بحث في هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 18 ديسمبر 2014










 لماذا (العودة للشرعية الدستورية في31-8-1969 ...خيارنا الافضل )
مفتاح بوعجاج

  للخروج من المأزق الراهن الذي وقعت فيه ليبيا اليوم ، لأسباب كثيرة قد لا يسعفني الوقت هنا لأعددها أو أبين أشكالها ولكن اصبح يعيها ويراها ويعيشها الليبيون والليبيات واقعا وحياة وخوف وفقد ومواجع وأحزان...فأن كثيرا من المواطنين والمواطنات لا ينتمون إلى حزب او تنظيم او تكتل سياسي ولا يمثلون أي  توجهات فكرية معينة وليس لهم من هدف سوى البحث عن السبل والآليات المناسبة لإنقاذ الوطن من الأخطار التي باتت تهدد حاضره ومستقبله، والمساهمة في تحقيق آمال وتطلعات شعبنا إلى مستقبل زاهر وآمن تحت مسمّى (الحراك الوطني من أجل عودة الشرعية الدستورية كما كانت في31-8-1969) تناديكم اليوم ....
  حيث أصبح هذا المطلب اليوم هو، الخيار الامثل  لبلورة موقف وطني جامع نحو تبني خيار العودة إلى استئناف الحياة الدستورية، التي صنعها الآباء المؤسسون   ، كمشروع إنقاذ وطني، يكفل الانتقال السلس إلى الدولة الدستورية الآمنة ومؤسساتها الشرعية الوطنية ، ويهيئ لنا الظروف المناسبة، والوقت الكافي الذي نحن بحاجة إليه لتجاوز العقبات التي اعترضت وتعترض طريقنا في سبيل التوافق على دستور للبلاد، وبناء مؤسسات دولتنا التي نحلم بها ونسعى إليها.....
 العودة للشرعية الدستورية  اصبحت اليوم ليس مطلبا وحقا فقط ، بل طريقا وحيدا بعد أن أنقطعت السبل أو كادت ، وأستطيع هنا أن أعدد  بعض الاجابات عن السؤال الرئيسي :لماذا هذه العودة اصبحت خيارنا الامثل ! :
1-هي للخروج من المأزق السياسي والأمني والقانوني والوطني ، الذي وقعت فيه البلاد اليوم ...وهي عودة لمرجعية تاريخية وطنية صنعت يوما نظاما سياسيا ديموقراطيا مدنيا حديثا يقر بالتعددية السياسية والفكرية والتداول السلمي على السلطة ويكفل الحريات الاساسية لجميع المواطنين  ويرسي دعائم الحرية والعدالة وحقوق الانسان  بالمفهوم الشامل كما يكفل للمواطنين والمواطنات حرية أختيار نوابهم   في انتخابات حرة نزيهة ..كما يكفل حق المواطنة الليبية  التي تبُعد النعرات العصبية والجهوية والمناطقية كما تنص احدى مواد الدستور الليبي الذي  وُلدت  دولة ليبيا من رحمه..المادة11 : الليبيون لدى القانون سواء ، وهم متساوون في التمتع بالحقوق المدنية والسياسية وفي تكافؤ الفرص وفيما عليهم من الواجبات والتكاليف العامة لا تمييز بينهم في ذلك بسبب الدين أو المذهب أو العنصر أو اللغة أو الثروة أو النسب أو الآراء السياسية والاجتماعية .
2-تكفل هذه العودة ايضا العودة إلى تأسيس مؤسسات الدولة العصرية الحديثة بدستورها ..وتقسيمها ألإداري وتركيزها على التنمية المكانية والبشرية لتستأنف ليبيا مسيرتها إلى الامام  ووجود إمكانية تطوير الحياة الاجتماعية والاقتصادية والعلمية  مع تطور الحياة  ،كما يمكن بعد هذه العودة ،إجراء التعديلات اللازمة لدستورها بالطرق الشرعية مثلما يحدث في أي مجتمع إنساني يتطور بشكل طبيعي ......بعد عودة أسس وشكل وكيان ومؤسسات الدولة بمفهومها العصري ....
3- بهذه العودة ..سنمكّن الدولة بأجهزتها الحديثة والمتطورة والشرعية والقانونية  والحرفية المشرعنة دستوريا وقانونيا من محاربة الجهل والتخلّف والإرهاب بكل أشكاله ....
4-قطع الذريعة على التدخّل الاجنبي بكل أشكاله وأغراضه  وذلك  عن طريق وجود مشروع وطني ينبع من تاريخنا وواقعنا وجهادنا وثورتنا...ومكملا لشعارات ورموز  الثورة  من راية ونشيد ذات المثلث ناقص الجزء الثالث  ...وحتي وإن قبلنا مساعدة بشكل أو بأخر سيكون فقط من أجل مساعدتنا علي تنفيذ هذا المشروع وترسيخ عودة صفة الدولة لليبيا كما تنص عليها واقع الدول المتقدمة ..مساعدة بدون مشروع وطني  داخلي متفق عليه سيكون تدخّلا في شؤوننا ..وغيره سيكون مساعدة لنا لترسيخ هذا المشروع  ....!
5-تاريخ ليبيا في عهد الاستقلال وحتي قبل الانقلاب يقول انه وبالرغم من بعض الثغرات  والتجاوزات هنا وهناك ،إلا ان ليبيا كانت انذاك تسير مع الزمن إلى الامام وبإمكانيات شحيحة وظروف داخلية وخارجية غاية في الصعوبة..حيث تكونت دولة ..وظهرت مؤسساتها الشرعية والادارية ..ودشنّت نهضة تعليمية رائدة  وأظهرت إقتصادا مبني على مبادرات وأستثمار القطاع الخاص والعام لخدمة وبناء الوطن ، وبنية تحتية لاتزل تخدمنا حتى اليوم..وما احوجنا اليوم للعودة لتلك الاسس ...حتى نبني وطنا ودولة قابلة للحياة والتطور ..
6- هذه العودة تمكننا من المحافظة على الثروات الطبيعية والتصرف فيها بما يليق ويخدم الليبيين والليبيات حاضرا ومستقبل الاجيال ،ومراقبة طرق  وحسن صرفها عن طريق جهات رقابية وطنية ..للاستغلال الامثل في دولة خدماتية عادلة وهي الاصل في واجبات الدولة نحو مواطنيها........دولة خدماتية تحفظ الحقوق والواجبات ...وكذلك التشجيع على الكشف عن ثروات ليبيا القومية والتشجيع على إستثمارها  كما هو موقع ليبيا الحضاري والجغرافي والتاريخي ..وهذا امر لا يستحق التأجيل حيث ان ثروة النفط الذي جعل من ليبيا دولة ريعية خلال النظام السابق وخلال سنوات ما بعد الثورة ، هو ثروة ناضبة ...وهناك كثير من التقارير التى تشير إلى أنه إن استمر هذا الهدر ستصنّف ليبيا من ضمن الدول المفلسة والعاجزة عن خدمة مواطنيها..
7-هذه العودة الدستورية ...ستمكّن الليبيين والليبيات من إيقاف هذا النزيف والدم والمهاترات الإعلامية وإلتقاط الانفاس وكذلك لعلاج كل الخلافات دستوريا وتحت مظلة ومرجعية تاريخية وطنية لم يكن بها نقطة دم ليبية واحدة ...بل كانت وستكون رمزا لوحدة النسيج المجتمعي للإمة الليبية الكريمة ..ومهيئة البيئة المناسبة للإبداع الفكري والادبي والسياسي ولثقافي  والتنموي والتعليمي كما كانت زمن الشرعية الدستورية وبناء الشخصية الليبية وتطوير امكانياتها مع علاقات دولية محترمة في ظل مصالح مشتركة ...
8-دولة الاستقلال ورموزها كانت رمزا للمصالحة الوطنية الشاملة ..وما أحوجنا   لها اليوم اكثر من أى وقت أخر ..
9-الشرعية الدستورية تقر في أحد مواد دستورها أن (الإسلام دين الدولة) مما يغنينا عن كثير من المعارك الفقهية مع إحتفاظ الوطن بهويته الإسلامية السمحة ....
المجد والخلود لشهداؤنا رجال وحرائر.. في الماضي والحاضر ...حفظ الله ليبيا ....
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
مفتاح بوعجاج ..
(كلمة لأول لقاء لحراك العودة للشرعية الدستورية ..البيضاء10-12-2014)


