عهد الصبا ، مكتبة الخرّاز ، مكتبة كانت عامرة ، وتلاميذ كالفلّ كانوا يملئونها بحثاً وشراءً وقراءة وإطلاّع :
من منّا لا يذكره من سكّان البيضاء وعموم الجبل الاخضر ، اطفال ، شباب ، كِبار ، ذكور ، إناث ..سي (عبد الكريم ) والمُلقّب بالخرّاز ،(الخرّاز كان اسم المكتية امّا اسمه الحقيقي الذي عرفناه فيما بعد فهو (عبد الكريم الفيلالي) ... حيث لم يكن احد يسأل عن الحسب والاصل والنسب والسلطة والمال والجاه ذاك الزمن الجميل (العهد الملكي ) ، بقدر ما كانت تجذُبهم حُسن المعاشرة والطيِب والعمل الصادق الحلال والمُعاملة الكريمة ، ومكتبته العامرة (مكتبة الخرّاز ) ، والتي كانت قبلة الجميع نجد فيها كل ما لذ وطاب من (أطايب) الكتب والمجلات والجرائد والصحف للصغار والكِبار(بساط الريح ‘ ميكي ، سمير ، العربي ، الحقيقة ، سوبرمان ، ريدر دايجست (المختاربالعربية ) ، المعرفة ، هنا لندن ، تحت ظلال الزيزفون ،تهذيب الناشئين ، روز اليوسف ، كُتب المنفلوطي وطه حسين ونجيب محفوظ ، وغيرها الكثير ، والأهم فيها كان صاحبها ، ود وعفاف وتواضع وغيرها من محاسن الأخلاق ، رجعت لبلادي بعد اعوام من الدراسة في الخارج ، وجدت مكان مكتبته دكان احذية و شخاشير ، وبها ركن (للعطور المُقلدّة) ...وبقربها شارع طويل عريض من أطايب اللحوم (المجازر) ..ومحلات بيع الدخّان بكل انواعه....ورحل سي عبد الكريم ورحلت مكتبته لليوم ....
رحم الله سي عبد الكريم وسقى الله تلك الأيام الخوالي الطيبة ..
* عبد الكريم الفيلالي الملقّب بالخرّاز ..صورة ارشيف طاهر الغرياني