بحث في هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 28 نوفمبر 2015







 خاطرة قديمة ....

أيام ما يسمى بـ(الاسواق الشعبية الجماهيرية) ..وغلق كل الاسواق الخاصة التجارية ..(دكاكين المستغلّون الحاج مفتاح والحاج عمر حسب خطابات ذاك الزمن . ! ) ..(لست انا منهم فلم امتلك فى حياتي دكانا..!)....كنت حديث الحضور للوطن بعد غياب مرحلة الدراسة الاولى في الخارج..ولم افهم بعد ما يجري على الساحة التجارية ..بسبب النظرية العالمية الثالثة التى دوختنا ولم افهم بدايتها رغم انني فهمت لماذا كانت يجب ان تنتهي ! .. ...(فهى كانت كل يوم فى شأن وحديث وتوّجه الى ان انتهت وانتهى صاحبها وكأنها ما جاءت ولا صارت (لولا اثارها الباقية ) ! ... ...كنت مارًا بشارع المستشفى (شارع عمر المختار ) بمدينتي البيضاء ..رأيت مواطنا ليبيا يمر من امامى ..مبسوط (ليس على الطريق العراقية ..بالعراقية المبسوط يعنى المضروب ضربا مبرحا) ،ولكن بالطريقة الليبية يعنى فى اخر انبساطه وفرحه ..ورأيته مزهوا يحمل باكوين حشيشة حمرا ..باليد وباليد الاخرى ..محقن بلاستيك اخضر اللون!...سألته .. ما كانت تلك الزحمة التى رأيتك تخرج منها..من امام ذلك السوق العام فى الشارع ؟....فقال لي : تلك الزحمة هي على توزيع باكوات حشيشة .!....شكرته ولكننى زدته : اراك تحمل باكويّن حشيشة ...ولكن ارى معهما محقن اخضر اللون ...! ..اجابني مزهوا بإنتصاره : ...الزحمة كانت على الحشيشة التى كانت مفقودة لمدة ...اما عن ..المحقن ...فقد قالوا انهم كانوا استوردوا كمية كبيرة جدا من المحاقن، ولم يشتريها احد لان الناس ليسو بحاجة لها ..فالمحاقن موجودة بكثرة حتى من قبل !.. شركة الاسواق الحكومية استوردت كمية كبيرة جدا من المحاقن..بكل الالوان والمقاسات ...عمولات ياسي !.ولذلك فرضو علينا ان من يريد حشيشة ..عليه ان يأخذ معها محقن تحت مصطلح اقتصادى جديد وهو (تحميل سلعة زاطلة مع اخرى مطلوبة )..ولأننا بحاجة للحشيشة ..فقد امتثلنا لهم ..ولأمرهم ..ونا جا حظّي واحد محقن خضر كما ترى ! ..هل تريد استاذ مفتاح هذا المحقن ؟..شكرته ...رغم انني ايضا كنت بحاجة للحشيشة مثل غيرى من الناس إلا ان حكاية المحقن جعلتنى اضحك واستمر فى طريقي ...ايام ومرّت ان شاء الله ...حفظ الله الوطن ..وابعد عنّا المحاقن ونظريات المحاقن ..بكل الوانها ، ..يا رب ..
جمعة مباركة ان شاء الله ....