  

الأربعاء، 17 ديسمبر 2014





لا اقبل بأي شكل من الاشكال ان تقوم الامم المتحدة وبعثاتها او اي جهة أخرى بما فيها (لجنة ضياغة الدستور) بإجراء (ندوات) او (ورش عمل) او (لقاءات) ..تخص الدستور الليبي القادم ....وتدعو له على اساس (عرقي) او (طائفي) او (مذهبي) او (مناطقي) او (قبلي) ..يكفينا ما نحن فيه من (تقسيم) أيديولوجي وحزبي ومذهبي ونكاد نصل إلى التقسيم المناطقي !....تلك الافكار ..تكاد تدمر (لبنان) و(العراق) و (سوريا) ......أتذكرون دستور برايمر في العراق ...ودستور (الطوائف) في لبنان!......نحن نرى نتائجها اليوم ...أى دستور ما لم ينص على حقوق (المواطنة الليبية للجميع) قد يذهب بنا طريقا أصعب مما نحن فيه اليوم ....لم نسمع بهكذا تقسيم عندما صنع مؤسسوا ليبيا دستور 1951 ووضعوا مقدمته :
(نحن ممثلي شعب ليبيا من برقة وطرابلس الغرب وفزّان المجتمعين بمدينة طرابلس فمدينة بنغازي في جمعية وطنية تأسيسية بإرادة الله .)..
ومتضمنا المادة التاريخية ..المادة 11:
الليبيون لدى القانون سواء ، وهم متساوون في التمتع بالحقوق المدنية والسياسية وفي تكافؤ الفرص وفيما عليهم من الواجبات والتكاليف العامة لا تمييز بينهم في ذلك بسبب الدين أو المذهب أو العنصر أو اللغة أو الثروة أو النسب أو الآراء السياسية والاجتماعية .
ثم جاءت كلمة الملك ادريس في إعلان الاستقلال في 24 ديسمبر 1951 مستهلها بلفظ (الامة الليبية الكريمة )...
لماذا هذا التراجع....اليوم عن تلك القيم الوطنية الليبية النبيلة ...! ..وقد صدق من قال :(ليس عليكم يا ليبيون ويا ليبيات الرجوع إلى دستور 51 وتعديلاته او إلى دولة ما قبل 31-8-1969....بل عليكم اللحاق بهما ) ..
حفظ الله ليبيا

الجمعة، 5 ديسمبر 2014


رسائل ..مُربكة !

يبعث بعض من نسميهم (النخبة الثقافية) للاسف..رسائل مُربكة لمجتمعات مربوكة أصلا ...فيزيد ذاك من تفسّخ المجتمع وتماسكه التقليدي ...مثلا احدهم ...بدأ يسب في أمريكا لأن محمكة امريكية برأّت ضابطا بوليس ابيض من تهمة قتل صبي زنجي ..بحجة الدفاع عن النفس ...وبدا يتهمها بالتفرقة العنصرية ويجعل من أحاديث الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان عندهم كلاماً في الهواء، كما يجعل من الرجل الأبيض سيد البلاد بلا منازع أو منافس...(هكذا بالحرف ) ..وتناسى ان رئيس الاولايات المتحدة الامريكية هو من اصول زنجية أفريقية لدورتان متتاليتان ....
لم يتطرق هذا (المثقف) لانتهاكات حقوق الانسان التي تجري في بلاده وبعلمه وعلى القرب منه !...
أخر ...ينتقد الاتحاد الاوروبي ..لأنه لم يقدم المساعدات اللازمة للنازحين من سوريا ..ويتهم دوله بعدم الأنسانية والرحمة وانهم نصارى ولا يهتمون إلا بمن يحمل عقيدتهم فقط ...ولم يسأل نفسه ..ماذا قدمّنا نحن المسلمون لهم ..غير الفتاوى للقتل والذبح وعلى الهوية !..
اذكر يوما إنعقاد المؤتمر عن الغذاء في ايطاليا(ايام العهد الماضي) ..فأنبرى احد اعضاء الوفد الليبي للحديث عن النهضة الزراعية التي تشهدها (الجماهيرية) وهي تجربة يجب ان يدرسها العالم ليتعلم منها كما يدعيّ..فسأله أحدهم : (هل يعني ذلك استغنائكم عن استيراد الغذاء من دول العالم)..فرد وللاسف (وهو يحمل شهادة الدكتوراة في الاقتصاد الزراعي ) ....نعم ....!(لو كان في امريكا او اوروبا لقُدم اليوم للمحاكمة بتهمة (الكذب)(حاشاكم) ولسحبت منه شهادته !
أحدهم ...يحلل بأسلوبه الخاص ...مدى التدهور الاخلاقي في دول الغرب عموما ..واتى بأحصائيات وارقام وبيانات تأكيدا على ما يقول ...وتناسى ان دول الغرب تسجّل كل واردة وصادرة ..ويمكنك معرفة عدد المخالفات المرورية خلال ساعة او يوم او سنة فقط بالاتصال بالجهة المسؤولة إو استعراض بياناتها على الانترنت وذلك في طول البلاد وعرضها...بينما نحن اليوم لا نعرف عدد شهداؤنا ولا حتى اعداد وبيانات الفارين من السجون ...ولا نعرف حتى نسبة البطالة بشكل دقيق عندنا فهي تبدأ من 11% وتنتهي بـ90% ...!....
وهذه امثلة لا حصرا ...أليس من ألاولى لنا ...أن نستحضر مشاكلنا ومأسينا أولا! ومن ثم ...نستعرض كيف نتخلص منها بدراسة تجارب الدول الاخرى التي مرّت بها في إطار (الاصالة والمعاصرة )...بدل هذا التأنّق ....الاكاديمي ذو الاتجاه الواحد...والذي اعتبره علم لا ينفع ..وجهالة لا تضر ..في وطن به كل انواع ......المشاكل ...دمتم بخير..

