بحث في هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 29 أغسطس 2016

القانون و ..العدالة





هل القانون في بعض الاحيان يمثّل العدالة!
بتنا نسمع اليوم كثيرا عن وجوب تطبيق القانون ..ولكن أي قانون !
العدالة قيمة إنسانية سامية ....قد لاتصل اليها كل القوانين واللوائح ..خاصة تلك التي صدرت بدون مرجعية دستورية تم الوفاق عليها من كل المواطنين ..مثًلا ..هل كل القوانين التي صدرت خلال العهد السابق والتي كانت تُمثل شعاراته والتي بموجبها أستولى على اموال وممتلكات وحقوق وشركات ومصانع القطاع الخاص ومنع التجارة والنشاط الخاص والتي لا يزل البعض منها معمول به حتى اليوم ،عادلة !(قانون السجل العقاري على سبيل المثال) وهل كل ما صدر من قوانين من أطياف وأحزاب معينة بعد الثورة هي شرعية وعادلة ! وهل القوانين الاقتصادية والاجتماعية التي صدرت بتوجيهات من دار الافتاء سابقا هي موضوعية وصالحة وعادلة ! ..أقترحنا يومًا بعد فبراير 2011 ان يكون هناك نصًا دستوريا بأن القوانين الصادرة بالمخالفة لدستور الاستقلال باطلة ولا يعتد بها لحين صناعة دستور للبلاد او العودة لدستور 31-8-1969 ...لكن كان (للجماعة) رأي أخر ...فتركونا في فوضى قوانين اللاعدالة في كثير من الامور...ظهر من خلالها ان بعض المواطنين حتى وهم يمارسون حقوقهم التي ثاروا من أجلها ، وكأنهم يخالفون القانون الغير عادل !

الجمعة، 26 أغسطس 2016

الفنان .....محمد حسن


عدّا رجب و وقصيّر....... لا علم جاني لا الحال تغيّر
سلمّت للي ف السحاب يسيّر ...هذاك هو دواء لحنيني

