بحث في هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 15 يوليو 2018

الفوز ...غير الكاس :

..الفائز الحقيقي اليوم هو الشعب والمجتمع والحكومة والإدارة الروسية ..ظهر لنا منه ما كان خافياً ومشوّشاً عنهم خلال السنوات الماضية .شعب كريم ، مؤدب ، خلوق ، أمن ، صبّار ، خدوم ، ومثقف وجميل ،مدني متجانس متحضّر، يحترم ضيوفه من كل الاجناس والالوان ، فهم قبل ظهور (الايديولوجية) الشيوعية كانوا هم احفاد الأدب والفن والثقافة الانسانية الراقية ( دوستويفسكي –مكسيم غوركي –تولستوي وغيرهم ).. ظهرت البلاد ببنية تحتية خدمية ممتازة ، وإعلام مهني راقٍ ، وسائل نقل ، طرق ومواصلات بكل الانواع ، نظافة ..بيئة جميلة ومدن وقرى وملاعب رائعة .. اظهر لنا الإعلام سابقاً وكثير من النقّاد ان بوتين عسكري مُخابراتي ، دكتاتور ...اقول ..هكّي الدكتاتورية والا بلاش ، بدأت تلك (الدكتاتورية (المدنية)) يوم سقوط ما كان يسمى بـ(الإتحاد السوفييتي) والذي كان (ملموماً) بالقوة تحت دكتاتورية شعارات أيديولوجية فاسدة ..وليس تحت مصالح إقتصادية للناس والشعوب ، فأنهار سريعاً ، بينما توحدّت في نفس الوقت مجتمعات ودول اخرى قريبة ومنها ما كان يتبعه بسبب المعرفة أن الإقتصاد الصحيح يوحّد والايديولوجيا الفاسدة والكاذبة تفرّق وتُفسد ...الشعب الروسي الذي سمعنا عنه الامس ..ليس هو الذي رأيناه خلال كاس العالم 2018..فقد تغيّر كثيرا للافضل ..ولا شك انه كانت هُناك تضحيات ومسارات صعبة وإصرار والرضى بدفع الثمن ، كما هي عبارة بوتن الشهيرة " الطريق نحو بناء المجتمعات الحرة والكريمة لم ولن يكون بسيطاً ، كانت هناك دائماً صفحات تراجيدية وصفحات مجيدة في تاريخنا على هذا الطريق (tragic and glorious pages in our history )"...ايضاً لا يمكن لنا ان نتجاهل حقيقة ان روسيا قد دخل إقتصادها خلال فترة الاستعداد والمباريات وحتى الآن ..ما يقارب 867 مليار روبل (حوالي 14 مليار دولار)، وفقا لما نشرته وكالة "رويترز" وبناءا على دراسة من (الفيفا)....
شكرا روسيا ومبروك للشعب الروسي ..فقد عدت مرة اخرى للتاريخ ..

كلّما ....

" كلما اتسعت الرؤية... ضاقت العبارة"

صدى السنين الحاكي ..محمد عمر المختار


...في سنة 1987 كنت طالب بجامعة (قاريونس ) ، قعدت اكثر من شهرين وانا اندوّر فى (بتارية) لسيارتي وعلمت ان ما كان يسمى (منشأة الإطارات والبطاريات ) بمنطقة الصابري / بنغازي جايبه بتاريات ، ثانى يوم في الصبح تركت المحاضرة ومشيت اندوّر على المنشأة .، وخشينا فى طابور طويل وقعدنا حوالى ساعتين وبعدها اخرب الطابور .. وبعدها خشينا فى ادعاك ثم تعاركوا وسكروا المنشاة ، (وهنا اذّن الظهر) .. بعد محاولات من اهل الخير .. وإستجداء من( الشعب السيد) للسيد مدير المنشاة ..ومباحثات وحوارات استمرت ساعه ونص ... توصّلوا الى حل وبموافقه الجماهير المحتشده امام المنشاة ، (قالو ديروا كشف وسجلوا اسمائكم وكل واحد بتاريّه وحده ) ، فعلا درنا كشف ، وكان هناك راجل كبير في السن بجنبي من الصبح مره نلقاه في الطابور ، ومره نلقاه ايداعك ويدفروا فيه ، ومره نلقاه امقيّل جنب سيارته "" اذكر انها تويوتا دبل قابينه زرقا وبالماره عليها امشمع "" ،الى ان جاء اسمه وتقريبا عند أذان العصر ، ونادى عليه صاحب المنشاة ،هنا علمنا ان اسمه ( محمد عمر المختار ) وكرر اسمه اكثر من مره ، الحقيقه كانت مفاجأة لي ، اول مره اقابل ابن شيخ الشهداء عمر المختار وجهاً لوجه رغم انني كنت اعرف ان شيخ الشهداء ( عمر المختار) لديه ابن ويقيم فى بنغازى ..جاء (محمد عمر المختار ) مُسرعا ودفع 13 دينار واستلم بطاريته ، وشالها بروحه لسيارته الدبل قابينه الزرقاء بعد اكثر من 10 ساعات وهو واقف فى الشمس من أجل بطاريه سياره ...
خطرها إلا الجماعه اللي ايقولوا معمر أنصف ابن عمر المختار وأبناء المجاهدين في برقه ، فمنهم من عزله ومنهم من توفاه الله فى السجن ومنهم من هاجر خارج البلاد ، واستبدلهم جميعاً بـ(المجاهد محمد بومنيار ) ، هو فقط المجاهد وهو فقط من يُذكر اسمه فى التلفزيون ، وبعد مماته أصبح قبره مزار للرؤساء والزوار ، بعد ان تم نقل قبر وجثمان شيخ الشهداء عمر المختار من وسط بنغازى حيث كان قبلة الزوار والطلاب والناس .. الى سلوق ، و طيله تلك السنين العِجاف يمكنك ان تلتقي بعبد الرازق شقلوف وحسين مازق ومعتوق ادم وابن المختار وابناء بورحيل والفضيل والعبار وغيرهم من رجال ليبيا وابناء المجاهدين الابطال واحفاد سي احمد الشريف امام الاسواق العامه وفى الطوابير و لا تجد امثال مصطفى الزائدي و فوزيه شيلابي والدبيبه و عبدالمجيد القعود وموسى كوسه وجلود وامثالهم فى تلك الطوابير وامام الاسواق العامه ، كل شى كان ايجيهم لغايه بيوتهم .. رحم الله سيدي محمد عمر المختار واسكنه فسيح جناته ، عاش عفيفا ومات كريماً...
(رواية الأستاذ نجيب طه زيدان ..بتصرّف)