بحث في هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 3 مايو 2014



الاساس ....مرّة أخرى
مفتاح بوعجاج                   30مايو2013
_________________________________
 اسّس.. يؤسس.. تأسيسا…. لمن نسى او تناسى او لا يعرف… او يعيش بعقله او بثقافته او جسمه فى مكان اخر.. غير ليبيا بعد.. الثورة. عندما (شاطت) النيران فى غابات الحبل الاخضر لاكثر من ثلاث مرات متقطّعة خلال اقل من شهر.. والتهمت ما مساحته تعادل اربعة اضعاف مساحة مالطا واكثر.. تلك الجزيرة الصغيرة الهانئة الوادعة فى البحر المتوسط والتى يصل معظم دخلها من السياحة وليس اكثر من 2 مليون برميل نفط يوميا.. بكى بعض الطليان مع سكان المنطقة.. واتو بطائراتهم ولباس العمل، لمساعدة الليبيين البسطاء.. لاطفاء النيران.. بأمكانياتهم البسيطة… ولم نجد من االخمس مليار التسييرية وغيرها من ميزانيات الطوارىء المحلية.. اية اثر فى موضوع.. بناء قدرات ادارية وتقنية حديثة لمكافحة الحرائق والدفاع المدنى بطرق عرفها العالم المتقّدم  لمنطقة تعتبر من المناطق الخضراء النادرة فى شمال افريقيا عموما وليبيا خاصة.. وحتى (محمية  مسلاتة) فى غرب البلاد التى احترق منها اكثر من 100 هكتار لم نجد بها او بداخلها طريقة واحدة (لحمايتها) رغم تسميتها (محمية)!.. فبأى عقلية او ثقافة نعمل نحن….! شكلها لا تزال عقلية المسميات والشكليات والكلام والانشاء والخطابة وتقليد الغير فيما وصل اليه من اعلى السلّم… ولم نبدأه من حيث بدأوا.. مع اول السلم من.. تحت.. من بدايته.. فظهر الامر وكأن متأنقون بأخر الملبوسات يريدون ان يطفئوا.. نيران الوطن  تحاصرهم من كل حدب وصوب.. فأنتصرت  حتى الان.. النيران والحرائق!..
ايضا… ثقافة القفز على المراحل لا تزال تعمل وبقوة… من قرأ مقال مجلة التايمز الامريكية فى عددها الصادر فى 31/12/1951 وذلك بعد اسبوع واحد من اعلان استقلال وتأسيس دولة ليبيا فى 24ديسمبر 1951 تحت عنوان (ليبيا.. مولد امة)(Birth of a Nation..Libya ).. والذى انصح جميع الليبييين مسؤلين ونواب واحزاب ومواطنيين ومواطنات واكاديميين واكاديميات وناشطين وناشطات واعلاميين واعلاميات ان يعودو لقراءته بتمعن وانصاف… لعرفوا ما معنى ثقافة  الزرع والتأسيس التى نحتاجها اليوم فى جزئية كبيرة منها… لدولة صنعها الاجداد المؤسسون من لاشىء.. رغم بساطة تعليمهم وقدراتهم الاكاديمية بعرف اليوم… شىء واحد عوّض عنهم كل  ذلك..كثير ونوع وقدرات خاصة من.. علوم الوطنية  التأسيسية والنوايا الطيبة الكريمة.. التى لا تدرّس فى الاكاديميات او الجامعات او.. البعثات الخارجية.. فكانوا رجالا طابقوا المرحلة.. فأجتمع الوقت مع الرجال.. فأنتجت وطنا حتى وان كان ينقصه المال.. فنتستبين من ذلك ان اجتماع المال والرجال بدون وعى بالمرحلة قد  ينتج شيئا اخر مختلف.. قد يعيق.. التأسيس..
تجربة الكثير من (اصحاب النوايا الطيبة) الذن اتوا.. وقضوا اعواما مبعدين  او متابعدين فى  الخارج.. ليشاركو فى بناء ليبيا الجديدة بعد الثورة.. كان لديهم الكثير من العلوم التطبيقية  والاكاديمية..وكثير من النوايا الطيبة الكريمة، الا انه قد نقصهم الكثير من علوم.. التأسيس.. لبلد تم تدمير اساسها الثقافى والوطنى والتاريخى والتنموى  والاقتصادى والصحى والادارى والقانونى والدستورى والتعليمى بشكل ممنهج على مدى عقود.. فظهرت معادلة غريبة.. حكومة انيقة.. فى وسط دمار وخراب  وجثامين ومقابر جماعية وظلم وحرائق وطرق متكسّرة وابنية بدأت فى التساقط وناس محرومين من ابسط حقوقهم المادية والمعنوية  بعد ان عادت البيروقراطية بشكلها القبيح…. وظهر (العزل) واختفى (العدل ) سواءا ثابتا او انتقاليا!.. ولم يتفطنّوا الا بعد ان تم صرف المليارات فى غير… الاساس.. فلم نبنى اساسا بل تم بناء افواها شرهة للمال وللسلطة فى وطن.. مهدوم… مجروح… فظل مختطفا..
مع كل ريح او مطر او نار.. تنطفىء ايضا وسائل الاتصال.. الهوائية.. بعد  تلك النار.. انطفأ وانقطع اتصال الانترنت.. واتصالات المدار فى المنطقة.. يبدو ان تلك الخيوط  والهوائيات الهزيلة التى.. اتت بها شركات صينية هزيلة رخيصة التقنية ايام النظام السابق لا تزال هى ما  تعمل بعد سنتان من الثورة… فماذا تغيّر.. ومن سيقوم  بتأسيس اساس متين.. ونرمى بتلك المهازل… وراءنا..
رأيت كثير من المسؤلين ونواب المؤتمر الوطنى يشاركون كثير من الناس فى اعتصامات ومطالبات ويرفعون شعارات (نريد..).. يريدون ممن؟… اذا كان هم من نطالب.. واعطيناهم (الشرعية)  فى ان يبنوا دعائم البيت وان يكونوا مهندسوه.. واذ  بالبعض يعبثون بخريطة البيت الذى رسمته احلامنا وتطلعاتنا بدماء الشهداء والثوّار.. رأيت الكثير من الاحزاب (الغير دستورية ).. تتزاحم على السلطة (وهذا حقّها) فى دولة مؤسسة.. ولكن هل اسسّنا  دولة  لنتزاحم على.. السلطة فيها؟.. فأختلط التأسيس بالمنافسة  الحزبية بدون ضوابط (دستورية).. فأنتجت صراعا ولم تنتج دولة..او حتى مشروع وطن…
رأينا اعلانا دستوريا مؤقتا سمح للاحزاب بالتنافس من اجل الدخول فى سلطة (تأسيسية )… فتركت الـتأسيس.. ودخلت فى تزاحف وتزاحم على السلطة والمال الذى لدينا لدينا الكثير منه… بدون وجود ضوابط او دولة! رأينا وسمعنا عن (العزل) و(العزل المضاد) فظهرت هزائم وانكسارات وانقسامات وتجمعات.. فى (معركة بلا اخلاق الفرسان).. بعد ثورة (للفرسان).. بدأوها وانهوها بأنتصارات عظيمة.. وانسحبو جانبا..فحل محلهم  الكثير من..المتزاحمون… وتناسو انك لن تنتصر فى اى معركة ما لم تجعل من عدّوك صديقا او على الاقل.. محايدا.. هذا العزل الذى جعل العكس.. جعل من بعض رفاق الامس فى الثورة اعداءا او على الاقل… تمكّن لديهم الشعور بأننا عديمى.. الوفاء… بعد ان تم ايضا اختطاف المادة رقم (6) من الاعلان الدستورى المؤقت المكررة من المادة رقم (11) من دستور الاجداد.. والتى ظلّت رغم مرور اكثر من سبعون عاما تدافع عن المساواة وحقوق المواطنة فى ليبيا.
رأينا (مجالس محلية) تشكلت فى غفلة منّا ونحن مشغولون.. ركبها ايضا  بعض القاعدون.. اصبحت بديلا عن (الحكم المحلى) وبديلا عن اشياء اخرى كثيرة ملحّة ومهمة.. كل هؤلاء الرجال والنساء والادوات والاجهزة (الفوقية) اصبحت تتبارى فى  كونها قد كتبت.. وراسلت.. وتحدثـت… ونادت… وصوّرت.. واصّرت.. واعتصمت.. حتى انها.. بكت… وحزنت.. اذن.. من سيؤسس؟.. ولمن رفعت صوتها… عندما تتحدّث  وتطالب نيويورك  مثلا.. تستمع السلطات المحلية وادواتها واجهزتها المؤسسة  تأسيسا صحيحا وتنفّذ وتحاسب.. وان عجزت تستنجد بأدوات واجهزة البيت الابيض.. وكذلك طوكيو ولندن وباريس… اما نحن وفى منطقتنا.. فمن هبّ  وسمع  خاصة لامر الحريق.. فهى روما… حتى بدأ الصغار عندنا يظنّون ان ليبيا لا تزال الجزء الرابع من ايطاليا!!..
