لن تفلحوا إن استمر هذا حالكم :
لا استطيع ان اقبل ممّن يسموّن أنفسهم (مدنيون ) و(نخبة) وشعراء و مثقفون وأساتذة وكتّاب و فقهاء وفقيهات دستور وامثالهم ، أن لا يذكّروا الليبيون والليبيات بمراحل دولتهم المدنية خلال فترة الجهاد والاستقلال والعهد الملكي (1951-1969) ، والتي رعت التعليم والعمران والاقتصاد والعدالة الاجتماعية والقانون والعيش المشترك والعلاج المتطوروخدمات البنية التحتية والعلاقات الدولية المُحترمة والعمل وسواها من حقوق المواطنة. إما انهم يتجاهلونها وهذا عيب ينقص من صفاتهم تلك ،او انهم لا يعرفونها وهذا عيب ينقص من صفاتهم (النخبوية ) التي يصبغونها على انفسهم ، او انهم لم يدرسوا هوية وتاريخ ونضالات ومعاناة الوطن تلك الفترة، وهذا يجعل من ان بينهم وبين الهوية التي جمعت الوطن يوماً ،فجوة كبيرة لن تملؤوها اية مشاريع قافزة على المراحل والهوية الوطنية الليبية التاريخية والتنموية التي توقف عام 1969..وبهذا هم يساعدون ويدعمون من اراد تفكيك الهوية الليبية والقفز بها إلى المجهول .
نحت الامريكيون صور وتاريخ ابائهم المؤسسين في قلوب اجيالهم قبل نحتهم في الصخر أعالي القمم ، حتى لا تنساهم كل الاجيال وكذلك فعل الالمان والطليان والفرنسيين وغيرهم من الامم المُحترمة والفاعلة اليوم ...ونحن تكاد الاجيال الحديثة ان لا تعرف اليوم ، عن تاريخ بلادهم وتأسيسها ونضالاتها شيئاً .