بحث في هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 19 ديسمبر 2017

ماذا حدث بعدها ...



ماذا حدث بعدها !

 كاتبة أمريكية اسمها ” إغنيس نيوتن كيث” (1901-1982 ) مؤلفة كتاب”  ابناء الله بين البحر والصحراءChildren  "  Allah, between the Sea and the Sahara of“  (طُبع عام 1966 )، حيث عاشت هذه المؤلفة في ليبيا خلال الفترة 1955- 1965، بحكم انها كانت زوجة لأحد العاملين في إحدى هيئات الامم المتحدة بالمملكة الليبية  خلال الفنرة (مجال البيئة والغابات) ، وتجوّلت كثيرا بمعظم مناطق ليبيا غرباً وشرقاً وجنوباً خلالها ، فهل تعرفون من هم أبناء الله من وجهة نظرها !ّ إنهم الليبيون كما وصفتهم ، حيث شاهدت هذه الكاتبة الممارسات الحقيقة لليبيين وأصبغت عليهم صفة من صّفات موروثها الديني فكانوا من وجهة نظرها ان هؤلاء هم فعلاً هم من ينطبق عليهم تلك الصورة  (أبناء الله) ، وذلك لما رأت من ممارسات ترتقي إلى أن تكون غير طبيعية للبشر من حيث المحبة والحنان والألفة والتواضع، ومن القصص التي ذكرتها هذه المؤلفة، وهي عندما كانت تشاهد العرض العسكري في احتفال عيد الاستقلال في بنغازي عام1965 ، حيث ركزت على وجوه الجنود الليبيين  خلال الاستعراض، ثم كتبت” لم أشاهد في حياتي هذا الطيف من ألوان البشرة المختلفة”، هناك كل لون من الأبيض إلى القمحي إلى البني إلى الأسود، وبعضهم بعيون زرقاء “، ومعني هذا ببساطة شديدة بأن ليبيا لا تعاني من مسألة التمييز العنصري (كما كان في بلادها وقتها ) وان هناك شىء ما عظيم وخلاّق قد جمع كل هذه الاطياف والثقافات وجعل منها أمة واحدة ذات تنوّع جميل ".



الجمعة، 15 ديسمبر 2017

جبل الجليد...من جديد






....الحضارة الغربية مثل جبل الجليد الكبير نراه فوق البحر، فطبيعي ان يكون جزء منه طافيًا فوق الماء والجزء الأكبر يكون مغمورا حسب قانون الطفو. الجزء الظاهر هو الشكليات المظهرية التي تزامنت مع تلك الحضارة (غطاء راس الخريّج كمثال اخر ). ولكن جوهر وعمق الحضارة هو ذلك الجزء المغمور والذي يحوي أسس وتاريخ وتشريعات وكفاح علماء إجتماع وإقتصاد وفلاسفة عصر التنوير وبزوغ عصر الحريات الانسانية والثورة الصناعية وفي خلال مراحلها تكّوّن العقل العلمي في تفكيره وسلوكه وطريقه بحثه عن الحلول والتي اتسمت بالمنهجية العلمية والتي أنتقلت بعدها من المعامل والجامعات ومراكز الابحاث الى العقل الجماعي للمجتمع بكامله.(العقل الذي في الرأس )..
وللإسف فإن شعوب العالم الثالث – ونحن منهم – لا نرى من الحضارة الغربية إلا ذلك الجزء الطافي والظاهر فوق السطح فحسبناه هي الحضارة فانعكس ذلك في سلوكنا وحياتنا. فأتى تحضّرنا زائفًا وناقصًا ومُضحكّا. واثّر ذلك على حياتنا فلا جئنا بحديث وجديد ينفعنا ، وتركنا ايجابيات أجيالنا الماضية، فأصبحنا لا اصالة ولا مُعاصرة ، وجاء تطبيقنا للمعايير المهنية والعلمية مشبّعاً بشكليات مزعجة وغير مثمرة أتت نتيجة لأننا لم نرى من تلك الحضارة (جبل الجليد) إلا ذاك الجزء الطافي فوق السطح ، ولم نتعمّق إلى حيث منشأه ، وبالتالي قفزنا إلى نتائج الحضارة الغربية النهائية ولم نستوعب من أين بدأت ولا كيف تكونت ولا مررنا بمرحلة النضال والكفاح والصبر التي مر بها علماؤهم ومثقفوهم وشعوبهم إلى إن وصلوا الى ما هم فيه اليوم..
(الصورة للسيدة انجيلا مركل عام 1990 بداية مشوارها السياسي تتعلم الدرس مع مجموعة من الصيادين الاشداء الالمان ،حيث احد مراكز صناعة الاقتصاد الالماني الحديث )..

السبت، 2 ديسمبر 2017

رؤية خارج ...النوافذ




   ...رؤية خارج نافذة المكتب البيضاوي في (البيت الابيض) ..ونوافذ سيلس البيضاء..
عدد العاملين في قطاع الزراعة في الولايات المتحدة الامريكية بما فيهم مالكي الاراضي الزراعية لا يتجاوز الـ5% من إجمالي عدد سكانها ! ..ومع ذلك إنتاجها الزراعي يكفي سكانها الـ300 مليون ويفيض للصناعات الغذائية وتصدير إنتاجها الزراعي والصناعي والحيواني للعالم الاخر ..وهي من اكبر المجتمعات المصدّرة والمُنتجة للحبوب بكل انواعها ...في ليبيا الملكية (ايام إحترام الملكية الخاصة ) كان السيد عبد القادر البدري (رحمه الله) يملك ارضاً زراعية بمنطقة سلوق -المرج ، يُنتج منها سنوياً اكثر من 30000 طن من الحبوب (قمح وشعير ) ..تقوم المطاحن المحلية الخاصة بتحويلها إلى دقيق واعلاف ،جاء زحف الزاحف ..والارض ليس ملكا لاحد ، واستولى عليها ..وقزّمها وأدعى تقسيمها وتقزيمها لمزارع (مُملّكة) بحجة الاشتراكية الجماهيرية ، فحوّلها اصحابها إلى ارض بور و مراعي وزراعة أشجار ليس لها عمر او إنتاجية ، وصار اصحابها يذهبون فجرا لشراء الخبز الطازج من مخابز المدينة والمصنوعة من دقيق أفرنجي مستورد فاخر ، بالدولار مصنوع اصلاً لصناعة الحلويات والبان كيك وغيرها ..في طرابلس ، كانت مزرعة (الكونتسية) بطريق جنزور الزاوية توّرد البرتقال والليمون لمصنع المزارع الليبي (الخاص) بالقرب منها ، بما يكفيه كخام لانتاج عصائر طبيعية لمدة شهر كامل ..تحولت بعدها بفضل (لا حرية لشعب يأكل من وراء حدوده ) إلى إستراحات ودكاكين (للفحم وغيرها ) من بلوك ابيض للعسكريين اتباع النظام وكتائبه ورفاقهم ، السيلس (مخزن حبوب البيضاء) (الصورة ) كان حتى نهاية السبعينات مخزنا لإنتاج حبوب منطقة الجبل الاخضر فكنا نرى عشرات السيارات المُحملّة بأجود انواع الحبوب لتخزينه هناك ثم إعادة بيعه إما للمزارعين كبذور بسعر ارخص (كدعم) او بيعه للمطاحن المحلية الخاصة وذلك إستمرارا لمشاريع المملكة السابقة في دعم وتشجيع الانتاج الزراعي قبل ان تأتي (مشاريع الاصلاح الزراعي ) وشعارات (الدجاجة تبيض والديك لا يبيض ) ..صحيح نحن لسنا بخير حتى اليوم ...لكن لا يجب ان ننسى ان الكارثة كانت قد ......بدأت من هناك .
(بالمناسبة هو سمي بالمكتب البيضاوي (Oval Office ) ليس لأنه يبيض ، بل لأنه على شكل بيضاوي دائري ) ...


الأحد، 26 نوفمبر 2017

الاقتصاد كأداة تغيير ثقافي .....


  الهوية الاقتصادية الصحيحة هي طريقنا للتغييرالثقافي و المجتمعي للافضل ..
تاريخياً ، في الدول الغربية مثل امريكا والمانيا وفرنسا وغيرها من دول الاقتصاديات الناجحة ، حدثت التغيرات الكبرى بالنسبة لدور وعمل المرأة في المجال العام والخاص نتيجة الحاجة الاقتصادية وليس ترفاً او تقليداً كما تصبوا النساء لهذا الامر في كثير من دول ومجتمعات العالم الثالث والرابع ، فعمل المرأة في تلك المجتمعات جاء نتيجة لأوضاع ما بعد الحروب مثل الحرب العالمية الاولى والثانية ،، التي اضطر الرجال فيها للخروج إلى ميادين القتال والجبهات ، وتركوا فراغاً اقتصادياً ملأته المرأة بخروجها إلى ميادين العمل المختلفة..وتحصلّت فيها المرأة على كثير من الحقوق مثل قيادة السيارات والقاطرات والحافلات وحتى الطائرات وغيرها من امكنة العمل كالمخابز والمزارع والمستشفيات وحتى البناء ..والحقيقة للدارس في العلوم الاجتماعية وحتى الادارية التي تعتبر من العلوم الاجتماعية لأنها تهتم بالانسان والمجتمع ..سيجد ان ذلك الفراغ والحاجة الاقتصادية هو ما أستوجب خروج المرأة للعمل مما استوجب بالتالي الثورة على كثير من الثقافات والموروثات الاجتماعية التي كانت تمنعها من ذلك ، حيث كانت احد اسباب الثورة البروتستناتية المسيحية التي اتت بأفكار جديدة ضد الافكار المُحافظة المتطرّفة القديمة الارثدوكسية في كل مناحي الحياة مثل (ثورة الالماني مارتن لوثر ضد الكنيسة القديمة ( 1483 - 1546) ).. عندما يفرض الاقتصاد الحر والعمل والابداع حاجاته الفعلية ..هو ما سيفرض كثير من الحريات ومتطلبات التغيير الثقافي المجتمعي ، إن كان غير ذلك فستكون النتائج ، تقليد ومسخ كما هي مشية (الغراب ) عندما حاول ان يقلّد (مشية) الحمامة ...

الخميس، 16 نوفمبر 2017

النيهوم ....





اليوم ذكرى وفاة الصادق النيهوم (15 نوفمبر 1994) ، رحمه الله . 
أجرت إعلامية لبنانية يوماً مقابلة مع الكاتب والاديب الليبي (الصادق النيهوم)(1937 بنغازي - 1994 جنيف) ،تلك الاعلامية التي كانت على ما يبدو غير مؤمنة بوجود كتّاب ومثقفين ليبيين بذات مستوى الكتّاب والمثقفين في لبنان اوسوريا او مصر،فكانت في تلك المقابلة تبدو من خلال أسئلتها وكأنها تريد ان تُظهر هذا الامر وتُبرهن عليه ، فكانت في بداية الحلقة (واخذة العلو عليه) كما يقولون ..ومن خلال الاسئلة والاجوبة أنتهت الحلقة بأن بدت تلك الاعلامية كأنها تلميذة امام النيهوم والذي بدا عملاقاً وخاصة وانها في نهاية الحلقة سألته : هل تحب فيروز ! ..نظر اليها الصادق طويلاّ، ثم أجاب بنظرة وإبتسامة جادة " سيدتي ، انا لا احب فيروز ، انا احب صوت وأعمال فيروز" ...
(رواية صديقي الاستاذ عبد الرازق عوض )

الاثنين، 13 نوفمبر 2017

الشجرة النبيلة ..


   كل ليبيا الان تُعاني من نقص شديد في معاصر زيت الزيتون (حسب الكثير من المناشدات من زارعي الشجرة النبيلة) ، ووفرة زيادة عن اللازم في المُحللّين والمُحاورين ،وبحوث علمية عن البحار العميقة وسلاحف البحر وإستعمالات حرف الهمزة في اللغة العربية ، وخبراء مراكز الابحاث الاستراتيجية وندوات ومؤتمرات عن الاستشعار عن بُعد ...
  إنتاج الزيتون في عموم البلاد غزير هذه السنة ولله الحمد في مُعظم رمالها وجبالها ووديانها وصحرائها وواحاتها وسهولها ،
وصل سعر لتر زيت الزيتون في بلادنا اليوم إلى 20 دينار، البنزين 15 قرش ، زيت الزيتون في بعض البلدان التي تعرف قيمته ولا تصلح أراضيها لزراعة شجرة الزيتون ، يُباع فيها في الصيدليات بأسعار باهظة ، تونس التي تتصدر المرتبة الثانية بعد أسبانيا في إنتاج الزيت ، صدرّت العام الماضي ما قيمته حوالي 2 مليار دولار ، للعلم مُعظم الاراضي الليبية صالحة لزراعة الزيتون بأنواعه وبعض الاشجار منذ ايام الاغريق والرومان موجودة حتى اليوم ...ولا من مُهتم !
(الصورة لشجرة زيتون في فلسطين يقول عنها المهندس الزراعي الفلسطيني نادي فراج ،التي تقع في تلال القدس الجنوبية ، ويطلق عليها السكان اسم شجرة سيدنا احمد البدوي، ان عمرها يزيد عن 5500 عام )

ذهب ..ولم يرجع بعد .

أين ذهب هؤلاء الطيبون النبلاء ..! وهم كانوا قد رفعوا سمعتنا يوماًَ في السماء ! ...
    في حديث حميمي مع أحد أساتذة التاريخ بجامعة بورتلاند ،اوريقون ،الولايات المُتحدة ، ( Portland State University in Portland  /Oregon ) ، بكافتيريا الجامعة (أ.د. جون ميتكالف) منذ سنين عديدة ، ذكر لي حادثة حصلت له في بنغازي عند زيارته لها كسائح في نهاية الستينات ، كان عندما يستذكرها يضحك كثيراً ، وهو انه حسب وصفه وفي جهة مطاعم وسط المدينة الخاصة ، والتي كانت تقدّم الوجبات الليبية الشعبية النظيفة والخدمة الراقية تلك السنين الخوالي (قبل الزحف الزاحف) ..وبعد أن أستكمل وجبته طلب الفاتورة فأحضرها له الغرسون الليبي النظيف كما وصفه ، فقام بوضع القيمة بالدولار ..فما كان من الغرسون وبأدب إن رفض تلك العملة قائلاً ..نحن يا سيدي لا نقبل إلا العملة الليبية ..ولكن يمكنك الذهاب لاول بنك وهنا قريباً يوجد واحدا في منتصف الشارع . وسأنتظرك ..(مفش مشكلة) ..يقول السيد ميتكالف ..ذهبت وقمت باللازم في دقائق وعدت اليه وأعطيته قيمة الطعام والشراب بالجنيه الليبي ..وتركت له على طاولتي بعض الجنيهات كـ( Tip) (بقشيش ) (وهي عادة متبعّة في معظم دول العالم ) ، ثم خرجت ..وإذ به يلحقني مُنادياً (Sir ) سيدي ، لقد نسيت نقودك على الطاولة..عندها عرفت وبكل إحترام ..أنني في بلد مُحترم وأمنْ.
أتذكر انا اليوم تلك الرواية مُستذكرا القيم الليبية الاصيلة رافعاً شعار يصلح لهذه الايام "معاً اليوم نحو فساد أفضل".


السبت، 11 نوفمبر 2017

كلمات في الاقتصاد



   في ظل عدم تصحيح الهوية الاقتصادية لليبيا من إقتصاد ريعي جل الدخل القومي فيه هو من النفط الناضب ..إلى إقتصاد إبداع يعتمد على النشاطات المملوكة والمُدارة من القطاع الخاص به شفافية ومنافسة شريفة في الاسعار والجودة والحاجة ..يكون فيه دور الدولة المُراقبة والتخطيط والإقراض والتوجيه وبناء البنية التحتية والطرق وبعض الخدمات كالكهرباء والصحة والمواصلات العامة والتعليم والامن والدفاع والبحث العلمي والضرائب كأداة توجيه وليس كاداة إيراد ..تظلّ كل قرارات الزيادة في المرتبات والدخل عموماً ،هي مجرّد فقاعات صابونية بزيادتها تزيد الاسعار وتهبط الجودة يكون شعارها (العملة ورق والمعيشة شرق ) ..في بلاد مثل امريكا وفرنسا والمانيا وحتى إيطاليا ومعظم الدول ذات الاقتصاديات الناجحة ،لا يزيد فيها عدد العاملين في القطاع العام عن 23% والباقي يعمل في القطاع الخاص من شركات وزراعة وصناعة وخدمات بكل انواعها وتتحصّل الدولة لتسسير نشاطاتها على ضرائب ورسوم لتأدية الخدمات المذكورة ..وعندما يحتج المواطن فيها على سوء الخدمات او ظهور علامات فساد ، يقف امامها قائلاً "I"m a tax payer ،It"s my money ،where is my services " (انا دافع ضرائب ، وما عندكم هي اموالي ،اين خدماتي ! )..عندنا نتيجة لهذا الهوية الرعوية ،المواطن كأنه يقول لمن في الدولة : ( كل الاموال والاملاك والثروات عندكم ، اعطونا منها للاكل والشرب فقط ،الله يرضى عليكم )...عندما تتغيير الهوية الاقتصادية للافضل سيكون السياسة واهلها والدولة ، في خدمة الاقتصاد و المواطنين وتحت رحمتهم وليس العكس كما حاصل الان (ولذا فالمستفيدين من (تملّك ثروة الامة ) من الساسة والاحزاب وذوي الياقات البيضاء، سيقاومون اي تغيير بالخصوص ..احد المواطنين السوفييت ايام الاتحاد السوفييتي( حكم شمولي شيوعي مؤدلج يملك فيه الحزب الشيوعي كل الثروة والمقدرات قبل سقوطه وتفكّكه عام 1991 ) ،عبّر عن ذلك احسن تعبير "كنت اعرف ان هذه الكذبة التي ملكت كل شىء ستسقط يوماً ..فهم (الحزب الشيوعي) كانوا يدعّون أنهم يدفعون لنا ..ونحن كنّا نتظاهر بأننا نعمل ) .

الثلاثاء، 7 نوفمبر 2017

المستقبل الجديد ..




   ثورة (4 نوفمبر) في السعودية كما يطلق عليها البعض..قد تُحقق غاياتها في الوصول للدولة المدنية التي يتعايش فيها الاصل والمُعاصر بدون المرور بتلك المراحل الكارثية التي مرّت بها ثورات (الربيع العربي ) لتحقيق نفس الهدف لعدة أسباب :
*من قام بهذه (الثورة) هي السلطة الحاكمة التي جاءت حديثاً لتستكمل المحاولات الخجولة لمن كان قبلهم ..
*60% من الشعب السعودي هم من فئة الشباب والذين رحبّوا من خلال إستقراء لبعض المراكز البحثية والاعلامية الجادّة ، بأنهم فرحين ومُرحّبين بهذا التغيير..خاصة ان كثيرا منهم كانوا يدرسون (كمبتعثين) وبالالاف لدول متقدمة علمياً وإجتماعيا ومدنياً ليكونوا نواة إستقبال التغيير ضد مظاهر تخلّف موروث الداخل 
* يتم هذا التغيير بوجود مؤسسّات للدولة مثل الجيش والشرطة والادارة كأدوات فاعلة لتنفيذ التوجيهات والقرارات والسياسات الجديدة بدون العمل بشعارات مثل العزل والاقصاء والاجتثاث وصلت لحد التصفية و الاغتيالات في دول (الربيع ) .
* بدأت هذه الثورة بداية صحيحة بحكم انها لم تلجأ لاية شعارات ايديولوجية او شعارات دينية او غيرها ،إنما كان شعارها بناء مشاريع إقتصادية ومحاربة الفساد(مشروع الرؤية 2030 وكذلك مشروع (نيوم ) (Neom) مشتق من كلمة (Neo) بمعنى "جديد" وحرف الميم أول حرف من كلمة "مستقبل" باللغة العربية)، حيث ان إصلاح الاقتصاد سيقود تلقائيا لتطبيق حقوق الانسان وقيم المواطنة وليس العكس ..
*وجود النية والرغبة الواضحة والارادة والعقيدة للاصلاح لدى السلطات الحاكمة والدليل هو أنها بدأت عمليات مُحاربة الفساد برموز كانت يوماُ تشعر انها مُحصنّة بحكم قرابتها للعائلة المالكة ...
*لم تعطي سلطات التغيير اي فرصة للاعتراض من قبل المؤدلجين بحكم ان مؤسسات الدولة الحرفية باقية وليس لدى هؤلاء اية مليشيات مُسلحة ، فقد كان يجرى سابقاً من خلال قوة ناعمة(فن ، تأسيس هيئة للترفيه ،إعطاء المرأة السعودية بعضاً من حقوق المواطنة وبالتدريج كبالون إختبار لقوة ومقدرة الرفض ، ) تحييدهم وعدم إعطاؤهم اية فرصة للانقضاض المُسلح او الارهاب خاصة بعد ان تم إبعاد وتحييد رموز كثيرة وقيادات للجماعات المؤدلجة ..
*يبدو ان حتى إختيارات الحكومة كانت مهيأة مُسبقاً لتسويق هذا التغييرلدى الراي العام الدولي بشكل واضح وصريح ومُقنع (السيد عادل بن أحمد الجبير وزير خارجية السعودية المُستنير فكرا وثقافة وسياسة كمثال )..
*نعتقد ان البدايات الصحيحة ستقود لنهايات جيدة..وان هناك مشروعاً بدأ ولن ينتهي إلا بتحقيق اهدافه ..خاصة وان المجتمع السعودي والخليجي عموما قد ضاق بكثيرمن سياسات الكبت والتضييق على الحريات تحت شعارات طواها الزمن والتاريخ والواقع ، في عاالم يكاد يُصبح اليوم بفضل التقنيات ووسائل الاتصال الاجتماعي، قرية واحدة.

الأربعاء، 1 نوفمبر 2017

عبد الحميد العبّار


أولئك آبائي فجئني بمثلهم **** إذا جمعتنا يا جريرالمجامع

الفرزدق.. 
 وضع النظام السابق بعد الانقلاب ، كثير من مسؤولي المملكة الليبية وأعيانها ورجال دولتها العظيمة من المجاهدين الحقيقيين والشيوخ والنواب وكوادر الدولة العليا والكفاءات والنخب الوطنية ‘ وضعهم في سجن (الحصان الاسود) ، وكان على رأس هؤلاء المسجونين ،رفيق البطل عمر المختار ، المجاهد الشيخ عبد الحميد العبّار ، والمشهور بالكرم والنخوة والشجاعة النادرة ، و حدث أن قام عبد السلام اجلود ، بزيارة ذلك السجن ، وذلك على سبيل التشفيّ والشماتة فى رجال العهد الملكي ، وعندما توقف عند الشيخ عبد الحميد العبّار ابتسم ( اجلود ) بوقاحة وقال له بصوت الحاقد : "هكيّ يكون مصيرك ! أليس عيبا أن تنتهي يا سي عبد الحميد إلى هذه النهاية ، وأنت اللي كنت مع عمر المختار" فرفع الشيخ عبد الحميد العبّار رأسه ورمق اجلود بنظرة احتقار حادّة وقال بصوت ساخر ومسموع : "خزّيه عليكم يا كمشة فروخ .. والله لو عاش سيدي عمر حتى هذا اليوم ، لكان مكانه هنا الى جنبي وجنب كل هالرجال ، ولكن بخت سيدي عمر كان خير منا جميعا ، الله كرّمه بمشنقة الطليان ". 
عندما اجتمع معمر بو منيار يوماً، بشيوخ قبائل العواقير في أبريل 1976 بسلوق بناءاً على طلبه وطلب منهم الزحف (فتنة كالعادة) على مدينة بنغازي وإجلاء (الغرباء بوصفه هو) منها ،وكان الشيخ عبد الحميد العبار(1880-1977) حاضرا بعد خروجه من السجن اخر ايامه رحمه الله ،رد عليه قائلاً: " إن هؤلاء من تتحدّث عنهم هم اليوم خيخى وبنيخى( أخوة وأقارب ونسب)..واللي مش مشاركنا بدمّه في الجهاد ، شاري بفلوسه” ..فما كان منه إلا ان غادر الميعاد حانقاً ..
(معلومات الاستاذ ابراهيم بوشعراية اطال الله عمره ومقال الاستاذ موسى فارس، ليبيا وطننا 18 يونيو 2009)

السبت، 21 أكتوبر 2017

أم السعد ..عبد الحميد البكوش :


  
.."كنت مُناوباً ليلياً عام 1967 في مستشفى البيضاء المركزي (تم بناؤه عام 1964) ..ولا زلت جديدا على العمل ..فإذ بي ارى رجلاً تدل هيئته وملبسه على هيبة ووقار مع كثير من التواضع على غرار رجال الادارة ذلك الزمن ،ورغم انيّ كنت اشعر انني رأيته من قبل ولكني لم اعرف اين ومتى ! ..رأيته يدخل قسم الرجال ..وليس من العادة ان يُسمح بذلك خاصة في هذا الوقت من الليل بدون أذن ومعرفة مني ..لم يتحدّث اليّ إنما أنهمك في محادثة مع احد المرضى المسنّين الذي كان بسريره في قسم الباطنة ..راقبته ولم اتحدّث اليه ..رأيته بعد المحادثة انه قد امسك بيد ذلك المُسّن وأخذ يقوده ببطء وتدرّج حتى حمّام القسم ..ثم وقف ينتظره إلى ان خرج ، ثم قاده راجعاً إلى سريره..اقتربت منه وسألته ..تفضّل انا المُناوب من انت ! ..رد :..انا فقط مسؤول حكومي اردت أطمئن على حالة المستشفي والمرضى في هذا الوقت ..سألته : هل لديك تعريف او تكليف بذلك ! ..لم يرد ..إنما سألني .."هل بإمكاني ان استفسر من مرضى الاقسام مباشرة وبعدها سأعطيك ما تريد" ..لسبب ما ،اقتنعت بما قال ..وتركته يفعل ما يُريد حسب طلبه ..ثم سألني بكل أدب ان يمر على بعض الاقسام الاخرى وفعلنا ..بيني وبين نفسي حمدت الله ان كل الاجابات كانت طيبة والاقسام نظيفة ومُرتبة وطواقم التمريض موجودة وتعمل ..بعدها طلب منيّ ان نجلس في مكتبي وفعلنا ..كان الحديث عن العمل بصفة عامة وبعض الاستفسارات الخصوصية عن طبيعة عملي والتمريض والاطباء والادوية وغيرها من لوازم العمل والادارة ...شكرني وطلب مني ان انقل شكره للإدارة ..سألته بكل ادب ..هل الان بالإمكان معرفة حضرتك ..رد بإبتسامة لطيفة .."انا عبد الحميد البكوّش ..رئيس الحكومة ..والسيد البواب لديه معرفة بذلك بعد ان اقنعته بالأذن لي باالدخول ..لك وله تحياتي وإعتذاري عن مجيئي هذا الوقت بدون علم مسبق ..وشكرا على وقتك وعملك" ..رافقته للخارج مودّعاً ..وحتى سيارته المتواضعة التي كان يقودها بنفسه من غير حرس ولا رفيق .."..تلقيت بعدها رسالة شكر موقعة باسمه ..
(رواية الاستاذ محمد العبِيدي/ احد رموز مستشفى البيضاء والصحة عموماً عملاً وإخلاصاً وإدارة وتاريخاً)
السيد عبد الحميد البكوش (طرابلس 1932-2007) كان وزيرا للعدل ثم عضو مجلس النواب الليبي 1964 ثم اختاره الملك ادريس ليكون رئيساً للحكومة 1967-1968 وتم تعيينه بعد ذلك سفيرا لفرنسا حتى قيام الانقلاب ، وبعد عودته إلى ليبيا تم اعتقاله ثم قدم إلى ما سمي حينئذ بـ(محكمة الشعب)، التي شكلها الانقلابيون لمحاكمة رجال ومسؤولي العهد الملكي ..تمكن بعدها من مغادرة لبيبا بعد سنوات طويلة من السجن والإقامة الجبرية في منزله إلى مصر حيث تتبعته مخابرات القذافي من اجل إغتياله حيث علمت المُخابرات المصرية بذلك وأجريت مسرحية انطلت على النظام السابق بأنه قد تم إغتياله وعمّت الفرحة ونشوة الانتصار على اجهزته الاعلامية للخبر والذي اتضح فيما بعد انه كان مسرحية تم دفع ثمنها مُسبقاً ، فكانت فضيحة بكل المقاييس ..غادر بعدها إلى ابو ظبي حيث بقى هناك حتى وفاته رحمه الله عام 2007 ودُفن بها ..بالاضافة لكونه رجل إدارة وسياسة وقانون ، كان المرحوم شاعرا وأديباً وكاتبا ..من ضمن قصائده الوطنية ما كتبه عندما شعر بأن البعض يتهمه بالمغادرة وترك الوطن والمشهورة بأم السعد:
"لا أبدا يا ولدي لا ما هاجرت..لكني خيّمت بعيدا عن عرس الدم ..أحزنني جدا يا ولدي ان حتى في العرس دم...لكن العيد سيُقبل يا ولدي ..في يوم العيد..وأجيء بلادي مشتاقا في يوم الوعد..سأجيئك يوما يا بلدي خذ هذا العهد ..سأجيئك يوما يا ليبيا يا أم السعد.."


الخميس، 12 أكتوبر 2017

صدى السنين الحاكي 2



 
   عندما كانت دولة العدل والحقوق والتنوير والمواطنة ...رغم فقرها :
"عندما تخرّج الاستاذ مختاظ عبسى بو عاتبه رحمه الله من معهد المُعلميّن في بنغازي ، عام 1964، الذي كان قد أنشأته حكومة المملكة الليبية لتخريج المُعلمين في بعض التخصصات ومنها اللغة الانجليزية ،(تم الغاء اللغة الانجليزية من قبل النظام السابق عام 1981 ) ، واصبح المرحوم مُعلّماً لها ، كان يقضي أجازته عند اهله بمدينة شحات بالجبل الاخضر ، وعلى عادة اهل المنطقة في ذلك الوقت ، ممارسة الزراعة والرعي والانتاج بكل انواعه ،حيث كان الابناء في اجازاتهم يساعدون اهلهم في هذه المهن ،كما كان يفعل مُعظم افراد العائلة ، كلِ يقوم بدوره في هذه العملية ، كان الاستاذ مختاظ في واحدة من تلك الاجازات ، حيث كان قد تم تجميع حصاد القمح بعد حصاده ، على (القاعا) (القاعا ، كما يُطلق عليها وينطقها اهل تلك المهن ،هي مكان حجري صلب يتم تجميع الحصاد عليها لتدكّها فيما بعد سنابك الخيل او اي حيوانات اخرى ، لفرز الحبوب من السنابل وتسمى هذه العملية بالـــدراس) (لم تكن ذلك الوقت ماكينات الحصاد متوفرّة) ، وبينما كان الاستاذ مُختاظ منهمكاً في التذراي (التذراي ..عملية رفع ذلك الخليط بالمذراة إلى الاعلي ،لتقوم الريح بفصل الحبوب عن السنابل بعد ان اصبحت تبناً) ، وكالعادة فيما يحصل للشخص المُزاول لهذه المهنة الصعبة ، كان وجهه وجسمه مُغطّى بالعرق والسنابل والحسك(الحسك .هي رؤوس السنابل ) ..إذ بشخص يصل اليه حاملاً رسالة من وزارة التربية والتعليم بالمملكة الليبية ويسلمّها له ...فتح الرسالة وقرأ : ( السيد المُحترم /مختاظ عيسى ..نُهنئك بتخرّجك وتفوّقك من الاوائل في تخصص اللغة الانجليزية..ولهذه الاسباب وحيث انه قد تقرّر منحكم دورة مُتقدمّة في اللغة الانجليزية بجامعة كمبردج ببريطانيا ، نرجو موافاتنا بإجراءاتكم لاستكمال الايفاد في اقرب وقت ممكن ) ..يقول السيد مُختاظ ( انهيت إجراءاتي وانتقلت من (القاعا) بريف شحات ..إلى مطار لندن الدولي ودخلت جامعة كمبردج ..وكنت اشعر ان بقايا عملي بتلك (القاعا) من حسك وسنابل القمح وغيرها لا تزل عالقة بثيابي ."
(رواية ناصر الفرجاني شعيب ، نقلاّ عن والد الاستاذ رجب الزقزوق)

الاثنين، 9 أكتوبر 2017

صدى السنين ...الحاكي1


شهادات وتاريخ وعظات لمن فاته ..التاريخ :

  (تحصّلت على مستوى خامسة إبتدائي بصعوبة نهاية الخمسينات ،حيث ان المنهج المقرّر كان صعباً ولكنه دسم فهو كان كمستوى ثالثة ثانوي الان ، والظروف كانت صعبة ايضًا حيث كانت البلاد فقيرة وإستقلالها حديث ، ولم يظهر النفط بعد ..وكان الملك رحمه الله وحكومته يحاولون مع كثير من المؤسسات الدولية المُحترمة لتمويل المشاريع التعليمية والصحية والزراعية والاقتصادية في ليبيا،خاصة مؤسسات الامم المتحدة وبعض الدول كأمريكا وبريطانيا، وفي يوم من الايام سمعت ان هناك إعلاناً من حكومة المملكة الليبية عن انها تحتاج مُعلمين ليبيين للمراحل الابتدائية،وحيث انه لم يكن هناك خريجو جامعات ذلك الوقت للظروف التي ذكرت ، مما جعل حكومة المملكة مضطرة لقبول من يملكون مستويات تعليمية اعلى للتعليم على المستويات الادنى ، فرحت وتقدمّت للجان المشكلّة بالخصوص مما يسمى وزارة المعارف ذلك الوقت (وزارة التعليم حالياً)..قابلت اللجنة الاولى وكانت الاسئلة منصبّة على ثقافتي وأسلوبي وحتى مظهري ومعلوماتي العامة ، ونجحت ، ثم قابلت اللجنة الثانية وكانت أسئلتها منصبّة على المنهج والمقرّر والذي سبق لي دراسته ومدى تطابقه مع عملي المتقدّم لأجله ..ونجحت ،،فرحت كثيرا ، فها هو حلمي يتحقق في الحصول على عمل كنت بحاجة شديدة له..عندها فوجئت بأنه لا تزل مرحلة اخيرة وهي مقابلة السيد مسؤول المعارف نفسه اليوم التالي ..لبست افضل ما عندي من ثياب ..وقابلت السيد المسؤول في الوقت المحدد ..دخلت لمكتبه ..قام وسلّم عليّ ،وعلى فكرة هو لم يكن يعرفني ولا اعرفه ..فهو كان من درنة وانا من البيضاء ..وبعد الترحيب قال لي : " مبروك لقد اجتزت إمتحانات اللجان ...وانا كمرحلة اخيرة اريد فقط ان أسالك سؤالاً وارجو الاجابة بصدق وصراحة ..انت تقدمت لمهنة التعليم ، هل هذا بسبب محبتك لهذه المهنة ، أم لانك فقط تبحث عن عمل ! " ..فأجبته بكل صراحة ومصداقية وبراءة ..(في الاساس ، لقد جئتها ابحث عن عمل ) ..تقدّم لي بكل إحترام وقال " يا ابني انت مواطن ليبي مُحترم ومتعلّم بقياس ظروفنا اليوم ..وأجبتني بكل صراحة وصدق ، لكن لمهنة التعليم شرط اساس وهو ان على كل من يمتهنها ان يحبّها حتى يستطيع ان يتحمّل اعبائها الكبيرة ..ولهذا لا استطيع قبولك في التعليم ، ولكن لما لاحظته عليك من جدية وإحترام لن أخيّب املك في الحصول على عمل ، وخاصة وانك تمتلك شهادة تعليمية هي في ظروفنا اليوم تُعتبر نادرة ومطلوبة ..سأحولّك على مسؤول مصلحة المواصلات فهو من خلال لقائنا الامس عرفت انه يبحث عن امثالك وسأتصل به وسأعطيك توصية بقبولك نظراً لأنني اعتقد انك مُناسب لما يطلبون "..وهذا ما حصل ، تحصلت على عمل في مصلحة المواصلات في عمل مُناسب واستطعت مواصلة دراستي حتى وصلت لمنصب مدير معهد البريد بالبيضاء والذي كان يتبع المواصلات وقتها والذي استقلت منه فيما بعد ، بعد ان جاء زحف الزاحف ودخلت عمليات تصعيد الطلبة لمُدرائهم ولمسؤولي التعليم والمواصلات وغيرها ، واتجهت للعمل في القطاع الخاص اوالذي تم تأميمه فيما بعد ..كان كل جهة تنوّر يجي الزحف ويخربّها ..وانا الان قاعد بلا عمل رغم ان البلاد مليانة ثروات ..لكن فيه امل ممكن نعدّي لافريقيا للاستثمار حسب توجيهات القذافي الاخيرة ..تحصلّي واسطة يا فتوحة )...
(مع إبتسامة كبيرة منه)
(حديث من قريبي يونس علي العيّان عام 2003، رحمه الله

الجمعة، 6 أكتوبر 2017

العامل البسيط ..قد يحمل اعظم الاماني

  أحد الزوار يقول " نزلت يومًأ في أحد فنادق  نيويورك / الولايات المتحدة الامريكية، ذو طوابق متعدّدة ، فرأيت إحدى الموظفات تحمل صفة (مسؤولة الانطباع الاول ) فصرت افكّر بأنها يجوز ان تكون مسؤولة كبيرة بالفندق وممكن حتى مديرة الفندق بحكم كلمة (الاول) ، فإذ بها هي موظفة الاستقبال البسيطة ، ورأيت احدهم يحمل على صدره علامة (فني وخبير الشفافية) يمشي متبخترا مُبستمًا ، فخطر علي الاقتصاد وسوق الاسهم الشهير في نيويورك والمضاربات بالملايين فيه ، ولما سألت عنه ،إذ به هو (احد مُنظفيّ النوافذ الزجاجية بالفندق ) ....وعندما زرت احدى المدارس الاساسية للتعرّف على بعض القضايا التعليمية ، رايت إحداهن تحمل صفة (مستشارة التغذية في المدارس) ، سالت عنها فإذ بها (طباخة المدرسة) .. ..فعرفت أنني صرت في عالم اخر حر ويعمل وسط بيئة من السعادة والتمني والاماني رغم كل شىء .... "

مُعلّم نبيل ..في عهد نبيل .



في عيد المعلّم الليبي ..ذكرى وتذكار ووفاء ...
الايام ..لمعلّم ليبي نبيل...في عهد نبيل ..
"فى السنوات الأولى لدراستي فى مدرسة عمر المختار الداخلية ، كان هناك معلّم ليبي ، يأتي للتدريس علينا في المرحلة الابتدائية فى تلك المدرسة بداية الستينات ، عهد المملكة الليبية ، وكان يقوم بواجبه بشكل ليس له مثيل رغم ظروفه الصعبة وكان يأتي راجلاً كل يوم ، من الجهة الجنوبية البعيدة حيث اللقاء بين الصحراء والجبل حيث مقر سكناه البسيط ، كانت لديه بذلة واحدة قديمة يرتديها عند حضوره للمدرسة ، وفى نهاية الفترة الدراسية وبعد تأدية الامتحانات النهائية كنّا ننتظر النتيجة والتي كان من العادة ان يحضرها المعلّم للفصل ، جمعنا هذا االمعلّم النبيل يوم خروج النتيجة ، وجلس أمامنا على كرسيه حزينا ومهموما وبنظر الينا نظرة حزن واستغراب وتعجّب ، أصابتنا بالذهول و حائرين عن الأسباب التي جعلته يظهر علينا بهذا الشكل الحزين ، وبعد دقائق صمت مرّت كأنها ساعات حدثّنا وهو يهز عصا قصيرة بين يديه بشكل عصبي : (مش عيب عليكم ، مش حرام عليكم ...كلكم نجحتم ، لكن بعد تعبي هذا كله معكم ، يطلع الأول من الفصل الأخر! ) "
(الاستاذ محمد عمران بوسريرة ، اطال الله عمره)

السبت، 30 سبتمبر 2017

الهوية ...





.للوطن (هويته) وتاريخه وشعراؤه وفنانيه واُدباؤه ...لمن تناسى او نسيّ او صار إلى غيرها ،وعندما ينحاز الادب والفن والشعر والثقافة للوطن وتُثري هويته في وقت نحن احوج فيه للعودة إلى الاصول :
للشاعر الشيخ الاديب المُجاهد: بن رويلة المعداني (1880 - 1942 )
تعال خبر ياسوف الجين .. ع القديمين .. عرب كانت تعرفها وين
تعال خبر واحكى بالحق ... على ريته قبل وزال
اليوم خالى مافيك رشق ... طرى لك ماطاري لتلال 
الناس اللى بيهم شارق ... اللي كانوا عزوه للمال
تقاصوا عنك خشوا رق(1) ... سرابه ع العالى هيال
ان ما جوني لازم نلحق ... بزادي وزوادي وجمال
ونقطع غيم يبان ازرق .. بلا تظنين .. بزادى ورجالى وعوين
تعال خبر ماريت عرب ... ولا ريت نجوع كثيرات
ولا ريت عساكر تلعب ... لهن سنزق فيه علامات(2)
يفزن كان البوق ضرب ... لجيه فيسع ملزومات
جنود يكيدن من يحسب ... عددهن سربه بالميات
وحاكم يصلب كان غضب ... أمير على ست آلايات(3)
يونس وين يجي راكب ... ينوض منه مقبوضات
يتم عليهن يصلب ... نداوى بادى في حوزات(4)
نهار اللى يداري ع السب ... تحجي دون الحوماوات
ضرب جا طايح يشقلب .. وتم ينين .. تعرم بين العراكين
تعال خبر ياسوف الجين ... تعال خبر ياسوف الجين
تعال خبر ماريت قديم ... ولا ريت نواجع حكام
ولا ريتش مال جراثيم ... شون ياسر كادن لزدام(5)
ولا ريتش خيل ملاضيم ... أدب ناس ملايا بالنام
يفرن لا صار التنغيم ... منين طق الميصور وزام(6)
يجن غير تقول براريم ... منين ثوب البيضا يدغام
منين فيهن صار التعريم .. وطاح الزين .. فني من هذين وهذين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1-الرق : اى المنطقة الصحراوية القاحلة المنبسطة
2- سنزق: من سنجق باللغة التركية وتعني راية
3- آلايات : جمع الاى بالتركية وتعنى لواء من الجيش
4- نداوى : نوع من الصقور ... حوزات : اسراب من الحبارى
5- جراثيم : كثيرة
6- الميصور : الطبل
معلومات (مدونة ليالي الوطن)
(سوف الجين) هو أحد الوديان الكبيرة والمشهورة فى منطقة بنى وليد وهذا الوادى يتميز بخيراته الوفيرة التى جذبت اليه القبائل الليبية من مختلف المناطق ، حيث تنعم فيه بالاستقرار وراحة المعيشة . وعلى اثر اجتياح الطليان لهذه المناطق خلال معارك الجهاد ، قتل من قتل وهاجر من هاجر ، وخلا الوادى من سكانه وقد اوجع ذلك الشاعر المُجاهد ، فنظم هذه القصيدة مخاطبا الوادي ، و قد خاطب الشاعرأبورويلة المعداني في شعره بعض ضعاف النفوس من الليبيين الذين أخدوا أو وافقوا الاستعمار الايطالي عندما عرض عليهم الجنسية الإيطالية فوصف الشاعر المجاهد أبورويلة أخد الجنسية الإيطالية بالكفر والردة عن دين الإسلام وخيانة للوطن فقال في قصيدة مطلعها:
"مبروك عليكم ما درتوا...
بعد إخترتو خالفتوا الأديان كفرتوا"
فتناقلت الناس ما قاله الشاعر أبورويلة المعداني مما أدي الي عدول أناس كثر عن أخد الجنسية, فكان الشيخ الشاعر موقضا للضمائرالضعيفة. وله ايضًا قصيدة علي أحوال البلد السيئة التي وقعت تحت احتلال إيطاليا الفاشيستية حيث يصف أحوال البلد والهموم التي في قلبه بسبب هذا الاحتلال في قصيدة له مطلعها:
"عليك وقت متعاكس غلب هندازه
و كل قلب واخد من القلوب مزازة"
و في قصيدة أخرى مطالعها:
أحوال إيبكّن
أحوال علي اليمين
و علي اليسار إيتكن"
و الي يومنا هذا لا يزل الليبيون يتناقلون أشعاره لما فيها من حكم وشهامة وحب لوطنهم ليبيا ودينهم الإسلام.





الأحد، 24 سبتمبر 2017

الاسوار ...



  

  الاصعب هدمًا هي الاسوار الفكرية التي تبنيها الافكار المتخلّفة في الظلام :
رجعت هذه الطفلة الالمانية إلى بيتها عام 1961 ، وجدت أن باب بيتها التى أحبّت قد أصبح جزءا من السور الاسمنتي الذي قسّم مدينة برلين الالمانية بين جزئين ، برلين الغربية والشرقية ، بعد الحرب العالمية 2،فحوصرت هي في الجانب الشرقي بعيدا عن اخواتها وصديقاتها وجاراتها وذكرياتها في الجانب الغربي من المدينة ، خبطت بيدها الصغيرة على السور كثيرا فلم يلتفت لها احد ، فما كان منها إلا ان أحتضنت لعبتها وبكت ، بكت كثيرا وتألمت ، كبُرت بعدها وصمّمت فكانت من ضمن من رجعوا عام 1989 وهدموا ذاك السور والتقى الاحبة والمدينة والوطن من جديد ..إنها (انجيلا مركل ) والتى اصبحت وحتى اليوم مستشارة المانيا الموحدة القوية الامنة المدنية.
من قسّم المدينة والمانيا ذاك الوقت لم يكن الناس ، بل من فعل ذلك هي الايديولوجيا والشعارات والاستبداد والظُلم ، ظلّت المانيا الشرقية تحت الاستبداد الايديولوجي الشيوعي إلى ان سقطت هي ودولتها المنهارة اقتصاديا وأجتماعيا وتاريخيا وديموقراطيا ومدنيا عام 1989 وعادت المانيا دولة واحدة وهي اليوم من اقوى دول العالم في الاقتصاد والدفاع والثقافة والابداع وحقوق المواطنة والانسان يحلم المُهاجرون قسراً وظلمًا ان يهاجروا اليها .
لم تكن مركل تلك إلا فتاة المانية أصرّت على الحلم والوطن،كانت فقط مواطِنة وطنية المانية مُحترمة .

الجمعة، 25 أغسطس 2017

ثقافات ولدّت جماليات






ثقافات ولدّت شعوبا تُحب البيئة الجميلة :
"كم أخاف أن يأتي الربيع القادم صامتاً بلا طيور تغرّد ، وتعج الصحراء بالجراد ويتشوه منظر النجوم والقمر، وتتبلّد الاحاسيس "
"إحتراق الرغيف او حتى رميه، نهاية مأساوية على يد بشر لسنبلة كانت يومًا ، مرفوعة القامة ."
(من كتاب *الربيع الصامت* (1962) لراشيل كارسون مؤلفة الكتاب الشهير ومؤسِسّة علم البيئة)..
للاسف غير معروف عندنا حتى الان ...رغم انه الاشهر في عالم البيئة الاخر..وهو الذي نبّه اوروبا وامريكا لقضية البيئة منذ اكثر من سبعين عاما ..ولهذا ترون ان حتى الصور الطبيعية المصاحبة لابداع الخالق مثل الشلالات ومساقط المياه والغابات الجميلة والاشجاراو حتى لاظهار الجماليات والحكم وحتى لمواعظ الشيوخ او للتباهي وغيرها للدلالة على الرقي والجمال هي من عالمهم وليست من ..عالمنا !

الخميس، 17 أغسطس 2017

عالم أخر من الادب ..المُلهم




عالم أخر من الادب ...زوربا اليوناني :
"الا تخجل ..كثير من الناس هم حيوان مُفترس ..هل هذا مكتوب في كتبك ايها (الرئيس ) !" 
    "إن الانسان احيانا هو كالحيوان المفترس ،انه ياكل خرافا وايضا دجاجا وخنازير ويزيد عليه كونه انه ... اذا لم ياكل لحم انسان فانه لا يشبع”
     "أنا حر وغني ومتعلّم وقرأت الكثير من الكتب ...يا زوربا " 
     "كلا انت لست حُرّ ايها (الرئيس). كُلُّ ما في الأمر ، أنّ الحبلَ المربوط َفي عنقكَ أطولُ قليلاً من حبال الآخرين"
     "إن في جسدك روحاً، ويجب أن تشفق عليها، أعطها شيئاً لتأكله أيها (الرئيس)، فإذا لم تطعمها تركتك في نصف الطريق ..اسمع للفقراء والمعوزين واغاني البسطاء.. "
***************
     تلك بعض العبارات التي كان يرد بها زوربا (الأميّ) على صديقه (المثقف) باسيل (الرئيس ) ..
     رواية “زوربا اليوناني” من الروايات العالمية الخالدة، كتبها الكاتب اليوناني ( نيكوس كازانتزاكيس ) عام 1946 باللغة اليونانية، وتُرجمت بعدها للإنجليزية عام 1952.ترجمت الرواية للغة العربية عدة ترجمات، وكان آخرها ترجمة (صامويل بشارة) الذي ترجم الرواية عن النص الأصلي اليوناني عام 2012.تجري احداث الرواية في جزيرة كريت باليونان ، وتجمع بين نقيضين ، الاول متعلم ويقرأ الكثير من الكُتب و(مثقف) ولديه الكثير من الاموال (باسيل)..الثاني (زوربا) ،رجل أمي وفقير ولكنه يعرف كل دقائق ومعاناة الحياة فأصبح (مثقفًا) بشكل طبيعي وواقعي من خريجي علوم الحياة والمعاناة وهي الاشياء التي كانت تنقص السيد (الرئيس )..على أحد شواطئ كريت، يلتقي الرجلان . كان احدهم (باسيل) يحاول أن يفرَّ من عالم المعرفة المحموم والملىء بالاستفسارات والنظريات والابحاث وحتى الخيبات رغم عدم إعترافه بذلك . والاخر هو الماسيدوني زوربا، وهو إنسان بسيط و مدهش، مغامر، بريء، شجاع ، حكيم ،بدائي التصرّف ، رغم انه أمي لا يقرا ولا يكتب ولا يعرف التنظير ، وسرعان ما انعقدت أواصر صداقة عميقة بين ذلك المتحضِّر الممتلئة نفسه بالفلسفة والنظريات ، وهذا المتوحِّش البدائي الرائع الواقعي الذي تقوده غرائز طبيعية قوية، والذي يعيش الحياة بكل امتلائها وزخمها، ويحب الطبيعة والحياة، ويروي مغامراته بصدق و بحيوية نادرة المثال، وينطق بالحكمة أروع مما ينطق بها عالم او فيلسوف حتى وصل الامر إلى أن استعان الاول بزوربا لإدارة كثير من أعماله ...والمعروف ان زوربا هي شخصية حقيقية بسيطة قابلها الكاتب اليوناني (نيكوس كازانتزاكيس) في إحدى اسفاره، وقد اعجب به اعجابا شديدا، فكتب رواية باسمه. الملفت في رواية زوربا، هو قدرة الكاتب على وصف شخصية زوربا بشكل مطوّل ومفصّل وعميق، حتى انك تشعر أن زوربا هو الشخص الأعظم الذي قابله في هذا الكون،المميز في كونه رغم فقره وعوزه وأميّته يحب الحياة بكل أشكالها، لا يذكر الحزن، بل يذكر الفرح دائما حتى في لحظات حزنه الشديد ، تحولت الرواية إلى فلم من الافلام الكلاسيكسة التاريخية عام 1964 والذي لا يزل مثار إعجاب النقاد والمُتابعين لليوم .. الفلم هو الذي أشهر رقصة (زوربا) التي كانت مثار الاعجاب هي والموسيقى المصاحبة في فلم (زوربا اليوناني) الشهير الذي قام ببطولته الشهير انتوني كوين ...قد يكون اسم زوربا من الاسماء المشهورة ..لكن الكثيرون لا يعرفون قصته ولا الحكمة من كونه انه قد أطّر ..ثقافة ان ليس كل متعلّم ..حكيم ولا مؤسِِّس .


 










الاثنين، 14 أغسطس 2017

الثقافة ..عند البعض مكياج ..والاخر نار وعذاب

  هل تعني لكم هذه الارقام شيئًا عن ثقافتنا المأزومة وسلوكياتنا المتناقضة ! : 
أعلنت مجلة ("فوربز" الشرق الأوسط) عن قائمة الاكثر متابعة على مواقع التواصل الاجتماعي لعام 2017 في المنطقة هي مواقع (خبيرات) المكياج والتجميل والطبخ والازياء ، فجاءت السيدة هدى قطّان مدونة الماكياج العراقية في المركز الاول والتي وصل مجموع متابعيها على مواقع التواصل الاجتماعي إلى أكثر من 23.8 ملايين متابع ومتابعة. أما في المركز الثاني، فجاءت المذيعة وخبيرة التجميل اللبنانية جويل ماردينيان (عدد 10 مليون متابع ومُتابعة كما قامت المجلة بعمل إستبيان عن الاسباب فكانت الاجابة التي حظيت بأكثر إهتمام أنهن يُنظر اليهن كــ(مصدر إلهام في الحياة) ...وطبعا بالنسبة للرجال يُعتبر الشيخ (الداعية) محمد العريفي صاحب رسالة (الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية)، من اكثر المُتابعيِن حيث وصل عدد مُتابعيه على تويتر فقط لاكثر من 15 مليون متابع ومُتابعة !...بقية الكتاب والادباء والفلاسفة ..فلا شىء يُذكر مع هذه الارقام 

السبت، 12 أغسطس 2017

أرنب الله ...في حماية الله .

أرنب الله في حماية الله ..
علشان شوية مُبيد حشري أسمه فيبرونيل ( Fipronil 12.5%ULV) تم رشّه على الدجاج البيّاض في مزارعه في هولندا ، التي تعد أحد أكبر المصدرين لاوروبا و العالم.قامت الدنيا ولم تقعد بعد في اوروبا وبعض دول العالم !..وتستخدم مادة (الفيبرونيل) في القضاء على القمل والبق الذي يصيب الدجاج، لكن ليس من المنصوح باستخدامها مع الطيور والحيوانات المستخدمة في إنتاج المواد الغذائية لما يحتوي عليه من سموم..إلا بطريقة مقنّنة جدا ولا يتجاوز الحد المسموح به ..واعترف مسؤولون في بلجيكا بأنهم كانوا على علم باحتمال احتواء بيض مستورد من هولندا على مواد ملوثة بمبيد حشري تدخل مادة الفيبرونيل في تصنيعه.حيث أقرت السلطات في بلجيكا بعلمها في شهر يونيو الماضي أن شحنة بيض قادمة من هولندا ربما تكون ملوثة بمبيد حشري.
وتوصلت الاختبارات التي أجريت في كثير من معامل منظات الرقابة على الاغذية الاوروبية إلى أن مادة فيبرونيل ، التي يمكن أن تضر بأجهزة الكلى والكبد والغدة الدرقية للإنسان، موجودة في البيض الهولندي.
وتخلصت على اثرها المحال التجارية في بلجيكا وألمانيا وهولندا من البيض الذي يحتمل تلوثه.
السلطات الالمانية تُعلن إن قرابة عشرة ملايين بيضة ربما قد بيعت في ألمانيا.
وتصدر هولندا ما يقدر بنحو 65 في المئة من إجمالي 10 مليارات بيضة تنتجها في العام.
وأغلقت مؤقتا قرابة 180 مزرعة لمنتجات الدواجن في هولندا وفتحت تحقيقات في القضية.....
من خلال الارقام المذكورة يتبين مدى توفر البيانات بدقة ومصادرها (حتى عدد الدحي) ومن انتجه ومن وزعّه .. هل هناك في بلادنا من يستيطع ان يحدد لنا مصادرإنتاج (دحينا) ولكن الحمد لله ..نحن مش كيف اوروبا ولا غيرها ..قلة السيولة وإرتفاع الاسعار والدولار جعلنا نكتفي بالاقل وفي الحدود الادني من الدحي وغيرها من (الفيبرونيلات)..كما نصحت السلطات الاوروبية مواطنيها !
بالمناسبة ..الا تستغربون هذا العدد الهائل من مرضانا يجوبون كل اقطار العالم بحثًا عن علاج ..أتمنى ان اعرف قيمة إجمالي ما يُصرف على هذه الاغراض لا غير .

السبت، 22 يوليو 2017

مستشفى أندير ..قصة وطن

.  كانت الطبيبة الإنجليزية جالسة على درج مدخل المستشفى (الخاص) بداية عام 1981 وتبكي بحرقة ،يبدو ان شيئًا غير طبيعي وغير بشري وغير أخلاقي ولا حضاري قد حصل لها او لمكان عملها او لرفاقها ...وخاصة وان كثيرين من (الرعاع والهمج ) كانوا يدخلون ويخرجون محملّون بكثير من محتويات المستشفى من أسرّة وبطاطين وأثاث وحتى شبابيك وأبواب وأدوية وغيرها على طريقة (الهلت) والغنيمة مع صراخ والوعيد والصياح بكثير من الشعارات الهوجاء بينما يهتف المتجمعون لمراقية الزحف " طز طز في امريكا ، الخاين يطلع برّه ...رأسمالية لا لا .." .. كان قبلها الشيخ زايد بن سلطان النهيان عام 1971 قد أجرى عملية (الزائدة) بهذا المستشفى الحضاري والصرح الصحي والعناية الفائقة ، فتمنى من إدارته ومالكه وطبيبه ان يساعدوه في تأسيس مثل هذا الصرح في بلاده (دولة الامارات المتحدة) والتي كانت في بداية حصولها على الاستقلال ولا تتوفر بها مثل هذه الخدمات الراقية ..فوعدوه بذلك حالما يحين الوقت والظروف ..كان الدكتور محمود أندير قد عاد إلى بلاده من بريطانيا في عام 1956 ، بعد دراسة الطب هناك وفي نفسه حلم وطموح ان تكون ببلاده مستشفيات وخدمات صحية راقية لمواطنيه مثل ما رآها هناك ..ساعده في ذلك خاله ، رجل الاعمال الليبي سالم أندير وكذلك دولة مستقرّة وتشريعات ودستور يحفظ حقوق الملاّك والمستثمرين والقطاع الخاص وعلاقات دولية مُحترمة وإجراءات وخدمات مصرفية راقية وبنية تحتية وخدمية متكاملة كما هي في بريطانيا (عهد المملكة الليبية ) ، كل هذه العوامل ومعها ألاستقرار الامني والاجتماعي ، أسرعت من بناء المستشفى ..الذي تم إفتتاحه عام 1964 ، بدون ضجيج أو دعاية صاخبة أو افتتاح وحضور رسمي ، على غرار طبيعة ذلك العهد وزهد حكامه وصفة التواضع السائدة بين رجاله ، وتحّول المستشفى على الفور إلى( قبلة ) المحتاجين للخدمات الصحية المتقدمة من الليبيين و الرعايا والسوّاح الأجانب ، وكذلك الدبلوماسيين الأجانب ورجال السلك الخارجي ، وحتى الكثير من القادرين من دول أفريقيا المجاورة وأستمر الحال والتطوير والسمعة الطيبة ، حتى جاء الزحف الزاحف على الاملاك والنشاطات الاقتصادية الخاصة وكل ما هو ناجح ومُفيد بشر ام حجر بحجة الاشتراكية والقضاء على الاستغلال والتأميم والحاج عمر والحاج مفتاح وووو ..فتم الهجوم على المستشفى عام 1981 من قبل (اللجان الثورية ) والرعاع بتوجيه وترشيد وحماية نظام الانقلاب على كل شىء جميل... وقضت على أحدث وأرقى وأفخم مرفق طبي وُجد فى ليبيا يومًا كاد ان يكون نموذجًا يُحتذى به في المملكة الليبية التى كانت تتنامي وتزدهر وتتقدم بجهود نخبتها الكفؤة في كل المجالات وشبابها العصامي المتعلم ، ودولتها العصرية الدستورية المنظمة .. توفيّ الدكتور محمود اندير فى العشرين من أكتوبر 2006 من اثر الأحزان والحسرات والظُلم. وانتهى الحلم إلى نفس المصير الذى انتهت إليه أحلام الكثيرين من الرجال الشجعان والموهوبين من جيل الاستقلال وبناة ليبيا في ظل مشروع دولة وإقتصاد وإدارة وحقوق إنسان لم يرى تاريخ ليبيا الحديث مثيلاً له ، ولا تزل اثار ونتائج مثل تلك الجرائم تحوم علينا وفي كل أرجاء البلاد ،ما لم نعي الدروس ونعود لمشروع الوطن وهويته الذي بناه وصمّمه الاجداد المؤسّسون ..
(الحديث كان عن مستشفى أندير بجادة ادريان بلت بطرابلس/تاجوراء ، والذي تحوّل إلى أطلال ، تحكي قصة وطن كان يومًا ينهض للعلا)

مصادر المعلومات * الكاتب الليبي (العجيلي شركس) *د. أحمد الفقيه*عبد الرازق بن نعسان
الصورة ..أطلال مبنى مستشفى اندير بعد غزوه


الجمعة، 21 يوليو 2017

ماذا حدث !

" الدفعات الاولى من الطلبة الليبيين الذين جاءوا للدراسة الجامعية عندنا بعد الشهادة الثانوية عندكم ، كنت افخر بهم ،أخلاقًا وعلمًا وإلتزاما وأدبا وتنافسوا الند للند علمًا وثقافة حتى مع الطلبة الامريكان والاجانب من كل أنحاء العالم الذين درسوا بهذه الجامعة ، ومعهد اللغات بها ، لكن قبل نهاية السبعينات بدأت تتغير الامور تدريجيًا للاسوأ ، بدأ يأتينا اخرون، على النقيض تماما من أولئك ،كل دفعة كانت أسوأ من الأخرى ،ماذا حدث عندكم هناك في ليبيا في السنوات الاخيرة، اريد ان افهم !"
(تساؤل من د. نجيب جريس (أمريكي من اصول مصرية)كان يعمل مديرا بمعهد اللغات بجامعة بورتلاند في ولاية اوريجون الامريكية في السبعينات ، وجهّه لصديقنا د.بالعيد كويري بعد زيارة له في التسعينات )
إجابة هذا التساؤل قد تُجيب عن كثير من الاسئلة الموجهة عندنا اليوم عن ما حدث لقطاع التربية والتعليم ، مع إحترامنا لكل الخيّرين والخيّرات في هذا القطاع رغم الظروف الصعبة التي ورثناها خلال سنوات التيه وما أعقبها .
ولا ننسى ان كثيرًا من علماء الاجتماع يقولون للبحث عن حلول لظاهرة إجتماعية سيئة ما ،انتشرت بين أجيال اليوم ، فابحثوا اولاً عن جذورأسبابها خلال عقود ماضية ...

الاثنين، 26 يونيو 2017

صوت الموسيقى والماضي ..






 مدينتي البيضاء في نهاية الستينات كان بها 3 دور سينما تعرض احدث الافلام العالمية ،اذكر انني في ريعان الصبا حضرت في إحداهن، مع اصدقائي ، فلم (صوت الموسيقى)( (The Sound of Music) ،بعد اسبوعان من عرضه لأول مرة في بلد إنتاجه الاصلي في امريكا ، مكتبات بها كل انواع الكتب والمجلات والصحف المحلية والدولية ومجلات للأطفال والشباب مثل بساط الريح وسمير وميكي وطرزان والسوبرمان وغيرها مثل مجلة العربي والهلال ،معظمها من لبنان ومصر،والصحف الليبية كالحقيقة والميدان والمعرفة وغيرها، 2 دور ثقافة كبيرة بها كل انواع الدوريات والكتب والمجلات ،مقاهي شعبية يلتقي بها الناس ،قهوة وشاهي وحليب و(قازوزة) كما كان ينطقها الناس ،أشهرها إنتاج مصانع حسن صداقة (درنة) الخاصة ، بها مستشفى حكومي كبير تم بنائه عام 1964 تدخله كأنك في افضل الفنادق يخدم كل المنطقة (وهو لا يزل هو الوحيد حتى اليوم إلا انه قد ضاقت عليه السبل وغص برواده حيث لم يُبنى غيره حتى اليوم رغم المليارات والاحتياج، بها جامعة السيد محمد بن علي السنوسية بها مناهج الاسلام التنويري الذي لا يعادي ملّة ولا عقيدة ولا دينا ولا ثقافة اخرى على منهج الحركة الاصلاحية السنوسية المباركة يدرس بها طلاب من كل انحاء الوطن ،على سبيل المثال ، الطيب الخلوق الشيخ الدوكالي العالم وكذلك من افريقيا واندونسيا وغيرها من الدول الاسلامية ،بها عدد 2 فنادق تُعتبر 5 نجوم ذلك الوقت ، وكثير من السوّاح الاجانب هم الذين يجلبون الدولار الينا ولا نذهب اليه ، بها الكثير من المباني والمنازل المبنية من القطاع الخاص للتأجير،حسب المُخطط العام الجميل للمدينة (والتي أشرفت على تصميمه شركة دوكسيادس اليونانية بتكليف من حكومة المملكة الليبية)، والتي كان معظمها خالية ، بسبب ان العرض كان اكثر من الطلب ، بها دار ثقافة امريكي به الكثير من المجلات والدوريات العربية والامريكية يُشرف عليه أساتذة ليبيين مُحترمين شكلاً وثقافة ومعاملة، بمساعدة بعض الامريكيين المتخصّصين حتى في تعليم اللغة الانجليزية ،كما كان يعُرض داخله كثير من الافلام الوثائقية والتعليمية والثقافية وكذلك عرضها حائطيًا في كثير من المناطق والقرى بإستخدام وسائل العرض المتوفرة ذلك الوقت ..كان بها وسائل نقل عامة نظيفة ومُحترمة و بالمواعيد ...وغيرها الكثير من الاشياء الجميلة ،بمجرد إنقلاب (زحف الزاحف) اختفت هذه الاشياء ،حتى قازوزة حسن صداقة ...وحل محلّها الضجيج والوجيج على رأي شبابنا اليوم ..هذه فقط شذرات من واقع جميل أغلقه كتاب اخضر داس على بدايات مشاريع مدنية وحضارية وإقتصادية صحيحة كانت يوما ، وانا متأكد ان مثلها وأزيد كان موجودا، في كل مدن ومناطق بلادنا، وأستمرت على نهجه كُتب وشعارات وايديولوجيات زمنية بعد سقوطه،فلا تستغربوا وجود الارهاب و الدواعش بكل انواعهم ..طالما لم نتعلم الدرس بعد في ان الدين لله والوطن للجميع ...وان الدول والمجتمعات التي تبنت دساتير حقوق المواطنة والحرية والابداع هي التي بقت ونمت وتقدّمت ودخل غيرها مستنقع الارهاب الفتنة والتشرذم والاقتتال والفساد ...حفظ الله ليبيا.

(فندق البيضاء بالاس هوتيل عام 1966-غلاف فلم صوت الموسيقى)