بحث في هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 11 أبريل 2015





كنت في  منطقة سلوق المجاهدة يوم الامس ....الطريق ..جنوب بنغازي..حتى أجدابيا ..ربيع وخير ونوّار وزرع ..وناس تحترف الزراعة والرعي ...روائح التراب والرتم وكل انواع النباتات والاشجار بما  فيها الاشجار المحلية وانواع من الاشجار الاسترالية الجميلة بنوّارها الازرق والوردي  المزروعة جوانب الطرق وامام البيوت البسيطة شكلا والرائعة  بما فيها  من ناس شريفة عفيفة لم تتلّوث بعد بلعنة النفط ولا لعنة الايديولوجيات المستوردة.. ..بساطة مع ..أصالة وعبق الاصالة والود والكرم ...بوابات الجيش الوطني يقفون تحت راية الاستقلال بما فيها من شباب وكبار وجنود وضباط تُثلج النفس ..هم ايضا بساطة مع إنضباطية واحترام وإحترافية رغم ظروفهم الحياتية الصعبة ...أبعدتنا تلك الصور الجميلة عن مظاهر الاستفزاز الشكلية من أثاث ومكاتب فاخرة مستوردة بالعملة الصعبة وبيوت من حرام وسيارات فاخرة غالية الاثمان وصرف باذخ وامور   لا داعي لها وقت الازمات ....
  مررنا علي سور ضريح البطل المجاهد عمر المختار بسلوق ...ليس بعيدا عن مكان الضريح الاصلي حيث نقله النظام السابق من بنغازي المجاهدة إلى هنا ..ليس حبًا في ذلك وإنما إبعاده عن مكان وارى فيه رفاقه يوما ما بعد الاستقلال جثمانه الطاهر  ليكون وسط المدينة التي جمعت كل أطياف الليبيين .. بنغازي ..وطن في مدينة ......ولكن فى سلوق ايضا ...تبعناه واصبح منارة نهتدي بها ....وشعارا للقيم الوطنية النبيلة ...التى يكاد يضيعها من استورد قيما اخرى لا تمت لتراثنا ولا لتاريخنا  ولا لديننا  بصلة ..
 أحد مرافقيّ ...:  ( هنا وقريبا من هذا المكان ...تم إعدام المجاهد البطل (عيسى الوكواك العرفي) من منطقة المرج ...شنقا امام حشد من المعتقلين الليبيين إرهابا  ..لأنه رفض بعد ان تم القبض عليه من قبل الطليان ...رفض طلبهم ..الطلب كلاميًا.. العفو من موسوليني (الري على حد وصفه) امام حشد من الليبيين هناك....وعندما التف الحبل حول رقبته الشريفة في هذا المكان في 15 مارس 1932 ..قام وخاطب مواطنيه بصوت جهوري ....: (تبقّوا علي خير يا أجواد ) ...عندها نهض احد المعتقلين الليبيين يرتدي بقايا ملابس رثّة ..بسيطة  لا تكاد تواري ما تبقى من جسمه النحيل ..: ( فرقت والله  لجوّاد ...قدامك الله ...ونحنا لنّا الله ) .... 
حفظ الله ليبيا ....
  مفتاح بوعجاج      11-4-2015