بحث في هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 23 مايو 2018

البنية التحتية للإرهاب :


 ....اول امس صباحا وصدفة فى احد طوابير الانتظار..التقيت زميلي أحد اساتذة الجامعة ، بمرتبة استاذ دكتور، متخرّج من إحدى جامعات اعتى البلدان الاوروبية ديموقراطية (.بريطانيا)، وفى اثناء الانتظار ، سألني عن رأييّ فى ما حدث فى القنصلية الامريكية ببنغازي..فأجبت وبسرعة بما احس به : انه لشيء محزن في حق ديننا وبلادنا والإنسانية وقضيتنا وضيوفنا ...رغم ان هذه الامور قد تحدث فى اي مكان فى العالم ..خاصة في ىبيئة لا تزل تحت التأسيس ولا يزال بها كثير من الانفلات الحدودي والامني" ، فأستغرب وتجهّم وامسك ربطة عنقه الانجليزية بيده ، بعد ان مسح بها على لحيته الخفيفة المُهذّبة لثوان ، قائلا : "غلط ..تمنيت لو انهم قتلوهم كلهم ..فهم يستحقون ذلك ..الم يعتدوا و ويهينوا نبينا يا اخى !."
احترت كيف اردّ ، فسكتّ عن الكلام المباح خوفاً من ان يتهمني بالكفر، جمعني البارحة لقاء اجتماعي مع احد شيوخنا البسطاء الطيبين الذين عاصرو جزءا من الجهاد وفترة الاستقلال ، لم يذهب الى مدرسة او جامعة او حتى مؤتمرا ،ولا يعرف الندوات ولا لقاءات (التنمية البشرية) ولم يغادر لاكثر من بنغازي غربا او طبرق شرقا ،كل ما يعرفه هو سيدي ادريس وعمر المختار وسيدى الفضيل وحسين الجويفى وراية الاستقلال وعهد (النوضة ) بعدها (كما يسمّيها) ، يصلّي ويصوم ويزكي ويحب كثيرا الصلاة فى الجامع الفوقي بالبيضاء (جامع الملك ) او جامع سيدى رافع ..لم يتمكّن حتى الان من الحج لانه لا يملك المال اللازم ، نظر الييّ بحزن وقال بتعبيره ما معناه: ( اليس حراما وعيباً ما جرى ، هذا تشويه لبلادنا والى اخلاقنا والى الناس اللي ساعدونا من قبل ايام سيدي ادريس وتوا ما زالوا يساعدوا فينا ...)
الغريب ان الاستاذ الدكتور ، قبل انتهاء اللقاء الصدفة فى ذلك الطابور، وقبل ان ينهي كلامه ..سألنى : انا سأخذ ابنى يوم الاربعاء القادم للمطار لانه سيسافر الى تونس ، للحصول على تأشيرة دخول لأمريكا لاستكمال دراسته ..اى خدمة من هناك....!
(مفتاح بوعجاج 17-9-2012)