بحث في هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 9 مارس 2018

الاقتصاد الصحيح أداة للتغيير الثقافي ...



...الهوية الاقتصادية الصحيحة هي طريقنا للتغيير للافضل ثقافياً وإجتماعياً ، وتأتي ايضاً بالحريات (المسؤولة) وليس الحرّيات ( المسخ) :
في الدول والمجتمعات ذات الاقتصاديات الحكومية والريعية ويغيب فيها النشاط والقطاع الخاص المُثمر بكل اوجهه ، قد تظهر فيه بعض المطالبات الحقوقية كأنها ترف او فوقية او تقليد لتلك المجتمعات التي وُلدت الحقوق فيها من رحم المعاناة وشظف الحياة والاحتياج الفعلي ، فتاريخياً، وخاصة في الدول الغربية مثل امريكا والمانيا وفرنسا وبريطانيا حيث وُلدت الثورة الصناعية ، وغيرها من دول ومجتمعات الاقتصاديات الناجحة ، حدثت التغيرات الكبرى بالنسبة لدور وعمل وحقوق المرأة في المجال العام والخاص كان نتيجة للحاجة الاقتصادية وليس ترفاً او تقليداً كما تصبوا النساء لهذا الامر في كثير من دول ومجتمعات العالم الثالث والرابع ، فعمل المرأة في تلك المجتمعات جاء نتيجة لأوضاع ما بعد الحروب مثل الحرب العالمية الاولى والثانية وغيرها من الحروب الاقليمية والاستعمارية و التي اضطر الرجال فيها للخروج إلى ميادين القتال والجبهات ، وتركوا فراغاً اقتصادياً في كل مجالاته ، ملأته المرأة بخروجها إلى ميادين العمل المختلفة والتي كانت بحاجة للايدي العاملة ..وتحصلّت فيها المرأة على كثير من الحقوق حاجة وليس ترفاً ، مثل قيادة السيارات والقاطرات والحافلات وحتى الطائرات وغيرها من امكنة العمل كالمخابز والمزارع والمستشفيات والمطاعم وحتى البناء ..حيث يتبيّن للدارس في تاريخ العلوم الاجتماعية وحتى الادارية التي تعتبر من العلوم الاجتماعية لأنها تهتم بالانسان والمجتمع ، سيجد ان ذلك الفراغ والحاجة الاقتصادية هو ما أستوجب خروج المرأة للعمل مما استوجب بالتالي الثورة على كثير من الثقافات والموروثات الاجتماعية التي كانت تمنعها من ذلك ، حيث كانت احد اسباب الثورة البروتستناتية المسيحية التي اتت بأفكار جديدة ضد الافكار المُحافظة المتطرّفة الدينية القديمة الارثدوكسية في كل مناحي الحياة مثل (ثورة الالماني مارتن لوثر ضد الكنيسة القديمة ( 1483 - 1546) )..
عندما يتطلب الاقتصاد الحر والعمل والابداع حاجاته الفعلية ، عندها سيرضخ المجتمع لكثير من الحريات ومتطلبات التغيير الثقافي المجتمعي ، إن كان غير ذلك فستكون النتائج ، تقليد ومسخ كما هي مشية (الغراب ) عندما حاول ان يقلّد الحمامة.
عموماً ، هذا لا يمنع بأن نقول للمرأة الليبية العاملة اليوم في كل المجالات نتيجة للاحتياج ، وفي كل المجالات ومن شاركت فعلاً في المطالبة بالتغيير للافضل ، ماضيا وحاضرا ، هذه هي البداية ولن تكون النهاية ...وكل عام وهن بخير وانس ومحبة وعمل ومشاركة لكل ما هو نبيل وخيّر ومُثمر لمجتمعنا .