بحث في هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 24 يونيو 2016

دروس مما يجري في بريطانيا






الوعود والشعارات الحزبية الضيقة قد تكون من أسباب كثير من نكبات المجتمعات والاطان  :
كان السيد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا ومن اجل كسب ود واصوات المتشدّدين والمحافظين والقوميين في بلاده في إنتخابات عام 2013،  قد وعدهم بانه سيُجري إستفتاء للبقاء في الاتحاد الاوروبي او الخروج  بدل مواجهتهم وقتها بموقفه ...اليوم موعد الاستفتاء ...يقول كثير من خبراء الاقتصاد ان خروج بريطانيا سيكون كارثة على الاقتصاد البريطاني وبالتالي ستكون هناك تبعات ايضا على الاقتصاد الدولي...كما يحذر بعض الخبراء بأنه سيسبب ايضا مشاكل  على الاتحاد البريطاني نفسه ..فقد تطالب بعض (القوميات) الانفصال عن التاج الملكي الانجليزي نفسه..في حالة خروج الاستفتاء بنعم او حتى بـ(لا)..ما يهمنا في هذا الامر هو تعلم الدروس :
1-الاصوات لا تُمنح في هذه الدول الديموقراطية إلا بناءا على مشروع يقدمه المترشح وليس من اجل طيابته او وجهه او تديّنه ..وبناءا عليه تتم المحاسبة على المشروع وليس على الشعارات الجوفاء ..التي يستطيع ان يزوغ منها بحكم انها قابلة لكل التأويلات والتفسيرات !
2-كان الاعلام الشعبوي هو الذي أجج الصراع ضد والمهاجيرين والاوروبيين الاخرين بحكم ان بريطانيا لها مصالحها الخاصة ولا علاقة لها بالاخرين ..هذا الاعلام قسّم المواطنين بين مؤيد وبين رافض ..وخلق نوعا من التطرف داخل بريطانيا جعل من بعض المؤيدين يتعرضون للتهديدات وصل إلى حد إغتيال نائبة كانت ترفض الانفصال حيث كان القاتل البريطاني يردد وهو يطعنها ويركلها "الموت للخونة..الحرية لبريطانيا"..
3- المصالح الحزبية والايديولوجية والشوفينية الضيقة عادة ما تؤدي إلى كوارث وطنية نهاية الامر ...تمس الجميع !

الأربعاء، 22 يونيو 2016

جبل الجليد 7






  جبل الجليد 7
 الكثير يظنّون أن أمريكا ليس بها إلا هوليوود وصور الممثلين والممثلات والموضات وغيرها مما يطفو على السطح   ..فهم لا ينظرون إلا الحضارة الغربية   والذي أمثلها هنا بجبل من الجليد مستقر على سطح محيط ،إلا من اعلاه ولم يغوصوا إلى أعماقه ليروا كم فيه من جهد وبذل وإنتاج وتشريعات وتضحيات عبر السنين ليصل الامريكان كنموذج لتلك الحضارة ، لِما وصلوا اليه اليوم...كما ان الكثير منّا يظنون ان أمريكا قوتها تكمن في قوتها العسكرية والاستخباراتية ..الحقيقة  ان قوة امريكا وكذا الدول التي تنافسها تكمن في قوتها الاقتصادية والعلمية الهائلة التي بدأت منذ ان وضع مؤسسوها سياسات تعليمية و إقتصادية وزراعية وتشريعات سليمة تسمح للقطاع الخاص بالاستثمار والتملّك جعلت من حوالي فقط 2% من سكانها المزارعين يُنتجون ما يحتاجه الـ98 الباقي بل يفيض حاجتهم فيصنّع الفائض ويصدّر الباقي للعالم الاخر ..فيتفرّغ باقي السكّان لأعمال الخدمات والتعليم والتصنيع والبحوث وحتى الرقص والغناء  وصل بهم الامر إلى نزول اول إنسان في التاريخ على سطح القمر في عام 1967..مُفكرنا الاوحد بعد إنقلابه المشؤوم في عام 1969 على  دولة وليدة مزدهرة كانت تتوق لان تكون من الامم المتقدمة ، طلب يومًا  من كل اسرة ليبية تربية الدجاج وإنتاج اللحم والبيض تحت شعار (الاستكفاء الذاتي)  ..بل اعتقد انه قد امر بما اسماه علاوة الدجاج مع  المرتب الهزيل ..لمن يقوم بذلك ..بشرط إحضار ما يفيد من مختار المحلة ! ..وكما تذكرون كان يصيح صبيانه بشعارات الشماتة مثل ..ريغان يا راعي البقر ..ولحم البقر هذا جعلنا نستورده من امريكا الجنوبية وكذلك بلغاريا ونقف طوابير للحصول عليه بعد ان أمّم الاراضي والاملاك الخاصة ومنع المشاريع الاستثمارية الخاصة ومن بقى منه جعله يتسوّل الاعلاف فلا يجدها! ....هذا المُنتج والفائض الهائل الصناعي والزراعي هو ما جعل من الدولار عملة صعبة ودولية تطلبها جميع الدول وكذا الاشخاص ...تحّول بعدها إلى قيمة أسهم في اسواق بورصة مالية تجذب رؤوس الاموال من كل انحاء العالم ..إن لم نعي هذه الامور ستكون إقتصادياتنا مجرّد إقتصاديات ورقية تنحني مع اول رياح أتية ..كما هي الان !
مفتاح بوعجاج  ..28-6-2016

دعه يعمل ..دعه يمر ..وسترى حّبه وولائه لمجتمعه !



  الاثرياء ورؤوس الاموال النظيفة في العالم المدني المتقدّم ...والذي تركت لهم بيئتهم ان يكونوا اثرياء ورجال اعمال في بيئة تخدم طموحاتهم بما يتلائم مع مصلحة بلادهم ومجتمعاتهم ..ينتهي بهم يوما شوقهم لجني الاموال فقط ،إلى الاحساس بواجباتهم الاجتماعية والوطنية نحو تلك البيئة ..وكم سمعنا عن اثرياء كونّوا مؤسسات إجتماعية للمساعدة في بلدانهم وحتى خارجها ..وتنازلوا طوعًا نهاية الامر عن كثير من اموالهم للخدمات الاجتماعية والوطنية ..هذا الرجل الامريكي الثري والممثل المشهور (مورجان فريمان)أحسّ بمدى نقص مراعي النحل خلال فترة أصابت تلك المراعي بنقص في الزهور التي كانت ترعى عليها فحّول مزرعته الكبيرة(حوالي 124 هكتار) في ولاية مسيسبي الامريكية بالكامل إلى مراعي للنحل وزرع وأستأجر متخصصون لزراعة الانواع التي ترعاها النحل ووضع فيها 26 خلية حرة وتفرّغ لرعايتها ..عمل ذلك بدون فتوى او توجيه او خطاب دعوي ...ومن هنا مثال لما تحولّت فيه طموحات تلك المجتمعات إلى مجتمعات مدنية ترعى البيئة والحجر والغابات والحيوانات وطبعا البشر ..دعه يعمل ،دعه يمر ..اعطه الحرية والامان ومبدأ تحقيق الطموح النبيل والابداع ..وسترون في النهاية انهم سيحبون اوطانهم ويحولون ثرائهم إلى كل ما يحافظ على البيئة والوطن والابداع ...ويردون جمائل بيئة أحتضنتهم وحافظت على حقوقهم بأعمال يعم خيرها على الجميع نهاية الامر .وطبعا العكس ..التأميم والمصادرة والحسد ...ستكون أثارها عكسية ..كما نرى واقعنا ..وكما هاجرت كثير من رؤوس الاموال ونحن في اشد الحاجة لها إلى بلدان اخرى..أحترمت طموحاتهم وإبداعاتهم وحافظت على اموالهم .

الثلاثاء، 21 يونيو 2016

تذكير بسيط لجماعة ...(النكبة)


