بحث في هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 10 يونيو 2018

ويستمر الجدل ...

....قرأت إدراجاً عن موضوع "هل يجوز دفع زكاة الفطر نقدا ام طعاما" ! والمتكرّر منذ قرون ، والدليل تلك المجلدات والابحاث والرسائل والاطروحات والفتاوي المضادة والمتضادة والاراء القريبة والبعيدة طول هذه المدة عن الموضوع ، هذا البوست علّق عليه وشاركه  رجال الفقه والقانون والشريعة وحتى الفقه الدستوري وعلوم الجغرافيا والتاريخ وعلوم الحبوب و البقوليات وعلوم الحديث والكلام واعتقد احدهم كان متخصصاً في الاستشعار عن البعد وتدخّل علماء الاقتصاد والادارة والفلك وحتى المحاسبة والفلسفة ، وكذلك ربات البيوت والادباء والكتاب والنخب اشكال وانواع ! استعان بعضهم بكثير من النصوص من عشرات ومجلدات وامهات الكتب وحتى التراجم ..البوست تحصل حتى قرائتي على حوالي 440 إعجاب و89 مشاركة و تقريبا 263 تعليق ..المشكلة ان هؤلاء جميعا لم يصلوا إلى نتيجة واحدة مُتفق عليها ، خرجت مشوّه الفكر والرأي اكثر ! بل تخوّفت اكثر ان تتزاحم علي الاراء والفتاوي في حالة سألت "هل هو واجب دفع زكاة الفطر على من هم يقفون حيارى في طوابير المصارف للحصول على مبالغ قد لا تصل حتى لسداد ديونهم او مصروف البيوت والاولاد وغيرها "!..ثم بادرني سؤال بعيد عن الموضوع وهو عن شكل ونظام الحكم في ليبيا المستقبل ،عندما تذكرت المادة رقم 6 من مشروع صياغة الدستور المُقترحة والتي تُفيد على ان (الشريعة الاسلامية هي المصدر الرئيس للقوانين والتشريعات ويلغى كل ما يتعارض معها ) مدسوسة وسط المواد مما سيعرّضنا لمعارك قادمة كما العادة من كثير من (المدسوسات) السابقة ! ..والسؤال هو ..من سيقرر شكل ونوع تلك الشريعة والتشريعات طالما لا يزل لدينا إختلاف تاريخي ومذهبي وشرعي وفقهي ما بين (علمائنا) وحتى (بسطائنا) حتى في الامور البسيطة مثل هذه !..ماذا لو دخلنا على مشروع الطاقة النووية او إقتصاديات السياحة والقروض وانواع الرياضة والعلوم المسموح بها شرعاً وغيرها من مشاريع الحياة والاقتصاديات الحديثة والاستثمارات الداخلية والخارجية وحقوق الإنسان !...
عن موضوع البوست الرئيس كنت دائما اؤمن بالقاعدة الشرعية التي تقول (أينما وُجدت مصلحة للناس فثمة شرع لله) ، ومصلحة الناس هي من مقاصد الشريعة السمحاء، ثم علميًا الا تُعتبر اليوم، النقود بضاعة متنقلة قد تشتري بها وتقيّم بها ما تشاء ، الا يشتري الناس الدولار بالدينار وهذا يعني انه بضاعة ! ..ثم الا تُستخلص قيمة الزكاة اصلا عن طريق تقييم الصاع من طعام اهل المنطقة ! ومن قال الطعام اليوم هو فقط ارز او مكرونة او قمح او شعير او تمر، قد يكون طعام مريض السكر او غيرها من الامراض المُزمنة الذي لم يكن يُعرف ذلك الوقت !..الرسول صلى الله عليه وسلم له حديث صحيح (انتم ادرى بأمور دنياكم) في واقعة صحيحة..وتركها لكم وربنا واسعة ..لماذا تضايقونها! ...الاجتهاد اليوم واجب، لكن ليس فيما اشبعناه بحثًا وجدالا ومجلدات واختلافات ..نحن بحاجة اليوم للبحث في علوم الحياة والاجتماع والاقتصاد والزراعة والصناعة والإدارة والتعليم والثقافة والعلاقات الدولية والتنمية البشرية وما يجمعنا ، اكثر ... .
كل عام وانتم بخير..