عنما نعحز عن (تأسيس) الامور البسيطة.. بشكلها الصحيح قد اشك كثيرا فى قدرتنا على تأسيس الاشياء الكبيرة  لخلل ما….. فالصياح والنواح.. يجيده كل مخلوق.. نحتاج جميعا الى رؤية جديدة ومشروع نهضوى لوطننا… لنؤسّس… وطن  ومؤسسات.. على اسس ديمقراطية مدنية عادلة… والا سيبقى وطننا مثل ذلك ذلك المثل الذى يقول (هى هنا.. وصياحها فى الوادى) واضيف (واموالها.. فى وادى) تمشيا مع المرحلة (التسييرية)!…
ولله الامر من قبل ومن بعد.. حفظ الله الوطن..
مفتاح بوعجاج





  الدولة .....                                                   13/3/2013
مفتاح بوعجاج
____________

الدولة ليست ..سلطة ..بقدر ما هى خادمة للناس ...سلطة فقط بقدر ما يعطيها سيّدها (الامة) من سلطات عليه ...كمن يتنازل عن جزءا من حريته ...لينال مقابلها ..امنا وطمأنينة وخدمات ..كل من لا يفهم ويقدّر الاصل فى اختراع الدولة ...ومعناها والغرض منها ..سيتحول الى دكتاتور ومستبد..مهما اتى من مبررات ...حتى ولوكانت دينية فى رأيه ...والدليل على ذلك ان السلطة السياسية بمفهومها التسلطى وليس بمفهومها الخدمى ..قد جعلت من الدين الواحد ..اديانا متضادة ! ..ومذاهبا واطيافا وكل يدعى انه على حق ... ..الايام الماضية اصدر مفتى الديار المصرية الازهرى فتوى بأن السياحة حلال لما لها من فوائد جمة على الاقتصاد ومحاربة الفقر والجهل ...وجاء بأيات واحاديث تؤكد ذلك ..بينما فى الطرف الاخر جاء من يحرّمها ولديه حججه ايضا ....اليس لنا الحق فى ان نقول ...مقاصد الشريعة السمحاء هى الاساس ..وانه اينما وجدت مصلحة للناس فثمة شرع لله ! ...فلا تجعلوا الناس يأاهل الاسلام السياسى ...يكفرون بكم وبالدين وبالسياسة ...وتجعلون من دين الله الحنيف رهينة او مطية لصراعكم واطماعكم السياسية وخاصة وانكم قد سحرتم بسحر قولكم كثير من شبابنا وشابّاتنا بدون وجه حق ! ...واعتقد ان كل ما مر بالوطن من صراعات ..بعد انتصار الثورة ..لهو بسبب هذا الامر ....والذى جعل الناس يعيشون فى متاهات الجدل العقيم ..ليعرفوا بعد سنوات هل السياحة او الدستور او الديموقراطية او تبوأ المرأة مناصبا سيادية او الوقوف لراية ونشيد الوطن حرام ام حلال !...لا تجعلوا الناس يخترعون مارتن لوثر اخر ليدق ابوابكم وليس ابواب ديننا الحنيف الذى نثق وبكل ثقة انه دين التقدم والحرية والامل والانطلاق والمواطنة وحقوق الانسان ...و يحث على قيام دولة الخدمات والدستور المدنى الديموقراطى الذى سيكون القاضى الفاصل بين الناس على ارض معيشتهم والذى ارتضوه جميعا ..واتركو الخلق للخالق ...والا فالخلق سيأتونكم قريبا زرافات ووجدانا ...ليقولوا لكم ايضا ...ارحلوا ...كما قالوها لكثير من الطغاة المستبدون ...!....  

مفتاح بوعجاج     13-3-2013