بحث في هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 5 سبتمبر 2018

مرة اخرى .....




 (حتى أيام المملكة الليبية كان فيه (إخوان )....بس شكل تاني (يعطوا ما ياخذوش): 
..حدثنّي صديق من طرابلس عاصر فترة المملكة الليبية ،(الاستاذ محمد علي الهمّالي) اطال الله عمره ،ان طرابلس ايام المملكة كانت مدينة نظيفة بفضل (شركة سماد عكرة) ،حيث كان للسيد خليفة عكرة (رحمه الله) شركة خاصة بمعونة وخبرة إيطالية، تنّظم جمع القمامة وتُعيد دورتها لصناعة السماد من المواد العضوية، وكذلك صناعة كثير من الصناعات الورقية والبلاستيكية من بقايا مواد التعبئة والتغليف ، والتي كان يشتريها المزارعين المحليين ويقوم بتصدير الباقي لإيطاليا ، عُرف إنتاجها بسماد عكرة ، وكان يدفع رسوما للبلدية مقابل ذلك كأنه يشتريها ، والشركة مسؤولة امامها عن توزيع صناديق التجميع لتلك القمامة لتُغطّي كل المواقع السكنية ، يعني القمامة بكل انواعها كانت مصدر دخل للبلدية بدل الصرف عليها كما هي اليوم وما ورثناه من نظام ما بعد المملكة ، وكذلك مصدر دخل للضرائب والعاملين وإضافة للاقتصاد الوطني وكان يأمل ويخطّط  لفتح فروع لها في كل ارجاء البلاد..جاء (الفاتح) ..فأمر بالزحف وامًم الممتلكات الخاصة وقضى على الاستثمار والنشاط الخاص ومنها شركة (عكرة ) ،بحجة تحرير (الشغّيلة) والقضاء على الاستغلال والاشتراكية ومُحاربة الامبريالية والاستعمار وغيرها من الشعارات الفارغة ، راح سي عكرة ،وتهدّم مصنعه تحت أنقاض المخلفات الضخمة قبل ان يتم حرقها كما هي التقنية الفاتحية المستمرة حتى اليوم في كل المدن والقرى والمناطق الليبية ! ..وتحرر عمّاله وتحولوا إلى (موظفي حكومة) ..وتبقّت القمامة تملاء الدنيا رائحة ودخانا ومكانا وعطرا ،أولئك ومثلهم كانوا روّاد قطاع رجال الاعمال، المُثمر والمُفيد للاقتصاد والبيئة وتنمية قيم العمل التي فقدناها تماماً .. والتي يجب تهيئة كل السبل والتشريعات والتشجيع والاستثمار للعودة اليها ..بدل الشعارات والأيديولوجيات الفارغة ايضاً والتي ملئت الاسماع والابصار بدون نتيجة حتى اليوم ..إلا مزيدا من الإفلاس والإرهاب والضياع ....
(الصورة الاولى ،ارشيف Husein Turbi، الثانية السيد خليفة عكرة رحمه الله)

ليست هناك تعليقات: