بحث في هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 15 يوليو 2018

صدى السنين الحاكي ..محمد عمر المختار


...في سنة 1987 كنت طالب بجامعة (قاريونس ) ، قعدت اكثر من شهرين وانا اندوّر فى (بتارية) لسيارتي وعلمت ان ما كان يسمى (منشأة الإطارات والبطاريات ) بمنطقة الصابري / بنغازي جايبه بتاريات ، ثانى يوم في الصبح تركت المحاضرة ومشيت اندوّر على المنشأة .، وخشينا فى طابور طويل وقعدنا حوالى ساعتين وبعدها اخرب الطابور .. وبعدها خشينا فى ادعاك ثم تعاركوا وسكروا المنشاة ، (وهنا اذّن الظهر) .. بعد محاولات من اهل الخير .. وإستجداء من( الشعب السيد) للسيد مدير المنشاة ..ومباحثات وحوارات استمرت ساعه ونص ... توصّلوا الى حل وبموافقه الجماهير المحتشده امام المنشاة ، (قالو ديروا كشف وسجلوا اسمائكم وكل واحد بتاريّه وحده ) ، فعلا درنا كشف ، وكان هناك راجل كبير في السن بجنبي من الصبح مره نلقاه في الطابور ، ومره نلقاه ايداعك ويدفروا فيه ، ومره نلقاه امقيّل جنب سيارته "" اذكر انها تويوتا دبل قابينه زرقا وبالماره عليها امشمع "" ،الى ان جاء اسمه وتقريبا عند أذان العصر ، ونادى عليه صاحب المنشاة ،هنا علمنا ان اسمه ( محمد عمر المختار ) وكرر اسمه اكثر من مره ، الحقيقه كانت مفاجأة لي ، اول مره اقابل ابن شيخ الشهداء عمر المختار وجهاً لوجه رغم انني كنت اعرف ان شيخ الشهداء ( عمر المختار) لديه ابن ويقيم فى بنغازى ..جاء (محمد عمر المختار ) مُسرعا ودفع 13 دينار واستلم بطاريته ، وشالها بروحه لسيارته الدبل قابينه الزرقاء بعد اكثر من 10 ساعات وهو واقف فى الشمس من أجل بطاريه سياره ...
خطرها إلا الجماعه اللي ايقولوا معمر أنصف ابن عمر المختار وأبناء المجاهدين في برقه ، فمنهم من عزله ومنهم من توفاه الله فى السجن ومنهم من هاجر خارج البلاد ، واستبدلهم جميعاً بـ(المجاهد محمد بومنيار ) ، هو فقط المجاهد وهو فقط من يُذكر اسمه فى التلفزيون ، وبعد مماته أصبح قبره مزار للرؤساء والزوار ، بعد ان تم نقل قبر وجثمان شيخ الشهداء عمر المختار من وسط بنغازى حيث كان قبلة الزوار والطلاب والناس .. الى سلوق ، و طيله تلك السنين العِجاف يمكنك ان تلتقي بعبد الرازق شقلوف وحسين مازق ومعتوق ادم وابن المختار وابناء بورحيل والفضيل والعبار وغيرهم من رجال ليبيا وابناء المجاهدين الابطال واحفاد سي احمد الشريف امام الاسواق العامه وفى الطوابير و لا تجد امثال مصطفى الزائدي و فوزيه شيلابي والدبيبه و عبدالمجيد القعود وموسى كوسه وجلود وامثالهم فى تلك الطوابير وامام الاسواق العامه ، كل شى كان ايجيهم لغايه بيوتهم .. رحم الله سيدي محمد عمر المختار واسكنه فسيح جناته ، عاش عفيفا ومات كريماً...
(رواية الأستاذ نجيب طه زيدان ..بتصرّف)

ليست هناك تعليقات: