بحث في هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 17 يونيو 2018

أقوال من أهل التنوير...



"كم من أُناسٍ صرفوا العمر في إتقان فن الكِتابة والخطابة ، ليُذيعوا جهلهم وفتنتهم ويُضِلُّون عامة الناس والبسطاء .... لا غير "
(ميخائيل نعيمة 1889 -  1988)

الجمعة، 15 يونيو 2018

نحن .....والضفّة ألاخرى



..كما قال أحدهم .."كأننا أبناء الجزء الملعون من الكرة الأرضية" ، يلتفت العالم إلى روسيا... يتابع ثلاثة أرباع سكان الأرض كأس العالم ، يذهبون في إجازة مع الساحرة الكرة ، يشترون القمصان ويعلقون الأعلام على الشرفات ، يتسمّرون أمام الشاشات. يسألون عن مشاهير اللاعبين. تهتز الشباك فتطوف الصور العالم. ينشغل المحلّلون في تقويم التسديدات وركلات الترجيح ، بدل هل هي شعير ام نقود !. القصف عندهم بكروت الاحمر والاصفر ،وليس الذبح والقتل والارهاب والاعتداء على قوتنا .. كأننا أبناء الجزء الملعون من العالم ، يلتفت العالم إلى روسيا ، ونبقى نحن غارقون في الكره والايديولوجيات والشعارات الفارغة والكذب والنفاق ، وفتاوي المفتي شيخ الارهاب والفتن وإظلام المدن والقرى الليبية الحبيبة ، نتابع التسديدات الدموية لـ (داعش) وكل الارهابيين ، ينشغل العالم بحروب كروية تنتهي بإحتفال وأغانى شبابية ومنافسة شريفة وحكّام عادلون ، ونتابع نحن انحدارنا من فتنة إلى فتنة وعصبيات عمياء لا تفرّق بين شريف ومُخادع ورايات مبلّلة بالكراهية والدم وعزل واقصاء وتمكين ،هم ينهمكون بتكريم الفائزين وننهمك نحن بمواكب التشييع والجنائز وأمواج الحزانى واليتامى والمذعورين ...
لنترك المونديال والرياضة والافراح ، للشعوب الحيّة (واللي عايشة من غير مفتي إرهابي ولا حرية ولا عدالة ولا بناء ) ،التي تعيش في دول تحترم نفسها وشعوبها وحقوق الانسان وأفراحه وأدميته ، لدينا مهمات أكثر إلحاحاً. مباريات ومؤامرات قاتلة على قوتنا النفط ، وامن ووحدة الوطن وجيشه الوطني ،تحرير مُدن ومناطق عماها الإرهاب ، تنوير الثقافة والسلوك والإنسان ، معركة يفرضها المؤدلجون والارهابيون علينا ، حدث لم يأتي فجأة إنما يُخطّط له كثير المرّات ، حتى إثناء اعيادنا ..علينا كلنا ان نحسّس اطرافنا إن لم تنتصر ....ألكرامة لنا !
وكل عام وانتم بخير ، عيدكم مبروك وعدوكم مهلوك بإذن الله ايها الشعب الليبي الطيّب .

الأحد، 10 يونيو 2018

ويستمر الجدل ...

....قرأت إدراجاً عن موضوع "هل يجوز دفع زكاة الفطر نقدا ام طعاما" ! والمتكرّر منذ قرون ، والدليل تلك المجلدات والابحاث والرسائل والاطروحات والفتاوي المضادة والمتضادة والاراء القريبة والبعيدة طول هذه المدة عن الموضوع ، هذا البوست علّق عليه وشاركه  رجال الفقه والقانون والشريعة وحتى الفقه الدستوري وعلوم الجغرافيا والتاريخ وعلوم الحبوب و البقوليات وعلوم الحديث والكلام واعتقد احدهم كان متخصصاً في الاستشعار عن البعد وتدخّل علماء الاقتصاد والادارة والفلك وحتى المحاسبة والفلسفة ، وكذلك ربات البيوت والادباء والكتاب والنخب اشكال وانواع ! استعان بعضهم بكثير من النصوص من عشرات ومجلدات وامهات الكتب وحتى التراجم ..البوست تحصل حتى قرائتي على حوالي 440 إعجاب و89 مشاركة و تقريبا 263 تعليق ..المشكلة ان هؤلاء جميعا لم يصلوا إلى نتيجة واحدة مُتفق عليها ، خرجت مشوّه الفكر والرأي اكثر ! بل تخوّفت اكثر ان تتزاحم علي الاراء والفتاوي في حالة سألت "هل هو واجب دفع زكاة الفطر على من هم يقفون حيارى في طوابير المصارف للحصول على مبالغ قد لا تصل حتى لسداد ديونهم او مصروف البيوت والاولاد وغيرها "!..ثم بادرني سؤال بعيد عن الموضوع وهو عن شكل ونظام الحكم في ليبيا المستقبل ،عندما تذكرت المادة رقم 6 من مشروع صياغة الدستور المُقترحة والتي تُفيد على ان (الشريعة الاسلامية هي المصدر الرئيس للقوانين والتشريعات ويلغى كل ما يتعارض معها ) مدسوسة وسط المواد مما سيعرّضنا لمعارك قادمة كما العادة من كثير من (المدسوسات) السابقة ! ..والسؤال هو ..من سيقرر شكل ونوع تلك الشريعة والتشريعات طالما لا يزل لدينا إختلاف تاريخي ومذهبي وشرعي وفقهي ما بين (علمائنا) وحتى (بسطائنا) حتى في الامور البسيطة مثل هذه !..ماذا لو دخلنا على مشروع الطاقة النووية او إقتصاديات السياحة والقروض وانواع الرياضة والعلوم المسموح بها شرعاً وغيرها من مشاريع الحياة والاقتصاديات الحديثة والاستثمارات الداخلية والخارجية وحقوق الإنسان !...
عن موضوع البوست الرئيس كنت دائما اؤمن بالقاعدة الشرعية التي تقول (أينما وُجدت مصلحة للناس فثمة شرع لله) ، ومصلحة الناس هي من مقاصد الشريعة السمحاء، ثم علميًا الا تُعتبر اليوم، النقود بضاعة متنقلة قد تشتري بها وتقيّم بها ما تشاء ، الا يشتري الناس الدولار بالدينار وهذا يعني انه بضاعة ! ..ثم الا تُستخلص قيمة الزكاة اصلا عن طريق تقييم الصاع من طعام اهل المنطقة ! ومن قال الطعام اليوم هو فقط ارز او مكرونة او قمح او شعير او تمر، قد يكون طعام مريض السكر او غيرها من الامراض المُزمنة الذي لم يكن يُعرف ذلك الوقت !..الرسول صلى الله عليه وسلم له حديث صحيح (انتم ادرى بأمور دنياكم) في واقعة صحيحة..وتركها لكم وربنا واسعة ..لماذا تضايقونها! ...الاجتهاد اليوم واجب، لكن ليس فيما اشبعناه بحثًا وجدالا ومجلدات واختلافات ..نحن بحاجة اليوم للبحث في علوم الحياة والاجتماع والاقتصاد والزراعة والصناعة والإدارة والتعليم والثقافة والعلاقات الدولية والتنمية البشرية وما يجمعنا ، اكثر ... .
كل عام وانتم بخير..



الجمعة، 1 يونيو 2018

الاحزاب والتأسيس ..

...الأحزاب ..تاريخياً ، تتشكل بعد وجود دستور ينظّم تاسيسها وتمويلها  او حاجة أقتضتها مطالب الجمهور بعد التأسيس..  كان دستورالولايات المتحدة الامريكية صامتاً تجاه قضايا الأحزاب السياسية ، عند إقراره عام 1787، حيث لم يكن هناك في البلاد أحزاب..، بل ان بعض الآباء المؤسسين للدولة رفضوها برمّتها وقتها. كما أن جورج واشنطن، أول رئيس للبلاد، لم ينضم أبداً إلي أي حزب او التكتّل سياسي، وأعرب عن أمله بأن لا يتم تشكيل أحزاب سياسية وقت التأسيس (وهذه كانت نفس فكرة الملك أدريس رحمه الله بعد الأستقلال ، شعورا منه بأنه لم يحن وقتها بعد.) ... فيما بعد ونظراً  للحاجة لكسب دعم شعبي لبناء (الجمهورية) أدت إلى الابتكار الأمريكي للحزب او التكتّل (الجمهوري) في نهاية القرن الثامن عشر، والذي كان يفضل حكومة مركزية قوية وإقامة روابط وثيقة بين الحكومة والأغنياء...ثم اتى الحزب الديموقراطي والذي ايّد  دوراً محدوداً للحكومة المركزية واعتماد نهجا مستمدا من عامة الشعب تجاه الحكومة ...إلى ان اصبح (الحزبان) اكبر الاحزاب (الشعبية) الامريكية اليوم ، تتنافس كلاهما لمصلحة الشعب والمجتمع والدولة والاقتصاد  ولا يختلفان كثيراً في الثوابت الوطنية ، إلا من حيث نظرتهم لتلك المصلحة الشعبية والوطنية واين تكون ،اما الهوية عندهما فهي امريكية وطنية تاريخية ولا يختلفان عليها ...بل ان كثير من الأكاديميين لا يطلقون عليهما احزاب ، كما هي في الدول والمجتمعات التي قفزت على مسار التاسيس ونواة الدولة الاولى ..فجعلت من العربة امام الحصان ..
في ليبيا اليوم ..جاءتنا احزاب ممولة وجاهزة ومعظمها لديها اجندات ومشاريع وهوية وايديولوجيات خارجية ، فقفزت على التأسيس والهوية والتاريخ الوطني لدولة محطّمة إقتصاديا وفكريا وثقافياً لعقود ، فزادت الفرقة والإنقسام والتشرذم والفتنة بدل التوحّد على مباديء عامة وثوابت وطنية ، والادهى انها تحاول ان تؤسّس الدولة  اليوم على أجنداتها تلك ، وهذا طبعاً لن يستقيم ولن يُقيم .