بحث في هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 24 أغسطس 2018

كل الرِجال يموتون ، ولكن ..ليس كلّهم يعيشون :



رحيلك رحل يا بورحيل وعدّى **ونيس كنت لنّا في الرخا والشدّة
خلّيت هولها للي شقاها غافر** واللي معيشته تحت السحاب تسدّه
شبابك قضيته في الهموم تعافر **ما تريد لا تخضع ولا تجدّى
رحيلك فارق علي نظاف ******لا نهّاب ولا هو سارق
خفتت كيف ما يخفت وميض البارق ** اللي لاح في ظلمة الليل وعدّى
تريد جنة الفردوس بين نمارق **بعيد عن حياة اللومزة والردّة 
رحيلك برّم ***** العودة علي دار الشماتة حرّم 
الصقر وين ما يشعر بضيم يخرّم ***يتيه في فضا ربّا ولا يتردّى
رحيلك سيّب **وزولك على زمرة اصحابك غيّب
رحلت وين ناداك الرفيق الطيّب**كفاك من جفا دنيا العمر تهدّه
اذياب في بعضها ناسها اتذيّب **قليل من يجي تلقاه صافي ودّه
حتى كان طولك م الوطا قريّب **افعالك في السماء رفيعة اتحدّى
فقدناك يا مولى الوجاب الطيب **قليل في الرفق مثلك انلاقوا ندّه
يرعاه ربي (مرعي ) وراك مسيّب **ان شاء الله يكبر والفراغ يسدّه
الصقر ما يكابر ع الجفا والغِلاّ..ولا زوبعة نو تشدّه
ارقى في السما *****وفوق السما ، و تعلّا
ابيات من قصيدة في رِثاء المرحوم (أحمد بورحيل ) ابن المُجاهد البطل يوسف بورحيل المسماري رفيق المُختار من كتاب (الشعر الشعبي )  للإستاذ معتوق الرقعي ، جادت بها قريحته عند زيارة قبر المرحوم بمقبرة سيدي عبيد ببنغازي يوم 24/06/1988 ، ومعه ابن الراحل (مرعي )، المرحوم احمد بورحيل كان من بين من عارضوا الانقلاب المشؤوم في1969 مُبكّراً ، ورغم محاولات الانقلابيين إستمالته للعمل ضمن حكومتهم ، إلا انه رفض وبشدة ..تعرّض على اثرها للسجن لأكثر من 17 سنة رفقة الكثير من سجناء الوطن ، وخرج بعد مرضه الشديد داخل السجن ، توفي على أثر ذلك في 18/06/1988 .. يروي السيد سليمان امجاور شاهين نقلاً عن والده رحمه الله * ان السيد مصطفى العقاد مُخرج فيلم عمر المختار جاء زياره لأحمد بورحيل في سجنه إثناء العمل عى فيلم عمر المُختار وقال له انه وجد فى مذكرات قراسياني إسم المجاهد يوسف بورحيل ، يتردد كثيرا كقائد للجهاد مع عمر المختار، لكن القذافى رفض ان يُذكر والدك فى فيلم ( اسد الصحراء ) وانا خايف انك تخرج من السجن وتقاضينى عن تجاهل ذلك ، فقال له احمد بورحيل افعل ماقال لك القذافى لأن والدي لمّا حارب الطليان وجاهد ضدهم كان يقاتل من أجل الشهادة ودفاعا عن وطنه وليس من اجل ان يُذكر او ينتج له فيلم يروى بطولاته* ومن ضمن ما ذكره الاستاذ محمد زاقوب اطال الله عمره عن الراحل احمد بورحيل * بعد الانقلاب في سنة 1969 مباشرة تمّت دعوته لحضور اجتماع بمبنى بلدية بنغازي ، فحضر متأخّراً فاستقبله أحد (اللقاّقة ) الجدد قائلاّ له " انست " فرد عليه " انت اللي انست اما انا..... لم اغادر الوطن" 
رحم الله احمد بورحيل في ذكراه .......وشن جاب لجاب ...!