   يوم فتح مكة ..مرّ سعد ابن عبادة حاملا راية الانصار منتشيًا بالنصر على قريش ، مرّ بأبي سفيان وردّد في وجهه : "اليوم يوم الملحمة، اليوم تستحّل الحرمة، اليوم أذلّ الله قريشا"...حزن أبو سفيان وأنكسر ..علم النبي بذلك...فأغتاظ من سعد قائلا : "بل اليوم يوم المرحمة، اليوم تعظّم فيه الكعبة، اليوم أعز الله قريشا" وارسل إلى سعد من أخذ منه الراية ودخل المسجد ومعه المهاجرين والأنصار وبعضًا من قُريش وخطب فيهم قائلاً : “الناس من آدم، وآدم من تراب”، ثم تلا آية "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى، وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم، إن الله عليم خبير"...كم من دروس إنسانية في هذا الموقف ...كان هو الاعلان المُبكر لحقوق الانسان والدعوة للتمدّن مع من حتى من نختلف معه في جنسه او دينه..شوّهه من يدّعون اليوم انهم أوصياء علينا وعلى الثورة وعلى الدين ويفتون باسم الله ...فشوّهوا كل القيم الانسانية التي اتى بها دين الاسلام في فجره..يجعلنا في اشد الحاجة ليس للثورة على الدين ،إنما ثورة على من افسد الدين من تأويلات البشر وفتاويهم المضلّلة لروح الدين الاصلية والتي هي مقاصد الشريعة السمحاء وهذا ما عالجته الحركة السنوسية الاصلاحية في عموم ليبيا يومًا...فهي وحدّت ولم تفرّق ..وتسامحت ولم تدعوا للانتقام او العزل او الاقصاء تمثّل ذلك في قول الملك إدريس رحمه الله يوما .."حتحات على ما فات" ..فأسس ورِفاقه من كل البلاد دولة ودستور وأمة ليبية وسعت كل الطوائف والملل والأجناس أسماها في خطاب الاستقلال المجيد (24 ديسمبر 1951) .."الامة الليبية العظيمة . "
هذا الفنان ورغم كرهنا له في فترة ما، لكونه كان ممن غنى للاستبداد يوما ..إلا اننا لنكون مُنصفين لاننكر ابدا كونه فنان ذو قدرات فنية وموسيقية وصوتية عالية وكم أمتعنا بفنّه الغير سياسي وقد يكون للرجل أعذاره لأننا لم نتح الفرصة لأحد بأن ياخذ حقه في الدفاع عن نفسه..كم أمتعنا يوما بسمفونية رحلة نغم والتي تغنى فيها ومن شاركه من فنانين مُحترمين بكل مناطق ومدن الوطن الحبيبة وقد يكون قد أضطر إضظرارا لمزج بعض المقاطع فيها لتمجيد من كان حاكما على الرقاب والمال والفن والإعلام والتاريخ والإذاعات ،لا يريدها إلا ان تتغنى باسمه و(عبقريته)....مع بُعد المقارنة الموضوعية ..تغنت ام كلثوم وعبد الوهاب وفريد الاطرش للملك فاروق ثم تغنوا لعبد الناصر وللسادات ولو كانوا أحياء لكان من الممكن ان يتغنوا لمبارك و لثورات يناير ويونيو ..فلم يجعلهم ذلك خارج العبقريات التاريخية الادبية والفنية التي يُشاد بها الامس واليوم وغدا ..هذه هي ميزة الاستبداد بكل أشكاله في اوطاننا ..وهي ان هذا الاستبداد يسيطر على كل شىء ولا يريد لاحد إلا ان يكون في إطاره المرسوم ولو كان لهذا الاستبداد الامس واليوم سلطة على الطيور والقمر والشمس لجعلها لا تدور إلا في فلكه ! 
فلنكن مُنصفين ومُسامحين ونقول لكل من لديه موهبة وقدرة من الابداع ..حتحات على ما فات ..ولندع مائة شمعة تضىء هذا الوطن المكلوم وخاصة انه لم يقتل او يشارك في قتل او هدر دم أحد ولم يسرق الاموال كما فعل كثيرون قبل وبعد الثورة ولم يشارك في الفساد ولم يشارك في (الهلت) الذي حصل ولم يشارك في إستيراد وزرع المتفجرات والالغام ...ولنقل ان حق المواطنة والحقوق المدنية هي حق لكل ليبي وليبية ما لم تُتنزع بحكم قضائي عادل ..وأرحموا من في الارض ليرحمنا من في السماء ...ولا تلوموا الناس إن هم بعد إقصاؤكم المستمر وتسمياتكم المضحكة وفتاويكم الجائرة .. قد أنضموا لطرف أخر ...ضدكّم!
رحم الله الفنان محمد حسن ....

 


الأربعاء، 17 أغسطس 2016

أقوال جاءت بالتنوير ...والنهضة




    "إذا لم تحاربوا اليوم ، الفقر والجهل والفساد والأستبداد ..فسيحاربكم غداً ...الفقراء والجهلة والفاسدين..و المستبدّيّن !"
    نصيحة قدمها المفكّر الفرنسي روبير تورغو عام 1760 وأشار لها أبو الاقتصاد الحديث (كما يُلقّب)أدم سميث في كتابه (ثروة الامم) صادرعام 1776 ..بداية عصر التنوير الاقتصادي والاجتماعي والحقوق المدنية ..عندهم !

