها الى الجوع والهلاك.... هونج كونج جزيرة صغيرة سكانها صينيين.. نهضت وتقدمت لانها سلكت الطريق الديموقراطى الانجليزى، بجوارها تنين صينى كان نائما ويعيش تحت ظل ايديولوجية شيوعية بائدة بدأ يتحرك ويستفيد من تجربة هونج كونج الرأسمالية بعد عودة الجزيرة اليها تحت شعار (دولة واحدة ونظامان) وهاهو هذا التنين يغزونا فى عقر دارنا مصنعا عالات الشاهى والسراويل الليبيه ذوات الدكة التى فشل نظام الفردوس الارضى فى صناعتها!.. تفكك الاتحاد السوفييتى الستالينى البلشفى ذو الحزب الشيوعى الحاكم الاوحد ذو القبضة الحديدية، وبدأت تحل محله دويلات ديموقراطية صغيرة بدأت تزدهر فى ظل الحريات.... اندونيسيا ذات الطوائف المتعددة واكبر دولة اسلامية تقدمت ولم تنجح فيها الحركات المتطرفة بفضل الحرية والديموقراطية التى وسعت الجميع.. ماليزيا تجربة فذة ناجحة فى الديموقراطية والحرية.. فليكن عيدنا القادم فى ثوب ديموقراطى جديد يسع الجميع.. وهى الهدية التى يجب ان يحتفل بها وينالها شبابنا وكل شعبنا بعد الانتصار والاستقلال الثانى فقد كفاه 42 عاما من الدكتاتورية المقيته والمضنية.. ديموقراطية الحرية والمواطنة التى تبنى الوطن والمواطن.
مفتاح بوعجاج........تم نشره فى 2011/6/16

ليست هناك تعليقات: