عالم أخر من الادب ...زوربا اليوناني :
"الا تخجل ..كثير من الناس هم حيوان مُفترس ..هل هذا مكتوب في كتبك ايها (الرئيس ) !"
"إن الانسان احيانا هو كالحيوان المفترس ،انه ياكل خرافا وايضا دجاجا وخنازير ويزيد عليه كونه انه ... اذا لم ياكل لحم انسان فانه لا يشبع”
"أنا حر وغني ومتعلّم وقرأت الكثير من الكتب ...يا زوربا "
"كلا انت لست حُرّ ايها (الرئيس). كُلُّ ما في الأمر ، أنّ الحبلَ المربوط َفي عنقكَ أطولُ قليلاً من حبال الآخرين"
"إن في جسدك روحاً، ويجب أن تشفق عليها، أعطها شيئاً لتأكله أيها (الرئيس)، فإذا لم تطعمها تركتك في نصف الطريق ..اسمع للفقراء والمعوزين واغاني البسطاء.. "
***************
تلك بعض العبارات التي كان يرد بها زوربا (الأميّ) على صديقه (المثقف) باسيل (الرئيس ) ..
رواية “زوربا اليوناني” من الروايات العالمية الخالدة، كتبها الكاتب اليوناني ( نيكوس كازانتزاكيس ) عام 1946 باللغة اليونانية، وتُرجمت بعدها للإنجليزية عام 1952.ترجمت الرواية للغة العربية عدة ترجمات، وكان آخرها ترجمة (صامويل بشارة) الذي ترجم الرواية عن النص الأصلي اليوناني عام 2012.تجري احداث الرواية في جزيرة كريت باليونان ، وتجمع بين نقيضين ، الاول متعلم ويقرأ الكثير من الكُتب و(مثقف) ولديه الكثير من الاموال (باسيل)..الثاني (زوربا) ،رجل أمي وفقير ولكنه يعرف كل دقائق ومعاناة الحياة فأصبح (مثقفًا) بشكل طبيعي وواقعي من خريجي علوم الحياة والمعاناة وهي الاشياء التي كانت تنقص السيد (الرئيس )..على أحد شواطئ كريت، يلتقي الرجلان . كان احدهم (باسيل) يحاول أن يفرَّ من عالم المعرفة المحموم والملىء بالاستفسارات والنظريات والابحاث وحتى الخيبات رغم عدم إعترافه بذلك . والاخر هو الماسيدوني زوربا، وهو إنسان بسيط و مدهش، مغامر، بريء، شجاع ، حكيم ،بدائي التصرّف ، رغم انه أمي لا يقرا ولا يكتب ولا يعرف التنظير ، وسرعان ما انعقدت أواصر صداقة عميقة بين ذلك المتحضِّر الممتلئة نفسه بالفلسفة والنظريات ، وهذا المتوحِّش البدائي الرائع الواقعي الذي تقوده غرائز طبيعية قوية، والذي يعيش الحياة بكل امتلائها وزخمها، ويحب الطبيعة والحياة، ويروي مغامراته بصدق و بحيوية نادرة المثال، وينطق بالحكمة أروع مما ينطق بها عالم او فيلسوف حتى وصل الامر إلى أن استعان الاول بزوربا لإدارة كثير من أعماله ...والمعروف ان زوربا هي شخصية حقيقية بسيطة قابلها الكاتب اليوناني (نيكوس كازانتزاكيس) في إحدى اسفاره، وقد اعجب به اعجابا شديدا، فكتب رواية باسمه. الملفت في رواية زوربا، هو قدرة الكاتب على وصف شخصية زوربا بشكل مطوّل ومفصّل وعميق، حتى انك تشعر أن زوربا هو الشخص الأعظم الذي قابله في هذا الكون،المميز في كونه رغم فقره وعوزه وأميّته يحب الحياة بكل أشكالها، لا يذكر الحزن، بل يذكر الفرح دائما حتى في لحظات حزنه الشديد ، تحولت الرواية إلى فلم من الافلام الكلاسيكسة التاريخية عام 1964 والذي لا يزل مثار إعجاب النقاد والمُتابعين لليوم .. الفلم هو الذي أشهر رقصة (زوربا) التي كانت مثار الاعجاب هي والموسيقى المصاحبة في فلم (زوربا اليوناني) الشهير الذي قام ببطولته الشهير انتوني كوين ...قد يكون اسم زوربا من الاسماء المشهورة ..لكن الكثيرون لا يعرفون قصته ولا الحكمة من كونه انه قد أطّر ..ثقافة ان ليس كل متعلّم ..حكيم ولا مؤسِِّس .