بحث في هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 15 ديسمبر 2017

جبل الجليد...من جديد






....الحضارة الغربية مثل جبل الجليد الكبير نراه فوق البحر، فطبيعي ان يكون جزء منه طافيًا فوق الماء والجزء الأكبر يكون مغمورا حسب قانون الطفو. الجزء الظاهر هو الشكليات المظهرية التي تزامنت مع تلك الحضارة (غطاء راس الخريّج كمثال اخر ). ولكن جوهر وعمق الحضارة هو ذلك الجزء المغمور والذي يحوي أسس وتاريخ وتشريعات وكفاح علماء إجتماع وإقتصاد وفلاسفة عصر التنوير وبزوغ عصر الحريات الانسانية والثورة الصناعية وفي خلال مراحلها تكّوّن العقل العلمي في تفكيره وسلوكه وطريقه بحثه عن الحلول والتي اتسمت بالمنهجية العلمية والتي أنتقلت بعدها من المعامل والجامعات ومراكز الابحاث الى العقل الجماعي للمجتمع بكامله.(العقل الذي في الرأس )..
وللإسف فإن شعوب العالم الثالث – ونحن منهم – لا نرى من الحضارة الغربية إلا ذلك الجزء الطافي والظاهر فوق السطح فحسبناه هي الحضارة فانعكس ذلك في سلوكنا وحياتنا. فأتى تحضّرنا زائفًا وناقصًا ومُضحكّا. واثّر ذلك على حياتنا فلا جئنا بحديث وجديد ينفعنا ، وتركنا ايجابيات أجيالنا الماضية، فأصبحنا لا اصالة ولا مُعاصرة ، وجاء تطبيقنا للمعايير المهنية والعلمية مشبّعاً بشكليات مزعجة وغير مثمرة أتت نتيجة لأننا لم نرى من تلك الحضارة (جبل الجليد) إلا ذاك الجزء الطافي فوق السطح ، ولم نتعمّق إلى حيث منشأه ، وبالتالي قفزنا إلى نتائج الحضارة الغربية النهائية ولم نستوعب من أين بدأت ولا كيف تكونت ولا مررنا بمرحلة النضال والكفاح والصبر التي مر بها علماؤهم ومثقفوهم وشعوبهم إلى إن وصلوا الى ما هم فيه اليوم..
(الصورة للسيدة انجيلا مركل عام 1990 بداية مشوارها السياسي تتعلم الدرس مع مجموعة من الصيادين الاشداء الالمان ،حيث احد مراكز صناعة الاقتصاد الالماني الحديث )..