بحث في هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 5 يناير 2015


ثقافة التحسّر ..والسقوط :

   من ضمن مهام وصفات نظام الاستبداد والطغيان والفساد خلال حكمه ..هي إعادة تأسيس المجتمع بطريقته الجاهلة وتمزيق نسيجه وتزوير تاريخه وهدم إقتصاده و ما قبله وخلق ثقافة فاسدة وغير ناضجة وتأسيس شبه دولة ،لا تقوم إلا به وتعتمد إعتمادا كاملا عليه ، تسقط بمجرّد سقوطه....لتعود تلك الثقافة المجتمعية المزوّرة و الضحلة و الغير ناضجة على خلق رؤية وبناء بديل مدني خدماتي مجتمعي وأمني افضل...تعود للتحسّر على أيامه...بل والترحّم عليه ،وحتى الاستدلال بما كان يهذي به ،خاصة عندما يعقبه إستبداد وفساد اسوأ ...
قد يفقد المواطن العادي البسيط الكثير من (الخدمات ) فينزعج ويتألم ويتوجّع ومن حقّه ذلك فهو لا يملك إلا هي ....إما ان يقوم بذلك بعض (النخبة) والذين من المفترض ان يملكون ثقافة اكثر مما يملك المواطن العادي ....فذلك يعني ان المجتمع قد فقد (عيونه) وفقد توازنه...وفقدنا الرؤية نحو بناء مجتمع ووطن مدني حديث لا يعتمد على أشخاص بقدر ما يعتمد على اسس ومبادىء لدولة مؤسّسات وأمة عصرية حديثة لا تتأثر بغياب أحد من (المُرشدين) او ( الشيوخ) او الطغاة المستبدّين ...ولهذا يستطيع دائما المستبدّ ان يتنبأ بما سيحدث بعده ...سقوط كل شىء ...فهو يعرف انه بناه بطريقة ما ، ليسقط بعده........! 

 مفتاح بوعجاج   5-1-2015