بحث في هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 29 أبريل 2017

تاريخ لمن لم يقرأوا ...التاريخ






  أحدهم يسأل بكل برود متأنقًا : (اذكر لنا حسنة واحدة تركها العهد الملكي !) ...الحقيقة تزاحمت الكلمات والحروف عندي فصار يضيق صدري ولا ينطق لساني إلا بعد وقت طويل وانا مستاعظ !...: العهد الملكي لم يترك حسنة كما تفضلّت ،لقد ترك دولة بكامل مؤسساتها الشرعية الدستورية ،إلا اذا كانت الدولة بمعناها المؤسسي والدستوري هي عندك من السيئات ،ولم يترك سلاحًا خارج الشرعية ،ولا حتى رمانة واحدة (غير مدفع الافطار او امثال هذه المعلّم يشرح العلوم ولا يشرح الكتاب الاخضر والكتب الصفراء والسوداء اليوم ) ،ولا أحزاب بطونها جوة ورؤسها في الخارج ،ولا إرهاب، وترك راية ونشيد ودستور ودولة ،ولم يترك فتنة بعده ،ولا اسلحة ولا قتال ولا أزمة وترك الدولار بـ30 قرش ولا أزمات دولية ولا محلية وأسألوا اهل التاريخ الاسوياء !،السيئة الوحيدة التى تركها ،هي امثالك من الجاحدين لنعمة الله والحق والانصاف والرؤية الصحيحة لتاريخ الوطن ومن صنعوه يومًا من كثبان الرمال .
 وهنا استيقنت لم العشم لا يزل مستمرًا .....!

أيام كان للعمّال عيد...عندنا !



 
  حدثنّي صديق من طرابلس عاصر ليبيا فترة المملكة الليبية ...(الاستاذ محمد علي الهمّالي) اطال الله عمره ..ان طرابلس ايام المملكة كانت مدينة نظيفة بفضل (شركة سماد عكرة)..حيث كان للسيد عكرة (لم اعد اذكر اسمه الاول) شركة خاصة بمعونة وخبرة إيطالية، تنّظم جمع القمامة وتُعيد دورتها لصناعة السماد من المواد العضوية، وكذلك صناعة كثير من الصناعات الورقية والبلاستيكية من بقايا مواد التعبئة والتغليف ..والتي كان يشتريها المزارعين المحليين ويقوم بتصدير الباقي لايطاليا عُرف إنتاجها بسماد عكرة ..وكان يدفع رسوما للبلدية مقابل ذلك ..يعني القمامة بكل انواعها كانت مصدر دخل للبلدية بدل ما نصرف عليها كما هي اليوم وما ورثناه من نظام ما بعد المملكة ...وكذلك مصدر دخل للضرائب والعمّال وإضافة للاقتصاد الوطني ..جاء الفاتح ..فامًم الممتلكات الخاصة وقضى على الاستثمار والنشاط الخاص ومنها شركة (عكرة )..بحجة تحرير (الشغّيلة) والقضاء على الاستغلال وغيره من الشعارات الفارغة ..مثل شركاء لا اجراء..الطفل تُربيه أمه ! ...راح سي عكرة ..وتهدّم مصنعه تحت أنقاض المخلفات الضخمة قبل ان يتم حرقها كما هي التقنية الفاتحية المستمرة حتى اليوم ! ..وتحرر عمّاله وتحولوا إلى موظفي حكومة ..وتبقّت القمامة تملاء الدنيا رائحة ودخانا ،أولئك ومثلهم كانوا روّاد القطاع الخاص المُثمر وعُمالاً يستحقون ان نحتفل بعيدهم فقد اثروا انفسهم وخدموا البلاد ..اما اليوم فكلنا وهم موظفي حكومة ...شكرا للنفط او ما تبقى منه ...وكما قال ذلك الموظف السوفييتي قبل تفّكك وإنتهاء الاتحاد السوفييتي نتيجة للايديولوجيات والشعارات الفاشلة .."نحن نتظاهر بأننا نعمل ..وهم يتظاهرون بأنهم يدفعون لنا ...!"
وشكرا لعمّال مصانع شيكاغو ..الذين يذكروننا دائما بعيدهم الذي تظاهروا فيه (الاول من مايو 18866) ومات اكثر من 30 منهم في يومه دفاعاً عن حقوقهم وليس للزحف على الممتلكات ! ..مطالبين بتحسين وضعهم المادي والمعنوي والحقوقي فأنبثقت منه حقوق العمال التي طالت معظم عمّال العالم إلا عندنا ..فنحن كلنا اليوم موظفين و(ملحقين) وملحقات و( قادة) ومحللين ونواب ومجالس ودروع واعضاء لجان ورواد(القوى العاملة التي لا تعمل) وشيوخ ووعّاظ بمرتبات والحمد لله ،كله بفضل الفاتح ومن جاءوا بعده.. ...مع احترامي لمن يعمل في بعض القطاعات الخدمية كالكهرباء والنقل والصحة والنفط والنظافة....بالرغم من صعوبة العمل في ظل هذه الظروف ..وقلة السيولة والمرتبات ..وهي ابسط الحقوق التي نالها عمّال العالم الحر والمتقدّم ....منذ زمان .
(هذا مثالا وليس حصرا على بداية نهضة تم وأدها في 1-9-19699)