 مفتاح بوعجاج 2-12-2014

الاثنين، 1 ديسمبر 2014







العودة ....خيارنا الأمثل

 ليبيا كدولة ملكية مدنية حديثة (1951-1969 )لم يتح لها فرصة التطور وإصلاح العيوب ذاتيا وتراكم  الخبرة  بسبب إنقلاب سبتمبر  الكارثة ..،خلال 42 سنة من حكم الفوضى ،.. بالغت أكاذيب الصحافة الفاسدة في عيوب العهد الملكي لتبرر الاستيلاء غير الشرعي على السلطة (  الغاء الدستور وإلغاء اسم ليبيا وخوض الحروب وتغيير العلم والنشيد الوطني في قرارات فردية صدرت بلا مناقشة برلمانية أو تصويت برلماني أو شعبي) وتم اختراع (الشرعية  الثورية)..كبديل للشرعية الدستورية القانونية.
نظام ما بعد 1969 اعتمد  على أسس امنية واقتصادية وإعلامية ، لتجنب ما يهدده. دولة حكمتها ديكتاتورية الفرد وإلغاء المؤسسات فتكسرت سلسلة تدريب الأجيال على الممارسات المدنية والحقوقية والديموقراطية.  ولذا عندما  سقط (النظام )في 2011  .. لم يكن هناك رجال دولة قادرون على قيادة الحراك ألسياسي سوى  بعض من كانوا في الخارج ومعظمهم للاسف كانوا بعيدين جدا عن الواقع الليبي وخصوصيته بعد حكم 42 سنة من الاستبداد ،والبعض يمكن ان نطلق عليهم بالمنتفعين  والانتهازيين  وجلّهم من تيارات الاسلام السياسي الذي كان مولعا بالسلطة والمال وحتى الانتقام  وليست لديهم اية تجربة بالحكم الرشيد ويحملون نظريات زمنية وليست وطنية (فهم اصلا لا يؤمنون بالثقافة العصرية ولا  والادب ولا الفن ولا حتى فكرة الوطن ولا مؤسساته  ولا حتى الديموقراطيةوالياتها الحديثة )، لتبرير وتمرير اهدافهم الحقيقية على مجتمع مغيب ثقافيا وتاريخيا وعقليا عن اصول حكم الدولة العصرية المدنية الحديثة  ،فزادت نظرياتهم وفتاويهم وشعاراتهم من  تقسيم النسيج الاجتماعي في ليبيا  وانتشار الفساد من جانب اخر ...
نظام إنقلاب سبتمبر الكارثة نجح في  القضاء على قدرات الفرد ومبادراته في الاقتصاد الحر وتدجين الشعب في حالة الاعتماد معيشيا على الدولة و(القائد) و مصادرة كل ما غيره، والذي كان  ينمو  قبل الانقلاب واثناء العهد الملكي نموا طبيعيا جيدا   في ظل ديموقراطية ليبرالية محترمة،  ومن ثم تحويله إلى إقتصاد مشّوه..مبني علي مصدر دخل واحد تحت تحكّمه ....النفط ...
كما عمل نظام سبتمبر على   إلغاء الحريات السياسية وتكميم الصحافة وبدأ بأختراع أعداء خارجيين وهميين ورفعت الصحافة السبتمبرية شعارات مؤامرة الصهيونية والإمبريالية وهي المفردات الموروثة  التي تمنع التقدم والإصلاح وتعرقل الاستثمار.
انهيار  التعليم وإفساد العقول ما بعد الانقلاب  أدى ايضا إلى انتشار الإسلام السياسي  وتعطيل العقل الجماعي المتنور  ،  وكانت هذه الأسس  هي التي  تسلل منها الإخوان (الجماعة الوحيدة المشتغلة بالعمل السري والإرهاب والتنظيم  سواءا في الداخل او الخارج ) للاستيلاء على السلطة.. في فترة ما بعد الثورة ...
مع غياب رجال دولة  المؤسّسون  وبقاء الاقتصاد أسير شمولية القطاع العام، وبعض الاسترزاقيين في الاعلام   وبقاء الناس في الاعتماد الكامل على الدولة وما توفره من فرص عمل واقتصاد  ... هذا سيكون فراشا لاستبداد جديد  و(قائد جديد)لكن بلباس وثوب اخر ...وهذا لن نتخلص منه إلا بعودة الاسس التي بُنيت عليها دولة الاستقلال قبل الانقلاب  ........ولنبدأ حيث انتهى  ذاك المشروع .......فحصيلتنا ما بعد الثورة هي بين أياديكم ..اليوم .....!


  مفتاح بوعجاج  30-11-2014

السبت، 29 نوفمبر 2014

محكمة العدالة ..

     

   الحُكم ببراءة مبارك ...لا يعني ان نظامه لم يكن دكتاتوريا أو فاسدا او عائليا او لم يكن يسعي يوما نحو التوريث ....هذا يجعلنا نسأل من المجرم حقا ! ....الرجل لم يهرب كما كثيرون ..بل واجه (العدالة) والمحاكمة وبقى فى وطنه ..وكان اخر رجاء له في اخر خطاب له ...أتمنى ان اموت وادفن في مصر ...عكس الكثيرون عندنا وعندهم ...الذين لدغونا وراحوا والاخرون في الطريق ! ...الحكم بالبراءة يعني ان الجريمة كانت اكبر من التهم البسيطة في مقايسسنا (الثورية ) الجديدة ...الرجل كان متهم بقتل 260 متظاهرا ..وكذلك الفساد في قضية بيع الغاز لاسرائيل ..وخرج منها اليوم بريئا بحكم محكمة ! ...نحن عندنا اكثر من 600 جريمة قتل بعد الثورة ،فقط في بنغازي وحدها من غير الاختطاف والتفجيرات و الدمار والفساد وضياع الاموال بمبالغ اكبر من (بيع الغاز لاسرائيل) ...ولا احد حاكم احد ..مما جعل الناس يلتفون حول الكرامة لانقاذ ما يمكن إنقاذه ....براءة مبارك قد تبيّن ان المجرم هو اكبر من الاشخاص ..هو ثقافة معوّجة وسلوك ورضا وسكوت وخنوع وجهل وتخلّف مجتمعي...قد كان ذلك قبل الثورة التي اعتبرها هي اكبر عقوبة للانظمة ...حيث اسقطتهم عن عروشهم ...وأن استمر ذاك الخنوع اليوم...فالمجتمع وثقافته وسلوكياته وخنوعه وموروثاته هي التي يجب ان تُحاكم .. .لتكون فعلا محاكمة القرن ..وليس تلك ....
المحاكمات التاريخية هي التي ...يحاكم فيها المجتمع موروثاته وسلوكياته ومواقفه ..التي اوصلته للهزيمة والجهل والاستبداد وضياع حقوق المواطنة والحرية والعدالة ....والسكوت عن حقوقه في الحريات والابداع والاحساس والشعور بالادمية ...والانسانية ...
هذا هو فكر الثورات ...بعيدا عن اوراق ومستندات وأدلة ..المحاكم الجنائية..

مفتاح بوعجاج  29-11-2014

الاثنين، 27 أكتوبر 2014




طاقة من نور ...في عالم مُعتم :
حين غُضب على ابن رشد من بعد ان كان عالما واحد فلاسفة العقل والحكمة والتنوير فى التاريخ الإسلامي .... وأُمر بحرق كتبه في ميدان عام وسط ابتهاج العامة وشماتة (حُرّاس العقيدة) وتنابلة السلاطين ومفتييّهم منذ اكثر من 800 سنة فى (الاندلس ).... يُقال أن أحد طلبة ابن رشد بكى بحرقة وهو يرى مخطوطات أستاذه وكتبه العظيمة تأكلها النار ....ففطن إليه أبن رشد وقال له مهدئا ومطمئنا:( إن كنت تبكي حال المسلمين فاعلم أن بحار العالم لن تكفيك دموعا....يا ابني ... وإن كنت تبكي الكتب المحروقة، فاعلم أن للأفكار أجنحة وهي ستطير ولن تأكلها النيران او يسجنها سجّان ....)
طارت افكاره العظيمة نعم ....لكن الى الضفّة الاخرى ...اوروبا والغرب عموما !
ذلك الفيلسوف العظيم الذى اخد الغرب حينها بتراجمه وافكاره فتقدّم ...ونفاه اهله وبنى جلدته ودينه ..فمات وحيدا شريدا مُطاردا فى مرّاكش ... ...ومات الاجتهاد والتجديد ..حينئذ وتوّقف ...فـتأخروا ...والواقع والتاريخ امامكم لا يريد شرحا ولا ...تنظيرا ...فلا يغرنّكم قشور الحضارة عندنا ..فالازمة عميقة عُمق ....التاريخ .