الجمعة، 5 أغسطس 2016

الجبل الاخضر ...عبق التاريخ وأصالة التراث





    الجبل الاخضر وعاصمته البيضاء النايرة ..مقر الجهاد ومنبع التراث ومهد الابطال ..وعبق التاريخ .. خلال 47 سنة من سنين عِجاف، لم يحظى بمشروع حيوي تنموي يليق بمقامه ومقام أهله وكرمهم ..لا مطار لائق غير مطار لبرق( البسيط في إمكانياته والكبير في ما يؤدي اليوم ..فهو اصلاً مطار عسكري بسيط ذو مهبط واحد تم بناؤه أيام العهد الملكي منذ اكثر من 60 عاما على قدر حاجة ذلك الزمن وقدرات الدولة حينذاك)، ولاميناء ولا محطة توليد كهرباء ولا مدينة رياضية تليق بحاجة شبابه ورجاله تم إستكمالها..غير ملعب واحد يتيم بني ايام العهد الملكي ويتم إستكماله بفضل تبرعات وجهود ابناء المدينة ومُشجعي نادي الاخضر والخيرين من ابناء المدينة والمنطقة ، ولا فندق كبير غير فندق البيضاء بالاس التاريخي الوحيد وسط المدينة(1964) والذي كان مقرا حضاريا للسائحين وقتها وكذا مسؤولي الحكومة الاتحادية او المحلية عهد المملكة الليبية ، يمر عليه اليوم اللي جاي واللي ماشي ..تركه النظام السابق ومن أتوا بعده مُحطما مُهشمًا وليبقى شاهدا حتى اليوم على ظُلم الزمان والمكان، ولا مشروعات سياحية تليق بجماله وطيب أهله وكرمهم وصفاء أنفاسه ..أما المؤسسات الاخرى مثل الجامعة والمعاهد والمدارس أو بعض المباني الحكومية ، فمعظمها تم بنائها خلال العهد الملكي طيب الذكر وعلى قدر إحتياجات وإمكانيات ذلك الزمن منذ اكثر من 50 عاما .. كذلك لا يوجد حتى الان مستشفى حديث غير مستشفى البيضاء تم بناؤه خلال العهد الملكي (1964) بمساعدة من الامم المتحدة أيام لا يتعدى سكان المدينة 24000 نسمة وصار اليوم يخدم كل أطياف المدن والقرى حول المدينة التى تعّدى سكانها اليوم النصف مليون بالإضافة إلى أهلنا النازحين من كل مناطق ليبيا الحبيبة بفضل الامن والامان التي يتميز بها الجبل ومدنه وقراه فضلاً من الله ومحبة أهله وتدينهم الوسطي السمح على طريقة الحركة السنوسية المباركة التي أحتضنوها يومًا وبنوا فيها أول زاوية سنوسية في ليبيا فما وجدت الحركات المتطرفة مكانا فيها ، ولكم ان تتخيلوا كم هو ضيق اليوم بما رحب لقدم المبنى وتهالكه ووقوعه وسط المدينة حيث الزحمة ونتاجها بعد ان أحاطت به المباني السكنية والتجارية من كل جانب نتيجة للتوسع الفوضوي وهنا لابد لي ان أحيي أعمال الخيرين فيه من أطباء وممرضين وإدارة رغم هذه الظروف الصعبة وغيرها فهو لا يزل يقدم خدماته لكل الناس بما يتوفر لديه من إمكانات...لقد أن لما تبقى من دولة وأموال ان يعيروا هذه المشروعات الحيوية مثل الميناء والمطار ومحطات توليد الكهرباء والمياه والبنى التحتية الاهتمام ، فكم ظهرت الحاجة لها اليوم أشد أهمية من مجرد كراء عمارات وتأجير شقق وشراء اثاث وقرطاسيات أو تعيينات مؤقتة ستزول بزوال وظائفها ..ومن هنا بان حتى مساوىء قيام إدارة محلية على شكل بلديات قزمية وليس على شكل مناطق او محافظات كما كنّا نأمل وكما أوصينا ..حيث ان منطقة مثل الجبل الاخضر ممتدة من درنة حتى الباكور وحتى مشارف الصحراء جنوبًا ، كان يجب ان تكون منطقة إقتصادية وحضرية واحدة ليكون التخطيط والتنمية شاملاً ومتكاملاً كما كان خلال العهد الملكي وهنا لاانكر ايضا ما تقوم به البلديات من جهود وتوسعة وخدمات رغم ضيق حال اليد والظروف المحيطة الصعبة بفضل بعض الخيرين فيها.. 
(فأما الزَّبد فيذهب جُفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض)..صدق الله العظيم