بحث في هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 30 نوفمبر 2016

صناعة الدولة الخادمة ، وليس الدولة المُتحكمة :



 
مبادرة رجال اعمال وتجّار منطقة بنغازي بحملة تبرّع وصلت حتى الان لمليون دينار من أموالهم الخاصة لدعم الامن وشراء مستلزمات الحماية ، هي إشارة لنا بضرورة إعادة هوية الاقتصاد الليبي المقلوب منذ اكثر من 47 سنة لوضعه الصحيح .. كما تبيّن ان القطاع الخاص أولى إهتمامه لن يكون الربح فقط ..بل انه عندما يشعر بالأمن و بأن ممتلكاته ونشاطاته وحقوقه قد عادت اليه ...هو من سيدعم تأسيس دولة الامن و الخدمات والعدل بل سيكون مؤسّسًا لها وسيدفع ضرائبه ويعود بأمواله للبنوك بكل ممنونية وثقة ..الدول والمجتمعات والاقتصاديات الناجحة التي سبقتنا..لا تملك فيها الحكومات املاكًا بل جلّ إيراداتها هي من الضرائب التي يدفعها القطاع الخاص والمواطنون جراء نشاطاتهم الشرعية ..مقابل خدمات تلك الدولة من امن وبنية تحتية تعليم وغيرها من الخدمات ...خطوة جاءت عفوية نتيجة الحاجة ولكنها تعبّر عن ان ..الحرية الاقتصادية وحرية التملّك وصون وحفظ اموال وممتلكات القطاع الخاص ..في ظل قوانين وتشريعات تحوي حقوق الجميع ،الخاصة والعامة ،هي البداية الصحيحة للاقتصاديات الناجحة بدل الاقتصاديات الرعوية الفاشلة !..بعد إنهيار الاتحاد السوفييتي نتيجة للأيديولوجية الاقتصادية والريعية طيلة عقود ..قال أحد الاقتصاديين الروس .."كنت اعرف انه سينهار ..فقد كنّا في ظل ذلك النظام الشيوعي الاقتصادي الشمولي ..نتظاهر بأننا نعمل ..والحكومة والحزب الشيوعي ..يتظاهرون بأنهم يدفعون لنا ، بالرغم بأنهم يملكون كل شىء ..حتى أنفاسنا" .

الجمعة، 25 نوفمبر 2016

بعيدًا عن جو رابعة !





بعيدًا عن الخراريف والاحلام بالملائكة وهتافاتها وجو رابعة، وقريبًا من واقع الحياة وإبداعاتها لمن يصنعونها : 
كانت إحدى رحلات الخطوط الامريكية بمطار نيويورك الدولي (United Airlines) قد أُلغيت..فبدأت إحدى الموظفات تقوم وحيدة بإجراءات إعادة تسفير ركاب الرحلة، المزدحمين والغاضبين على رحلة أخرى لنفس الشركة...فجأة تقدّم أحد المسافرين الغاضبين شاقًا الصفوف بدون إحترام للطابور الطويل ! ورمى تذكرته بقوة على الطاولة امام الموظفة قائلاً وبغضب شديد "انا يجب ان اكون على هذه الرحلة وفي الدرجة الاولى !"..ردّت الموظفة .."سيدّي..سأكون سعيدة بمساعدتك ..وستكون الامور بخير وكما تريد ..فقط دعني أساعد من هم قبلك في الطابور "...لم يأبه الراكب بما قالته الموظفة ورد بغضب وبصوت عالي سمعه كل الركّاب .."هل لديكِ فكرة عن من اكون أنا !"..أبتسمت الموظفة ،ثم تناولت مكبّر الصوت والذي كان يُسمع في كل ارجاء المطار وردّدت "ارجو الانتباه من فضلكم ..هنا يوجد راكب بالبوابة رقم 14 ..والذي لا يعرف من هو..رجاءًا على من يستطيع مساعدته والتعرّف عليه القدوم إلى البوابة رقم 14" ...ضجّ كل من كان في الطابور بالضحك بهستيريا وتغيّر جوهم إلى الابتسام ..زمجر الراكب ورد عليها بكلام قبيح ! ..فما كان منها إلا ان أستمّرت في عملها وعلى وجهها إبتسامة قائلة له ،"انا متأسفة ..كل ما عليك عمله هو ان تأخذ دورك الطبيعي بالطابور وسيمكنك ايضا إضافة أى الفاظ قبيحة أخري عندما يحين دورك "