الثلاثاء، 9 سبتمبر 2014

مقالة ان مارلو (Ann Marlo ) عن ليبيا 3-8-2014


    ترجمة مقالة الصحفية الامريكية (أًن ما رلو)(Ann Marlowe) ..وهي صحفية وخبيرة وباحثة امريكية بعلم الاجتماع بمؤسسة هدسون للأبحاث ...دخلت ليبيا عن  طريق الحدود المصرية فى 11-4-2011 وقضت اكثر من 4 أشهر متجولة فى ليبيا ..وأخر زيارة لها لليبيا كانت في 11-9-3012 ..كما انها عملت مستشارة فى إحدى اقسام الحكومة  الليبية خلال المرحلة الانتقالية الاولى..وهى متابعة لما يحدث فى ليبيا حتى الان ...وكتبت هذا المقال في 3-8-2014 بعنوان :
It’s Not the USA that Made Libya .....the Disaster it is Today 
ليست الولايات المتحدة الامريكية ...ما جعل ليبيا فى كارثتها اليوم !
واعطت له عنوانا جانبيا يقول :
  Decades of rule by Gaddafi left Libyans with a collective case of PTSD, or...something like it
عقود من حكم حكم القذافى ..ترك ليبيا فى ما يشبه مرض PTSD اوشىء من هذا القبيل !(مرض اضطراب بعد ألصدمة *).....
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    عندما دخلت ليبيا اول مرة ..  8 ابريل 2011...برًا من مصر ...اعترى تفكيري  شعوران متعاكسان ...الاول الترحيب والتهليل من قبل الثوّار الذين كانوا يحرسون الحدود ..وأعلام ورايات التحرير التى كانت تملأ المكان ..والتى ذكّرتنى ببلادي وأحتفالاتها الدورية فى  مناسبات  4 يوليو (عيد استقلال أمريكا) ....
  وفى الاتجاه الاخر ،ذكرّتنى بأفغانستان ..عندما وصلت لها أول مرة فى مايو 2002 ..بنية تحتية متهالكة ....الفصل بين الجنسين ...شبه الغياب الكامل لمظاهر المعرفة والثقافة (كتب ،دور سينما ،الفن والموسيقى ) ....
  وعندما وصلنا بنغازى ...كان اول شيء قاله لي رفيقي ،محمد هلال السنوسى (حفيد الملك ادريس السنوسى ) : (كيف سيجمعون كل هذا السلاح ..المنتشر فى ..الشوارع !) ..
**زمن ليبيا القذافى .......لم تكن المعرفة و(الثقافة) ...تأتى باية نفوذ......وبالتالي لم  تكن لها .....أية قيمة.......** رغم وجود الكثير من الدكاترة والمهندسين الليبيين ..كان من النادر أن اقابل احدا من هؤلاء الليبيون يملكون حبا ثمينا للتعلّم وزيادة الثقافة او زيادة المعرفة  لديهم...لا أذكر أنني رايت ابدا ليبية او ليبياً يجلس لقراءة كتاب من أجل زيادة المعرفة او حتى التسلية والمتعة !! ....  حتى بين العرب الاخرون ،فأن الليبيين معروفين ..بعدم قدرتهم على خلق أقتصاد ناجح او أبداع فى هذا الجانب ...بل اصبحوا معروفين بالكسل  ....وبالثقافة المعلولة ...     

 
   اخر ايامي فى ليبيا كان 11-9-2012...وفي مطار طرابلس ...انتظارًا لرحلتي في الصباح  إلى لندن ..ولم يكن لدي معرفة بأن هجوما إرهابيا  سيحصل  مساء هذا اليوم على مقر القنصلية الامريكية فى بنغازى ....وكان بجانبي في الطابور ليبى بريطانى يلبس اللباس الاسلامى (تقصد الثوب العربى على ما أعتقد *) ...وكان يأمل السفر على قائمة الانتظار..والذى أخبرني أنه كان معلّم دين وكان قد زار مقرات تدريب مخيمات تدريب (القاعدة ) بالقرب من درنة ..أملًا أشراك هؤلاء (المحاربون) فى ..حوار ....
قلت له : (لا يمكن أشراك المتطرّفون الارهابيون فىي عملية ..حوار ..يجب التخلص منهم ) ...أجابني كما كان يجيبني معظم الليبيين الذين عرفت : (لا ..هؤلاء ليبيون ايضا ..يجب التحدّث أليهم )......
   حملة الجنرال حفتر ضد المتطرفين ...فى بنغازي ...تراوح مكانها ..نظرا لهذا ..الموقف من كثير من الليبيين .....فى نفس الوقت ...تم اغلاق السفارة الامريكية في طرابلس وتم ترحيل طاقم السفارة ...وأعلنت المجموعة التي يعتقد انها كانت وراء الهجوم على القنصلية الامريكية في بنغازى ..والتى قُتل فيها السفير الامريكى وثلاثة  أمريكيين أخرين..اعلنت الخميس بنغازى إمارة اسلامية ..كما اعلنوا انها في قبضتهم تماما ..!
  وعلى غير عادة الليبيين والذين كان لديهم  شعور بالفخر ما بعد الثورة ...و فى بداية هذه  هذه السنة  ، بدى كثير من الليبيين الذين تحدثت اليهم ، ولأول مرة بدأوا يأملون فى مساعدة دولية ..للمساعدة على استقرار البلاد ..وهم الذين كانوا يوما ما فخورين لدرجة عدم الاستماع لرأى الاجانب (وهى الميزة التي يشترك فيها الليبيين ايضا مع ..الامريكيين )..
  طيّار صديق من مدينة زوارة  ..أشار إليّ أنه (فقط 2  أباتشي (مروحية مقاتلة  ) ...ستكون فاعلة فى فرض وقف إطلاق النار بين المليشيات المتحاربة ...وكذلك  صديقة.. امرأة أعمال ليبية ..اعترفت لي ..بأنه لو  فرضت الامم المتحدة او الولايات المتحدة وجود مستشار أجنبي  فى كل وزارة ليبية ..ممكن كانت ستكون الامور افضل كثيرا ! ...وقد بدأ  الليبيون يغرّدون (فى التويتر*) كثيرا وباللغة الانجليزية عن ضرورة التدخّل الاجنبي ...ردّى  دائما كان : على الليبيين أن يكونوا اكثر تدبّرا  وحذراً عن هذه الامنية ..مساعدة مثل التي جلبت الاتراك وجعلتهم يحكمون ليبيا لمئات السنين ...أو ..الايطاليين الذين غزوا ليبيا فى سنة 1911 ووضعوا ثلث  الشعب الليبي  في معتقلات جماعية ...او المقاولين  والمحامين  وأصحاب البنوك الانجليز والأوربيون ..الذين سمحوا  وساعدوا نظام القذافي ...على نهب  البلاد ..بشكل فاضح .....
  هذا لا يعنى أن نضع  كل اللوم  على أزمة ليبيا اليوم ...على الاخرين ...على العكس ...فمنذ  التخلّص من القذافي عام 2011 ،لم يقم المجتمع الدولى بقطع المساعدة ..ولكن  اللوم  اساسا فى هذه الفوضى ، يقع على عاتق الليبيين ...وبالذات ...على الطبقة الحاكمة ...!
   هذا ما نقله لي كثير من الامريكيين كتابة ..والمستائون من النظرة التى تقول أن كل ازمات العالم هى منهم ! ..لم  يكن لدينا  كثرة تدخّل فى ليبيا   فى عهد القذافى ..لم نقم بغسيل اموال لنظامه ولم يكن لدينا تدخّل على الارض أثناء الثورة ..كل ما عملناه هو تزويد طائرات الناتو التى كانت تدّك كتائب  القذافى ...بالوقود ..
  انزلاق ليبيا إلى المعارك والتطرّف   بعد  ثورة 2011 والتى قام الناتو بالمساعدة على إنجاحها ...لا يوجد بها جدال عن التدخّل الامريكى ولا عدم التدخّل فى  ذلك  ولا التدخل فى شؤون الدول التي تعاني  كثير من المشاكل ...ولا كونها ساعدت عموما على التطرّف الاسلامي ...رغم انه من غير المهّم ..أن نعرف ان ليبيا اصلا دولة اسلامية ....
  ولذلك صرت اعرف من خلال تجربتي اثناء عملى كمستشارة  فى أحد اقسام الحكومة الليبية ..أن ضعف وهشاشة الدولة هى  نتيجة مباشرة للثقافة المكتسبة بعد 42 سنة من الدكتاتورية الفوضوية ....
  مؤسسات الدولة  لم تنضج بعد ..الدولة لم  تحصل على استقلالها إلا عام 1951 ..وتأسيسها كان صعبا ..ليبيا كانت حينئذ من افقر الدول  فى الحد الادنى  وشعبها ذاك الزمن كان  شبه أميّ ...حتى الاحصائية الحكومية التى صدرت من نظام القذافي نفسه عام 2008 تقول ان نسبة 20% من الليبيون أميّون ...!
   وأضف إلى ذلك ..قطاع دولة عام متضخّم ..فى عهد نظام القذافى تقريبا 75% من الليبيين يعملون فى القطاع العام  فى دواوين الحكومة ...ونظريات  وجنون القذافى وتدخلّه في كل شىء والتى جعلت من التخطيط السليم شيئا مستحيلا ...كان الناس يؤمرون امرا ماذا يفعلون !..تأتي التعليمات الفجائية والغير متوقعة للمسئولين فجائيا وبدون تنسيق او علم مسبق !...ولذلك كان من الافضل لهم أن لا يعملون شيئا ،فما سيعملونه اليوم ..سيأتى امرا  ما غدا بإلغائه !...أو امرا بعمل عكس تعليمات الامس ...الليبيون الذبن عاشوا خلال فترة القذافى أما اصيبوا بمرض إنهيار الاعصاب (PTSD) ..او مرض متكرر ومؤلم بعدم الاهتمام  ..مشاكل عدم التخطيط او الاهتمام او تنظيم اوقاتهم وانفسهم ..مما أوجد عدم الثقة بينهم وبين الاخرين نتيجة لغياب الثقة فيما يقولونه للناس  وتلغيه التعليمات الفجائية ....!
   أضف إلى ذلك ..الحالة المجتمعية العامة ..كسل ..عدم المسؤولية ..شعور عارم  بالجهل وعدم الاهتمام..وكما عبّر لي أحد المحامين الاوربييين الذى عمل لحساب الحكومة الليبية عدة سنوات : (لم أسمع عن مسئول ليبي واحد تم طرده بسبب عدم كفاءته ...حيث  تستمر الاموال والمرتبات بانسياب ،  بغض النظر عن ماذا يفعل او ارتكب من أخطاء ..ونادرا ما تجد أو تشعر أن الليبيين الذين يعملون بالحكومة ،أنهم قد طوّرو اى فخر بإنجاز عملهم ..أو شعور بالمسؤولية ...عندما يحدث خطأ ما ...فدائما هو عندهم  مسؤولية  وخطأ شخص أخر او جهة ما ..لم أسمع  من ليبي واحد....يقول : (هذا خطأي أنا  ..وأتحمّل مسؤوليته ..وسأقوم بتصحيحه ...أبدا لم اسمع !)..
   كذلك يوجد الفساد ..وخاصة عندما لا تستطيع الحصول على حياة كريمة اثناء زمن القذافي ..قليلون استطاعوا ان يمتلكوا نشاطا اقتصاديا صغيرا مثل متجر صغير او مقهى متواضع ...استطاعوا ان يعيشوا بالدخل المتدني من الرواتب الحكومية بالإضافة إلى نشاطاتهم الاقتصادية الغير رسمية (سوق سوداء *) ...او بعض الاموال البسيطة التى ترسل لهم من اقاربهم فى الخارج ..او في الاخير يضطرون لأخذ ..رشاوى ! ...هذه اصبحت ثقافة  رديئة مُكتسبة ..للأسف طالت حتى ممّن انتخبهم الليبيون للمؤتمر الوطنى (البرلمان) ...على أساس انهم ايضا كانوا ممنوعين من أى نشاط يدرّ عليهم اموال اضافية ..
   كل من مارس نشاطا اقتصاديا بعد عام 2011 ...بإمكانه ان يقص عليك قصص مُفجعة :تغيير مستمر ومفاجئ للمسئولين ...استبدال سيئين بأسوأ ...كسالى ..ولا يملكون المعرفة او القدرة على الرد الموضوعى ...فاسدون ...وفى اعلى مستويات الدولة ..تأخير وتعجيز فى ابسط الامور والوظائف ...كثير من مسئولي الادارة العليا لا يعرفون استعمال البريد الالكترونى ...تلفوناتهم معظم الاوقات مقفلة ..كثيرون منهم لا يقرأون بريدهم ومراسلاتهم ..وأن قرؤوا لا يفهمون ..!..لا تستطيع ان تتصّل بهم ..وان كنت محظوظا سيكون ذلك بعد اكثر من 30  او 40 مكالمة تلفونية !....وأن كنت محظوظا اكثر للتعامل مع أحد المسئولين القلّة الذين يستعملون البريد الالكترونى ..سيكون الرد بعد 30-40 بريد الكترونى وباللغة العربية لتحصل على افادة بأن بريد مُرسل واحد قد ....وصل !
   كذلك فأن السلك الدبلوماسى الخارجى عليهم   ..الكثير من اللوم  فى هذه الامور ..ايضا ..وزير الخارجية قضى معظم وقته فى مالطا ...او مصر ...معظم الدبلوساميين الليبيين لا يتحدثون الانجليزية او الفرنسية او لغة البلد الذي يعملون فيه ..ومن ضمنهم كثير من اللصوص والمجرمين ..بالإضافة إلى ان معظمهم غير أكفاء لمهامهم ...ولم يتم اختيارهم للحاجة او للكفاءة ..!على عادة ما يفرزه الفساد ..والواسطة الوظيفية ......
   هذه الثقافة الفاسدة والمسمومة والمرضية ..أدّت إلى ..وجود فوضى سياسية ..خاصة فى المدن الحكومية التقليدية ...والتى اختلطت ايضا بفوضى السلاح المنتشر بشكل كبير وبكميات ونوعيات كبيرة ...وكذلك الدعايات والحملات الاعلامية ذات التوجهات (الاسلامية ) ..من بعض دول الخليج وخاصة قطر ...أدت إلى فُرص للكسالى ..والمعتوهين والمرضى نفسيا او متدنييّ الثقافة والعلوم للحصول على وظيفة او حتى ..شهادة...بالقوة وفرض الرغبات ...وكما قال لى رجل اعمال ليبي طالبا عدم ذكر أسمه : (هناك تزاوج مصالح مشترك حصل بين المليشيات الاسلامية وبين من سرقوا الاموال العامة  أيام القذافى .....يريدون من هذه الفوضى أن تستمر ..حتى يحافظوا على سلطاتهم وأموالهم....)
 ولأن ليبيا دولة مُسلمة ..أى شاب ..عليل مقهور متدنّي الثقافة ...سيجد  بالقرب منه ،ايديولوجية متطرّفة متوّفرة ...للاتكاء عليها فى التنفيس عن رغباته...وكما يرغب !
  وعلى العموم ..  ...يملك الليبيون  كاريزما ساحرة ..وروح دعابة ...وروح وبهجة و طبيعة سكان المتوسط ......يملكون حبا عاليا وحقيقياً  للحرية مثلنا تماما نحن الامريكيون ...بما فيها الحرية الفوضوية....ولهذا  فأن الثورة الليبية فى بدايتها اصابتنا  نحن والجميع بالنشوة ..والفرح الغامر ...ولهذا قام  المجتمع الدولى  بمساعدتها و مراقبتها عن قرب ..عكس الصراع الدائر فى سوريا ....
  كان فخرا وحبا وسعادة أن نكون جزءا منها ...وعلى كل حال ...الانتقال من مرحلة الثورة إلى بناء الدولة ...ليس نزهة او مغامرة ...
 الامريكيون  (الذين بنوا أمريكا)..جاءوا من خلفيات  وطباع مختلفة ...ولكن كان يجمعهم جميعا شىء واحد ..أخلاق وحب وقيمة ..العمل ...وللأسف لا يملك الليبيون وحتى الان هذه القيمة ....
  القليل منهم يملك القدرة  على الجلوس على مكتب لمدة 10 او 12 ساعة للقيام  بعمل  حكومى مُثمر  او تأسيس شركة ....من الاسهل عندهم ...الانضمام إلى   او التسكع مع مليشيا او عصابة من المُجرمين....او ..مغادرة العمل الساعة 2 بعد الظهر لتمضية بقية النهار يُثرثرون مع أصدقاء او مشاهدة التلفزيون !
  لا استطيع التكهن بما ستكون عليه ليبيا فى المستقبل ...ولكنني على يقين بأن ما حدث ويحدث فى ليبيا ليس من صُنع الولايات المتحدة الامريكية ..أو أخطائها ...وأشك بقدرة الولايات المتحدة على عمل اشياء كثيرة للمساعدة غير قدرتها الانية على التخلّص من بعض الموتورين  المتطرّفين بطائرات بدون طيار ...وبعض المساعدة فى  تأمين المحافظة على الحدود الوطنية ..المُنتهكة.......(لماذا هى مُنتهكة ! ....لأنني أعلم  أن أحد الضبّاط ذوى السمعة الطيبة والشرف الرفيع والذى كان مُكلفا ومسئولا عن شِراء طائرات بدون طيار ومعدّات أخرى  لتأمين الحدود الليبية قد تم استبداله فى نصف مرحلة وصفقة الشراء ..بآخر وهو لص  وسارق معروف !....)
  بالإمكان ان تكون ليبيا مثالا رائعا للدول الاسلامية ...والتي تخلصّت من الحكم الاستبدادي ..ليحلّ  محله حكما يحكم فيه الناس بأنفسهم عن طريق اليات الديمقراطية الحديثة ..ليخلقوا مجتمعا حيويا ومبدعا ومنتجا ومنفتحا ..
 ولتحقيق ذلك ...لابد لليبيين أن يخلقوا ثقافة أخرى معاكسة ومختلفة تماما عن ما ...ورثوها ..!
 أنتهى ...

   (أن مارلو)  ( Ann Marlowe)
   ترجمة :د .مفتاح بوعجاج     4/9/2014    




السبت، 9 أغسطس 2014


كوابل سرية         6-12-2010

مفتاح بوعجاج
فعلا يبدو أن عبارة :(عندما تمرض أمريكا من البرد،، يعطس العالم)..هي عبارة يبدو أنها ان بها جزء من الحقيقة,,فبمجرد أن قام موقع الويكيليكس بنشر محتوى تلك الكوابل السرية (البرقيات) الصادرة من سفارات أمريكا في العالم وبها تقييما لأحداث ولأشخاص وتنبؤات وحتى ثرثرة ،، وهذه البرقيات السرية أو الكوابل كما أطلق عليها الموقع،،هي صادرة من موظفين وسفراء أمريكيون بتلك البلدان ،، حتى قام العالم ولم يقعد حتى الآن..وتخيلت لو أن هذا الموقع قام بالعكس اى نشر برقيات و تقارير وتقييم رجالنا وموظفونا ومستشارونا في سفاراتنا عندهم وتم نشر محتوى تلك التقارير والبرقيات وأكاد أحزر أنكم تعلمون ماذا سيكون بها!!...

سيكون بها تمام يا أفندم !! وان الكثير من الأمريكيين يتمنّون الانتقال للعيش في البلاد العربية والإسلامية لما تتمتع به من حريات وأمان واحترام وتقديس للملكيات والحريات الشخصية ولكنهم يخافون حكومتهم ومخابراتهم وعسسهم إن علمت بهذا الشعور وهذا المطلب ،أن يطردوهم من أعمالهم ويسحبون جوازات سفرهم ويسحبوا منهم حقوقهم المدنية!!..سيكون بها إعجاب أخر وفد امريكى بالوضع الاقتصادي في البلاد وإعجابهم بمستوى وارتفاع نسبة النمو الاقتصادي وانخفاض نسبة البطالة وعدم تأثر بلداننا بالأزمة الاقتصادية العالمية وعدم اهتمام رجل الشارع بذلك وعدم علمه بها أصلا.! ومدى تطور العملية التعليمية بما فيها تلك الأجهزة الحاسوبية المكدسة بالمدارس رغم ان طلبة الحاسوب لا يزالون يحفظون دروس الحاسوب حفظا وتلقينا نظريا بدون فهم أو دراية عملية..!
 

سيكون بها إعجابهم الشديد بأخر تقنيات الاستشعار عن بعد المتوفرة عندنا رغم أن عند مرورهم للذهاب للمركز لاحظوا بأم أعينهم تلك الجبال من القمامة المرمية التي لم نصل إلى حل بعد..لكيفية التخلص منها!.. سيكون بها كيف لفت انتباههم وإعجابهم وجود تلك المؤتمرات والندوات الاقتصادية والعلمية في جامعاتنا ومراكزنا البحثية عن إمكانية وضع استراتيجيات وحلول لمشاكل العالم البيئية والاقتصادية والاحتباس الحراري الأمر الذي لم يتوفر حتى في السويد أو بلجيكا أو هولندا وهى تلك الدول الأنانية التي لا تهتم إلا بنفسها ولا يهمها حال ومشاكل العالم حيث أن بها من المشاكل ما يغنيها عن ذلك ..! سيكون بها إعجابهم بأخر التقنيات والأجهزة الطبية المتوفرة في المستشفيات والتي لم تتواجد حتى ألان بمستشفيات نيويورك أو لوس انجلوس او طوكيو ومدى مهارة الأجانب العاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وكيف أنهم وجدوا كل العاملين بتلك المستشفيات ووراء تلك الأجهزة يبتسمون ويحيون المرضى....!! وكذلك سيكون بها إعجاب أخر وفد نسائي امريكى زارنا لحرية المرأة عندنا وارتفاع الوعي الاستهلاكي لشراء المتطلبات الضرورية وغير الضرورية عندها وما وصلت إليه من مكانة وسمو في الوزارات والأمانات والإدارات الضرورية وغير الضرورية عكس المرأة في بلادهم التي تتواجد طول النهار فى الأسواق الكبيرة تعمل لاهثة لخدمة زبائن الأسواق أو في المطاعم أو فى قيادة القطارات أو في المطارات أو في مناجم الفحم أو تنظيم وتنظيف الحدائق وغيرها من الوظائف(الغير إنسانية ولا تليق بالمرأة!)...
 

