بحث في هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 18 ديسمبر 2015




الصخيرات ....ودروس الماضي



لو راجعنا تاريخ كثير من الامم والأوطان إثناء فترة الازمات ..لوجدنا ان السلطة التنفيذية (الادارة والحكومة) كان لها الجانب الاكبر في الاختصاصات والتحرّك واتخاذ القرار مما يستوجب الجانب الاكبر من المسؤولية ......بل لم نسمع عن برلمان او مجلس نيابي كان له الاثر الكبير في إنقاذ الاوطان أو حتى تأسيسها ....تشرشل ..ديجول ..روزفلت ..كنيدي ..إدريس السنوسي ..محمد علي ..اتاتورك ..بسمارك ..وغيرهم الكثير ..لم يكونو نواب او برلمانيون ..كانو تنفيذيين ...هذا ليس تجنّي ..هذه حقيقة تستوجبها معالجة وإدارة الازمات ...نحن في ليبيا ..كالعادة ..ونتيجة لوجود ثقافة جبل الثلج(الفوقية) ..تجاهلنا هذه الحقيقة ..وصرنا ديمقراطيون اكثر من الديمقراطية ...وكما يقول المثل الليبي ..(اسمع بالحامي ..دار ما يقطّع المصرنا ...) وكذلك الامر ينطبق على كثير من دول ثورات الربيع ...فوضعنا العربة (السلطة التشريعية) امام الحصان (السلطة التنفيذية) ..فلا تحرّك الحصان ولا العربة حادت عن طريقه ...فأصبحت السلطة التنفيذية عاجزة أحيانا كثيرة وقد لا تكون فاشلة ......زد على ذلك تدخل هذه السلطة التشريعية ، في اختيار كل تفاصيل وتحركات( السلطة التنفيذية) ...لدرجة الخلط المشّوش ،فصارت الامور كتاريخ الديناصور الذي يقال عن سبب إنقراضه ..أنه تضخّم كثيرا فقلّت قدرته على الحياة ...عموما ..ما اردت قوله أن السيد ليون والسيد كوبلر ومعهما كثير من خبراء الادارة في الامم المتحدة ..وبعد دراستهم للحالة الليبية وتشخيصها وخلال قرابة اربع سنوات من التخبط والعجز، ..اكتشفوا هذه الحقيقة ، كما اكتشفوا مدى عدم التوافق ايضا حتى بين أعضاء السلطة التشريعية في كل المراحل الانتقالية ، ومدى عمق الخلاف الايديولوجي والفكري بينهم (وحتى مدى جهل البعض )، فكان هو السبب في التركيز على إعطاء الاختصاصات الاكبر، التنفيذية والتشريعية، للحكومة ...وشبه تعطيل دور السلطة التشريعية القائمة وتحويل جزء كبير من هذه الاختصاصات للحكومة القادمة ....إنما السؤال الذي لا يمكن للأمم المتحدة البحث فيه او معرفته ...هل يوجد بالحكومة القادمة اوالمقترحة من يرقى إلى مستوى معالجة الازمة الليبية !..(أدريس السنوسي إنموذجًا تاريخيًا) .. .. ومعرفة وتحليل تفاصيل الحالة الليبية ذات الخصوصية التاريخية ، ومعرفة الحل الناجع الذي يرقى إلى مستوى محاربة الارهاب بكل السبل والاتجاه بليبيا نحو تأسيس الدولة المدنية العصرية ، ..دولة المواطنة وحقوق الانسان والعدالة الاقتصادية والاجتماعية ....دولة المؤسسات ....لا أدري .

(وخاصة وانني رايت صور حفل الصخيرات هي لشخصيات إحتفالية ممثلة للازمة الليبية اكثر منها..لعلاج الحالة الليبية )