بحث في هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 8 فبراير 2017

الشرف ..من قيم الاجداد




  كُنت في منطقة سلوق المجاهدة ربيع 2015 ....الطريق ..جنوب بنغازي..حتى إجدابيا ..ربيع وخير ونوّار وزرع ..وناس تحترف الزراعة والرعي ...روائح التراب والرتم وكل انواع النباتات والأشجار بما فيها الاشجار المحلية وانواع من الاشجار الاسترالية الجميلة بنوّارها الازرق والوردي المزروعة جوانب الطرق وامام البيوت البسيطة شكلا والرائعة بما فيها من ناس شريفة عفيفة لم تتلّوث بعد بلعنة النفط ولا لعنة الايديولوجيات المستوردة،بساطة مع أصالة وعبق الاصالة والود والكرم ...بوابات الجيش الوطني يقفون تحت راية الاستقلال بما فيها من شباب وكبار وجنود وضباط تُثلج النفس ..هم ايضا بساطة مع إنضباطية واحترام وإحترافية رغم ظروفهم الحياتية الصعبة ،أبعدتنا تلك الصور الجميلة بعض الوقت عن مظاهر الاستفزاز الشكلية من أثاث ومكاتب فاخرة مستوردة بالعملة الصعبة وقصور من حرام وسيارات فاخرة غالية الاثمان وصرف باذخ وباحثون متزاحمون على السلطة والمال والدولار .. وأمور لا داعي لها وقت الازمات والفقد ومعاناة الكادحين الباحثين والباحثات عن حياة شريفة ....
  
مررنا علي سور ضريح البطل المجاهد عمر المختار بسلوق ،ليس بعيدا عن مكان الضريح الاصلي حيث نقله النظام السابق من بنغازي المجاهدة إلى هنا ..ليس حبًا في ذلك المكان وإنما إبعاده عن مكان وارى فيه رفاقه يوما ما بعد الاستقلال جثمانه الطاهر ليكون وسط المدينة التي جمعت كل أطياف الليبيين ، بنغازي ..وطن في مدينة ،ولكن فى سلوق ايضا سطعت المنارة وأضاءت بإشعاع قيم رقيده...تبعناه واصبح منارة نهتدي بها ،وشعارا للقيم الوطنية النبيلة ، التى يكاد يضيعها من استورد قيما اخرى لا تمت لتراثنا ولا لتاريخنا ولا لديننا بصلة ..
أحد مرافقيّ : ( ايضاً وهنا وقريبا من هذا المكان ...تم إعدام المجاهد البطل (عيسى الوكواك العرفي) من منطقة المرج ،شنقا امام حشد من المعتقلين الليبيين إرهابا ،لأنه رفض بعد ان تم القبض عليه من قبل الطليان،رفض طلبهم ..الطلب كلاميًا.. العفو من موسوليني (الري على حد وصفهم) امام حشد من الليبيين  ،وعندما التف الحبل حول رقبته الشريفة في هذا المكان في 15 مارس 1932 ، خاطب مواطنيه بصوت جهوري ....: (تبقّوا علي خير يا أجواد ) ...عندها نهض احد المعتقلين الليبيين يرتدي بقايا ملابس رثّة ..بسيطة لا تكاد تواري ما تبقى من جسمه النحيل بفعل الجوع والمعتقلات ( فرقت والله لاجواد اللي ما قدرنا نفكّوك ...قدامك الله ...ونحنا لنّا الله ) .