سيكون بها إعجاب وفد الكونغرس الامريكى لما شاهده من تقدم في مجال ألزراعه والصناعة ودور غرف التجارة والصناعة والزراعة في تقدم القطاع الخاص وفى تمنى أهل القطاع الخاص عندهم في الانتقال بأعمالهم واستثماراتهم ألينا نظرا لسهولة الاجراءات الإدارية والقانونية واستخراجها عندنا عكس بلادهم.. وفى انذهالهم من تلك السدود الزراعية التي منعت سيول مياه الإمطار من الذهاب إلى البحر حتى لا تلونه بلون التراب الأحمر..وإعجابهم بمدى قدرتنا على تنظيم المطارات ونقل الحقائب وسرعه خدمة الزبائن فيها...سيكون بها الإعجاب والتأثر والشكر العميق لحفاوة الاستقبال ودسامة الأغذية وخاصة ما يطلق عليها المثرودة أو البازين أو المبكبكة والفتات ومدى سرورهم بمعرفه أنواع الفن الشعبي ومدى قدرات شعوبنا في استعمال أجسادها هزا وكرا وفرا ذكورا وإناثا أمام تلك الوفود التي لا تعرف الفن ولا المسرح ولا الموسيقى !! وفوجئت بمدى التقدم والحريات في مجال هز الأجساد والايادى في بلداننا وإنهم ألان يحاولون الاستفادة مما رأوه للرفع من القدرات الفنية الجسدية خصوصا واللسانية فى بلادهم المتخلفة في هذا المجال!! .

يا سادة ويا محللين..إن ما قام به سفراء أمريكا وموظفوها في كتابة تلك البرقيات السرية هي مجرد أراء وانطباعات عن الدول الموجودين فيها عنها وعن مسئوليها بما فيها الثرثرة، وهذا من صميم أعمال السفارات عموما حتى وان كانت معنونة(سرية).. ولم يخالفوا فيها الأعراف الدبلوماسية لاعمالهم وهى احد أسباب اختراع (السفارات) ولأننا لا زلنا نرى اعلي جبل الثلج فقط فأسسنا سفارات مثلهم ولم نرى من أسباب إنشائها غير البروتوكولات والسيارات والابهه والكوكتيلات والاحتفالات وهز الرؤوس والكئوس ..بينما لو غصنا جبل الثلج لفهمنا أن من صميم أعمالها والتي أنشأت من اجلها هي نقل كافه المعلومات التي يرونها مفيدة حتى ولو كانت ثرثرة أو ضد رغبات وعكس انطباع رؤسائهم والمحاسبة الوحيدة التي تطالهم هي إذا كذبوا في تلك التقارير وأدلوا ببيانات غير صحيحة...وهم بهذا الأمر يضعون مسؤولى بلادهم بالصورة الصحيحة لاتخاذ القرارات التي يعتقدون أنها تفيد بلادهم..أما بالنسبة لمسئولينا الذين طالتهم تلك التقارير سلبا أو إيجابا فقد اعترضوا عليها لأنها جعلتنا نراهم مزدوجي التفكير والتصرف والكلام والأخلاق وهى إحدى الحقائق التي يجب علاجها لأنها خلقت واقعا مأزوما اقتصاديا وثقافيا واجتماعيا ..وهى إحدى الخصال التي قال فيها الله تعالى:(يا أيها الذين امنوا لم تقولون ما لا تفعلون*كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون-صدق الله العظيم)..

الويكيليكس كشفنا وكشف ازدواج وتجزيئية وتسطيح أمورنا وعجز تفكيرنا عن فهم الواقع والعالم الذي نعيش فيه وكيف يفكر ويعيش الأخر بل وعجزنا عن فهم ووظائف وادوار المؤسسات التي نتكالب على العمل فيها للحصول على عوائد مالية فقط وتقليدا فوقيا لما للآخرين من مؤسسات مفيدة وأصول تكوينها وإنشائها ... ولعلها تكون إحدى طرق الغرب والحضارة الغربية لتلقيننا دروس في إلغاء هذه الازدواجية في التفكير والحياة والخطاب والرؤية وتنبيه المسئولين وكافة الناس إلى ضرورة أن يكونوا وجها واحدا أمام شعوبهم وأمام ...أمريكا والغرب.

الثلاثاء، 8 يوليو 2014



  


