بحث في هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 29 نوفمبر 2014

محكمة العدالة ..

     

   الحُكم ببراءة مبارك ...لا يعني ان نظامه لم يكن دكتاتوريا أو فاسدا او عائليا او لم يكن يسعي يوما نحو التوريث ....هذا يجعلنا نسأل من المجرم حقا ! ....الرجل لم يهرب كما كثيرون ..بل واجه (العدالة) والمحاكمة وبقى فى وطنه ..وكان اخر رجاء له في اخر خطاب له ...أتمنى ان اموت وادفن في مصر ...عكس الكثيرون عندنا وعندهم ...الذين لدغونا وراحوا والاخرون في الطريق ! ...الحكم بالبراءة يعني ان الجريمة كانت اكبر من التهم البسيطة في مقايسسنا (الثورية ) الجديدة ...الرجل كان متهم بقتل 260 متظاهرا ..وكذلك الفساد في قضية بيع الغاز لاسرائيل ..وخرج منها اليوم بريئا بحكم محكمة ! ...نحن عندنا اكثر من 600 جريمة قتل بعد الثورة ،فقط في بنغازي وحدها من غير الاختطاف والتفجيرات و الدمار والفساد وضياع الاموال بمبالغ اكبر من (بيع الغاز لاسرائيل) ...ولا احد حاكم احد ..مما جعل الناس يلتفون حول الكرامة لانقاذ ما يمكن إنقاذه ....براءة مبارك قد تبيّن ان المجرم هو اكبر من الاشخاص ..هو ثقافة معوّجة وسلوك ورضا وسكوت وخنوع وجهل وتخلّف مجتمعي...قد كان ذلك قبل الثورة التي اعتبرها هي اكبر عقوبة للانظمة ...حيث اسقطتهم عن عروشهم ...وأن استمر ذاك الخنوع اليوم...فالمجتمع وثقافته وسلوكياته وخنوعه وموروثاته هي التي يجب ان تُحاكم .. .لتكون فعلا محاكمة القرن ..وليس تلك ....
المحاكمات التاريخية هي التي ...يحاكم فيها المجتمع موروثاته وسلوكياته ومواقفه ..التي اوصلته للهزيمة والجهل والاستبداد وضياع حقوق المواطنة والحرية والعدالة ....والسكوت عن حقوقه في الحريات والابداع والاحساس والشعور بالادمية ...والانسانية ...
هذا هو فكر الثورات ...بعيدا عن اوراق ومستندات وأدلة ..المحاكم الجنائية..

مفتاح بوعجاج  29-11-2014