بحث في هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 7 مارس 2015




المرأة ...وعقولهم.

في بداية الربع الاخير للسنة الاولي للثورة ..استشعرنا وكثيرون بداية استيلاء تيار (الاسلام السياسي) على البلد والتغلغل في مفاصلها ..وأولها كان تأسيس دار للإفتاء (على مقاسهم) ...التقينا وقتها في بنغازي وتحديدا في فندق أوزو بأحدهم محاضرا في ندوة كنّا مدعوين لها ....حضرها الكثيرون والكثيرات (كان وحتى الان احد مسئولي ما تسمى دار الافتاء وهو استاذ جامعي)...وعند انتهاء الندوة كان السؤال من أحدى السيدات المتخمرات الحاضرات : ( سيدي ..هل يجوز للمرأة ان تتساوى هى والرجل في تولي المناصب العليا في الدولة ! ) ..كان منتفخا كالطاووس منتشيا كونه كان يعتقد انه اصبح جزءا من نظام(المرشد الجديد ) لليبيا والذي يدعي انه يملك كل الحقيقة والتفاسير وتأويل النصوص والاحاديث كما كان يعتقد ايضا (المنظّر الوحيد) قبلهم .....اجاب : (لا ...لا يجوز ان (تتبوأ) ..المرأة المناصب السيادية في الدولة او حتى مرتبة ..القضاء! ...لأنها ناقصة عقل ودين ..!) ..استفزت الإجابة صديقي ورفيقي الاستاذ علي العوامي ..وكان جالسا جانبي ..وطلب مني ان ارد او سيرد هو ...قلت له : ( لا انا ولا انت ..دع إحدى الاستاذات بالجامعة و الحاضرات معنا والمتأنقات يقمن بالرد ) ..لم يرد احد ولا واحدة ...فقام صاحبي من مكانه وكان ردّه : (علاوة على كونك اخذت الحديث ..إن صح ..من بيئته التاريخية وأسقطته في غير محلّه ..ها نحن اليوم نستنجد بالله اولا وببعض الدول وببعض السيدات اللاتي يتولين مناصب سيادية فيهن ..امثال أشتون وكلينتون ومركل ...للتخلص من بقايا النظام وإنتصار الثورة وتحقيق اهدافها ..كما لن ننسى موقف (المرأة) سوزان رايس في الامم المتحدة بعد ان خذلنا الكثير من (الرجال) ..كما انك بهكذا اجابة لا زلت تعتقد ان وضع قرار او فرمان (السلطان او السلطانة) لا يزل كما هو في قصص الزمن القديم والكتب التى عفى عليها الزمن ..حيث الحكم المطلق وبأشارة من اليد ! ..اليوم مصدر وسلطة اي قرار (سيادي) يمر خلال مستشارين ومحللين وقانونيين ولا يمكن ان يخالف (الدستور) الذي سيصنعه الشعب إن شاء الله .. وبعدين ..نحن نرضى ان تحكمنا امرأة طيبة وطنية عندها نصف عقل ونصف دين ..على ان لا يحكمنا ويتسلط علينا ..من لا عقل ولا دين له ولو كان ذكرا ...)!
   مفتاح بوعجاج  6-3-2015