هنا لا ادافع عن من جائوا بعده ...
حشر النظام السايق الليبيون والليبيات للشرب من خزان كبير واحد يأتي من خزان مائي واحد غير متجدّد من الجنوب أنحنى معها كثير من نخيل التمور الباسقات وجفّت بسببه الكثير من الواحات الجميلة ...رغم ان بحر واسع امامنا ..وامطار الجبل الاخضر التي تصل نسبة سقوطها لنفس نسبة سقوط الامطار في دولة مثل اسبانيا ..لكنها هناك تذهب لمجمعات وخزانات تشرب منها المدن وهنا تذهب سيولا تجر معها تربة الجبل الغنية إلى البحر ...حشرهم في مجموعة بنوك حكومية يكتظ امامها اللالاف الامس واليوم ...حشرهم في وظائف حكومية بعد ان قضى تماما على القطاع الخاص وأمّم الاملاك الخاصة وجعلهم يتسولون مرتباتهم وكرامتهم معها ...منع القطاع الخاص في ان يشارك في التنمية والبناء والعمار ..وصل العجز في بيوت السكن للمواطنين نهاية عام 2011 إلى مليون وحدة سكنية رغم المليارات المخزّنة لغرض كان في نفسه وليس حبًا فينا تحت شعارات واهية مثل البيت لساكنه والارض ليس ملكاً لاحد ....الغى تعلّم اللغة الانجليزية وجعل الليبيون والليبيات بدون مفتاح للتطور والتنمية البشرية وفرض عليهم مصطلحات مثل شاطر ومشطور وبينهم طازج وان شكسبير تعني الشيخ الزبير وان الدجاجة تبيض والديك لا يبيض ..الغى الادارات المحلية وحل محلها قزميات اسماها المؤتمرات او الكومونات الشعبية ..قال عنها السيد بوزيد دوردة يوم كان (امين اللجنة الشعبية العامة ) ..لا استطيع ان ارد على الاف التلفونات يوميا من راس اجدير وحتى امساعد والجنوب ..حتى اللي يبي عجل لسيارته يكلمني ! ...كان يردد ..لا حرية لشعب يأكل من وراء البحر ..ولكنه كان من جعل الليبيين بسياساته يتسوّل العالم دقيق وفول وحمّص بعد ان كان اهلنا يزرعونها ..اقفل تجارة الاعلاف الخاصة وجعل منها مؤتمرات فلاحية يتناحر سادتها على وظائفها ..تستعمل فيها الشنان الحمر والزرق على تقسيم الغنائم فيها بينما تموت اغنام الموالين الاصيلين لها ...ادخلنا في حروب مع مصر وتشاد وقضايا إرهاب كلوكيربي وملهى برلين لا ناقة ولا جمل لنا فيها ..منع بيع الفلاحين لمنتجاتهم وصنع شركات وهمية كشركة التسويق الزراعي ..تستلم رباطي المعدنوس والكسبر وشوالات البصل من الفلاحين بإيصالات صباحا وتعدمها اخر النهار بدون ان تصل للناس ..قليل من كثير اردت به ان أذكر جماعة ...(النكبة) ! ...إن كان هناك تحسّر عندي ...فهو تحسر على ما قبل نكبة 1969....دفع الليبيون والليبيات ثمن 42 سنة عجفاء ..ومعه اوجاع والام 5 سنوات من التيه قد تُرجع وعيا كان مفقودا عن ماهية الدولة المدنية الخادمة ..واراه اليوم أتي ...رغم الثمن الباهظ ....ولنا عودة ان شاء الله 

الاثنين، 20 يونيو 2016

الجيش الليبي





مصر جرت فيها ثورتان ..يناير كانت ضد الاستبداد والفساد والتوريث ...ثم جاءت 30 يونيو كانت ضد الاستبداد الديني كان اهم ادواتها الجيش المصري ،ورغم الفارق الكبير بين إستبداد نظام مبارك وإستبداد نظام القذافي ..فالاول لم يدمّر مؤسسات الدولة بقدر ما استخدمها لحماية نظامه ،أما الثاني فإستبداده كان شموليًا ..فقد أستلم دولة كاملة الاركان والسيادة والشرعية في 1969 لكنه تركها مُرغما ركامًا ماعدى تلك المخازن الضخمة من الاسلحة والخردة ...إلا ان الليبيون والليبيات قاموا بثورتهم الاولى وازاحوا النظام ..إلا انهم ولأسباب جزء كبير منها طبيعة ذاك النظام ،فقد تورطوا في الاستبداد الثاني (الديني) ولم يجدوا عاملا مساعدا لإنقاذهم منه كما حصل للشعب المصري...هنا بدأ الامل عندما تنادى مجموعة خيرة لتأسيس الجيش الليبي في ظروف غاية الصعوبة لانقاذ البلاد من هذا الاستبداد...ما تأسس من الجيش وبعض العوامل الاجتماعية المساعدة ، حارب الارهاب الذي تأسس هو الاخر بمساعدة الاستبداد الديني وبأموال (الدولة الليبية) .. ولا يزّل في بطولات وتضحيات وصبر ..هذا الجيش وكما يروّج لذلك البعض ،ليس جيش القذافي ..فهو لم يترك لنا جيشًا كما ترك مبارك ...ولا جيش خميس كما روجوّا كثيرا ..أنه جيش وُلد من رحم المعاناة والاغتيال والتفجير والارهاب بكل معانيه...وُلد من مطالبات ومعاناة وإلتفاف الناس، وحبّهم له لا يعني حبهم للنظام السابق ..جيش تأسّس على أسس وعقيدة وطنية يحارب تحت راية الاستقلال ليس لديه اية تحالفات إلا بقدر حصوله على اسلحة ومساعدات وعتاد يحارب بها..فالنكفوا عن هذا العبث والاوهام والاخبار الملفقة والتفسيرات والاقاويل التي ليس لها من دليل ولا برهان ..إلا تكفيكم هذه الشجاعة والتضحيات التي نسمعها كل يوم وكل ليلة من أجناد وأسناد يحاربون من أجل القضاء على هذه الفتنة وهذا الاستبداد (الديني) الذي اغرق البلاد في الفتنة والقتل والتدمير!...وبأموالنا التي تحصل عليها سنين ..الغفلة ..!..,من لم يفهم حتى الان لن يفهم إلا بعد ان يغزوا الارهاب داره !

الأحد، 5 يونيو 2016

سطور عن ..الاسطورة




    لم اعد اعرف اسباب كل هذه المحبة للمرحوم محمد علي كلاي التي ظهرت عندنا فجأة بعد وفاته ! (بالرغم انها عادة من عاداتنا التقليدية !)..هل هي من كونه ملاكم امريكي بارع او من كونه ملاكم امريكي مُسلم بارع .. !...كثيرون عندنا تفاجئوا بوفاته ..ليس لأن الموت حرام حاشا لله! ..بل لأنهم انفسهم كانوا يظنون قبل هذه الاخبار التي تصدرت كل وكالات الاخبار والإعلام فجأة... ان الرجل متوفى ..من زمان فقد كان عندنا الكثير مما يُشغلنا .. .!
  من كونه مُسلم ففيها شك ! ..وواقعنا وفي بلادنا يُعطينا الاجابة إلا فيما ندر ..إلا إذا كان مُفكّرونا (الاسلاميين) يعتقدون ان ما اوصلونا اليه اليوم طول البلاد وعرضها هو نوع من (الملاكمة الاسلامية) المحبّبة لديهم على غرار الاقتصاد الاسلامي والمرابحة (الاسلامية ) حسب تنظيرهم .. اما كونه ملاكم بارع تصدّر بطولة العالم في الملاكمة عديد المرات قبل مرضه ألارتعاشي فهي نادرة ايضًا ..لأنه خلال 47 سنة ..تم تجريم رياضة الملاكمة بحكم انها رياضة متوحشّة وغير إنسانية من قبل الرياضي الاول والفارس الاوحد والصقر الوحيد والحنون العالمي وترك لنا رياضات اخرى مثل الجري وراء المناصب والوجاهات والمثابات ويسرّها بعده الابن المدلّل عندما اصبح رياضيا كرويًا هاويا وبارعًا ..كم بكت عليه إيطاليا ليكون من ضمن لاعبيها ! ..ثم جاءت رياضة سباق السيارات بعد ان كبر الهانيبال وبدأ يغزو حلبات اوروبا (وحتى طرقها السريعة ) ! ..وحرمنا من بعده هؤلاء الطيبين الذين جائوا بعده ..بحجة ان رياضة ملاكمة الايديولوجيات هي افضل للشعوب !.. صحيح ان كثير من شعوب وحكومات العالم قد أهتمت بخبر وفاته فهو كان مشهورا حرفيًا كما انه كان ممن مارسوا هذه الرياضة يتبعها بحركاته وقفشاته وقفزاته ورقصاته الشهيرة ..ولكن الاكثر شهرة هي كونه كان من المنادين بالحقوق المدنية في بلاده ..كما انه تعرّض للمحاكمة والملاحقة وحتى السجن بسبب مناهضته للتجنيد ابان حرب فيتنام في الستينات ..كون السود لم يحصلوا على حقوقهم المدنية الاجتماعية كاملة ..فكيف ينطبق عليهم قانون التجنيد ! ..أما الاشهر في تاريخه فهي موقفه عندما شارك في وقفة امام مبنى برجي التجارة الدوليين في نيويورك بعد حادثة 11 سبتمبر الشهيرة حيث صرّح أحد الحاضرين امامه متقصدّا ..علمت ان من قام بهذا العمل كان مُسلماً ..فرد عليه ...أما علمت أن هتلر الذي قتل الملايين ..كان مسيحيًا !...
  تبقى ان اذكر ان كثير من علماء الاصلاح الاجتماعي أوصوا بتشجيع مثل هذه الرياضة في إطار حلبة يحكمها حكّام وبالقانون ..بدل ان يتلاكم الالاف في المدن والشوارع والساحات ..بدون حكّام ..أي انها بمثابة ..تنفيسة مقنّنة ...كم نحتاجها !
رحم الله الرجل ..رمضان كريم ان شاء الله ..
(الصورة ..زيارة محمد علي كلاي لضريح البطل عمر المختار ببنغازي ..1974 والذي هدمه النظام السابق(1982) بعد ان اصبح محجة لزعماء العالم..الضريح تم بناؤه عام 1960 عهد المملكة الليبية بناءا على تعليمات الملك ادريس رحمهما الله )

الجمعة، 3 يونيو 2016

المنسيون...








المنسيون في وطننا..رغم اننا نحتاجهم كل يوم ...!
جدّي كان يردّد ...مرات في كل حياتك قد تحتاج مُعلمًا ..طبيب ، محامي ، رجل بوليس وحتى رجل دين....ولكن في كل يوم ، وكل حياتك ، وثلاث مرات في اليوم ،ستحتاج ...مُزارعًا !
(مُحبة البيئة والزراعة ..الكاتبة الكندية..برندا شويب...Brenda Shoepp)

الأربعاء، 1 يونيو 2016

مسيرة القهوة والديموقراطية ..في اوطان الفتاوي المجانية








    مسيرة القهوة والديموقراطية ..في اوطان الفتاوي المجانية
  هل  هناك علاقة بين القهوة ..والديمقراطية ؟..فقد اشتهرت القهوة منذ زمن فى مكة وكانت لا تقام الموالد والاحتفالات حينذاك الا بشربها ...ثم افتى احد الفقهاء وهو الشيخ شمس الدين محمد الحنفي عام 1917 بحرمتها وسانده آخرون والذين طالبو حاكم مكة وقتئذ بإبطالها من الأسواق ومعاقبة باعتها وشاربيها..وفعلا تم جمعها وحرقها وحرق حتى قشورها ..وصار يشربونها سرا حيث قال احد الشعراء فى ذلك:
 قهوة البن حرّمت فاحتسوا قهوة الزبيب
ثم طيبوا وعربدوا وانزلوا في قفا الخطيب
وفى عام 1918  قدم الأمير قطباي الى مكة وكان يحب القهوة فتم إلغاء التحريم  او الفتوى فعاد الناس الى شرب القهوة بجنون ...وانتشرت اكثر من انتشارها الاول ..
فى عام 1932 عاد الى مكة  حاكم اخر فقرر تحريمها مرة ثانية فقال احد الشعراء:
إن أقواما تعـدوا والبلا منهم تأتَّى
حرموا القهوة عمدا وقدروا أفكا وبهتا
إن سالت النص قالوا ابن عبد الحق أفتى
يا أولي الفضل اشربوها واتركو ما كان بهتا
    في عام 1945 قرر ما يسمى بصاحب الشرطة ولا يعلمون هل من تلقاء نفسه ام بناءا على أوامر ، قرر حبس كل من وجدهم فى المقاهي يتناولون القهوة وضربهم وحبسهم وأنزلهم الى الشوارع مربوطين بالحديد والحبال..
وهكذا دارت القهوة بين محلل وبين محرم الى درجة انه تم تشبيهها عند البعض بالخمر ..وزعموا ان شاربها يحشر يوم القيامة ووجهه اسود كما هي  بقاياها أسفل فنجان القهوة بعد احتسائها !!!
وانتصرت القهوة أخيرا..وانتشرت فى كل العالم كله أشكالا وألوانا لدرجة اننى حضرت احدى الندوات الدينية السياسية اخيرا كان احدهم يفخر بأن القهوة اختراع اسلامى شاركنا به في مسيرة نهضة العالم وتنويره !   ..فهل ستمر الديمقراطية التي نرغبها لأوطاننا بنفس الدورة التى مرّت بها القهوة وخاصة عند من ادخلوا الدين في السياسة ...؟
مفتاح بوعجاج ...28-12-2012
المرجع التاريخي للمقال :