   بنغازى -2

  فتاة رقيقة مؤدبة ذات خلق عالى.. متعلمة ودودة تحب الخير لكل الناس ويهمها ان تكون محبوبة عند جميع من الناس بغض النظر عن اصولهم سواءا كانو اوربيون او محليون، فأحبها كل الناس وحزنوا لوفاتها واطلقوا اسمها على مكان وفاتها.. هكذا تقول القصة عن ابنة المندوب او القنصل الانجليزى (جليانا) فى بنغازى فى وقت ما.. حيث جليانا الان... يبدو انه كان هناك من يريد تلك النهاية لبنغازى لتكون اثرا بعد عين ولكن القدر العادل كان له رأى اخر فحفظ بنغازى واهلها لتظل اسما وعلما..
من منا لا يحب بنغازى ومن منا ليس لديه فيها حبيب او صديق او قريب او ذكرى بعيدة او قريبة.. نتمنى ان تعود ميادينها وازقتها ومكتباتها وسينماتها ومسارحها وفنادقها ومقاهيها وحدائقها كما كانت مكانا بردا وسلاما للجميع يمارسون فيها لقائاتهم وهواياتهم ونشاطاتهم بكل حرية كما هى مدن العالم المتحضرة التى تفتح ميادينها وازقتها لنشاطات البشر الفنية والهوايات المكبوتة وخاصة ايام العطلات ليتنفس الناس والعائلات شىء من الحرية والتغيير والابداع بعد ان اقفل النظام البائد كل ميادين الابداع والحرية وفتح فقط سجونه ومثاباته ومعسكراته القمعية..... ويبدو لى انه من خلال كلماتى فى بنغازى 1 اننى قد زرعت كلماتى المتواضعة تلك فى ارض كريمة فقد اثمرت شكرا وتقديرا واعجابا من كثيرون من اهل بنغازى رغم اننى لم اقل الا صدقا وقلت اقل ما يمكن ان اقوله عن ام القرى بنغازى وما عملته هو اظهار ما احتفظ به بينى وبين نفسى وكذلك الكثيرين عن بنغازى الزاهرة للعلن.
عندما كنا نتابع اخبار بنغازى من البيضاء وكنا نرى تلك الوجوه الطيبة الكريمة من نسائنا وبناتنا واولادنا الذين فقدوا احبابهم فى مجزرة القرن فى بوسليم كل سبت يرفعون اللافتات التى تقول (ما نبوش فلوس.. نبوا قطاعين الروس).. كنا نشفق عليهم من شراسة وعدوانية النظام وازلامه ومعاونيه وفى نفس الوقت كنا امام موقف بطولة لا نملك ازاءه الا الزهو والاعجاب كنا نتمناه ان يكبر على كبر مساحة الوطن... وكان يرافقهم ويقوى من عزيمتهم ويدافع عن قضيتهم وقضيته المحامى الانسان الوطنى فتحى تربل الذى نكن له كل الاحترام والتقدير لهذا الموقف فى وقت كان الكثير يبحثون عن ما يدر عليهم المال فى قضايا اخرى بعيدة عن جروح الوطن وهمومه.... وردوا الاعتبار لهذا الانسان يوم ضبطته الاجهزة الامنية القمعية ووقفت تلك الجموع وقفة العز والكبرياء امام مكان احتجازه وابوا ان يغادروا الا برفقته فكان لهم ما ارادوا وحملوا معهم قضية الوطن كله والتفت حولهم جماهير بنغازى فى موقف عز لن ننساه، ومن هناك بدأت قضية الوطن كما بدأت عندنا فى البيضاء فى مكان يقال له (مفوز الطلحى) سمى اليوم (ساحة الشرارة) بدأه شباب بسطاء يبحثون عن الحرية والكرامة والامل والعدالة يوم 16 فبراير المجيد...... كنا فى تلك الصور والمشاهد امام بنغازى الحقيقية بنغازى الوطن بنغازى رباية الذايح.. بنغازى الامير والمجاهد والمنار والاستقلال... بنغازى حبيبة الوطن،وليست حبيبة الطغاة، التى دخلت التاريخ والمجد من اوسع ابوابه لانها احتضنت الوطن الجريح تداويه بأعز ما تملك، دمائها وشبابها وقوتها ودوائها....
عندما تحدثت احدى نساء بنغازى (اعتقد انها كانت السيدة الفاضلة امال بوقعيقيص) امام الاعلام عن الحرية والديموقراطية والدولة المدنية العصرية دولة الدستور والعدالة والقانون والحرية، دولة الجميع التعددية الثقافية كهدف من اهداف ثورة قبراير المجيدة.. سمع ذلك احد المحللين السياسيين الامريكيين فكان معجبا بما سمع فقال: (هذه هى الموسيقى التى نحب ان نسمعها وخاصة وانها اتت من فتاة ليبية تطلب الحرية والكرامة ودولة الدستور والقانون.. حيث كنا سابقا لا نسمع الا صوتا نشازا واحدا لم نكن نعرف ماذا يريد؟).....
ليبيا يا نغما فى خاطرى... اغنية ونشيد جميل سمعناه فى صبانا يتغنى به السيد محمد نجم فى بنغازى فكان رفقة النشيد الوطنى سمفونية تتغنى للوطن واهله وابطاله لم يغادر خواطرنا فى الغربة ولا فى الوطن فكان انسا لنا حفظ ما تبقى فى انفسنا محبة للوطن بعد ان كانت اذاعة النظام تظل كالببغاء تردد على مسامعنا (ما هبت نسمة الا بقدومك!!) وهو الذى لوث النسمة والتراب والرياح بأنفاسه الخبيثة كما الجمرة الخبيثة بقدومه المشؤوم....
ترجعنا كلمات والحان الشعالية وبومدين وصدقى و خيرية المبروك ومحمد مختار اطال الله فى عمره الى ايام الوطن الجميلة الاولى قبل الانقلاب المشؤوم، ايام كانت الاذاعة الليبية اذاعة للوطن فعلا.. لقد جمعت بنغازى طيفا رائعا من الفنانين والادباء والوطنيون والتجار ورجال الاعمال بالاضافة الى الحرفيون والى طيفا واسعا من النساء الوطنيات الرائعات ايضا.. لو لم يقع انقلاب 1969 المشؤوم الذى اضاع 42 من عمر التنمية والتقدم والبناء.. لكانت بنغازى منارة وعاصمة للثقافة والفن والاقتصاد فى ليبيا بعد طرابلس عاصمتنا السياسية فك الله اسرها... ولكانت من اجمل المدن الليبية الواقعة على ضفاف البحر المتوسط يأمها سياح العالم المتقدم الحر بدل شذاذ الافاق والمجرمون والمشعوذون الذين لوثوا بنغازى واراد بها تلويث ديموغرافيتها وبرائتها وجمالها لانه قبيح متخلف لا يحب الا القبح والمرض والتخلف..
لدى بنغازى قدرة غريبة على اجتذاب واعجاب من يأتى اليها زائرا او مسافرا او مارا رغم ما تعرضت له من دمار واهمال وتهميش طيلة ال 42 عاما... كما يتمتع اهلها بمواهب وقدرات تجارية وفنية وحرفية ثقافية وعندما قام النظام البائد بأقفال النشاطات التجارية والزحف على ممتلكات الناس وتخريبها واقفال حتى النشاطات الثقافية والفنية كالمسارح وادور السينما والمكتبات اصيبت المدينة وكل ليبيا بالشلل التام وتوقفت الادمغة عن الابداع الا فى انواع الارز والمكرونة والشاى التى ينتظرونها كل شهر من ما يسمى بالجمعيات الاستهلاكية بحيث اصبح كل طموحات الناس هى الحصول على تلك الانواع من المأكولات البطنية او الملبوسات وعلى رأسها الجوارب والملابس الداخلية ولايمكن لاحد ان ينسى ذلك الزحام والمعارك على عالات الشاهى الصينية والتى اراد النظام دائما ان يلهى الناس بها عن معركتهم الاساسية فى معركة الحرية والمواطنة والديموقراطية.... رغم كل ذلك كان شباب بنغازى المكبوت والمنكوب والمقهور يلهب اسماعنا رغم قلة الامكانيات والتشجيع بتلك الاغانى التى بدأت بالمرسكاوى (مرزقاوى) وانتهت بالراب عن الامهم وامالهم وعشقهم للحياة وللوطن... فكانو قمة فى الابداع والرقى رغم نبرة الحزن والالم... كما هم الان قمة فى الشجاعة والاقدام فى معركة الكرامة والاستقلال الثانى فتبسم الجرح وزعردن الاوجاع عندهم وهاهم اليوم فى ظل الثورة يتغنوا عن الوطن فى قصائد والحان رائعة فهم ابطال فى الجبهات ورائعون فى الفن ومبدعون فى الحياة وسيكونون اروع عند توفر الحرية الكاملة... حقق الله مرامهم فى الانتصار والحرية والديموقراطية وبناء دولة الدستور والقانون ليعيشوا فى وطن حر كما هم شباب الاوطان الحرة الديموقراطية المتقدمة بعيدا عن كل انواع الكبت والدكتاتوريات المتخلفة مهما كان شكلها ومبرراتها فالحرية وكل الحرية هى الغاية والهدف والوسيلة.

 
مفتاح بوعجاج   ليبيا المستقبل    27-6-2011
ــــــــــــــــــــــــــــ

الاثنين، 16 يونيو 2014


ألبيضاء 5
___________
مفتاح بوعجاج   1/4/2014

 _____________

(أعطت الثورة حقّها كما يجب ...ساندت كل الوطن كما يجب ..احبّت كل الوطن كما يجب ...واليوم تحتضن ..هادئة  وادعة جميلة...الجبل والوطن .. كما يجب ..صبرا وحكمة وقولا وفعلا ...لم تطلب ثمنا ...ولا لوما ولا عتابا ...صابرة على ما بها ...بل تدمع وتنتحب لما يحدث فى باقى الوطن ...صابرة ..وادعة ...تنتظر ...فرحة كل الوطن ..فلن يطيب فرحها الا بفرح كل اهل الوطن ).......البيضاء النايرة...
    ألبيضاء ...مدينتى وناسى وأهلى ..من كل الاطياف ...جمعتهم ودا وأنسا ...فذابوا فيها ودا وعشقا وذكريات ومودة وطيبا ..نسيجها مترابط رغم ما مرّ وما سيمرّ ..صارت عندى عنوانا للاصالة والمعاصرة ..للماضى الجميل والمستقبل ألذى ننشد ...لومى عليها ...أنّها لم تتركنى لطيب عطرها وجمال ذكرياتى فيها ..مع كل أحبابنا واصدقاؤنا ...لم تتركنى اسافر كما كثيرون ....الى بلاد الله الواسعة ...وأن تناسيت أو أظطررت وسافرت ....صرت جسدا هناك ...بلا روح ..لآن أرواحنا تبقى حيث نحب ونعشق ....ذكرنا الدار واهل الدار ماضيا ..بقدر ما سمح واتاح لنا التذكّر والذكرى ...حيث البيضاء النايرة ليست فقط لمن سكنها ..بل هى لمن أحبّها وأحب نواحيها فهى صارت أم حبيبة للقرى حولها ...فأحتضنت أهلها الكرام بكل الود والحنان والالفة ..شرف لها وتاريخ  منير أن يكون اوائل شهداء الثورة منها وفيها ..كان المقبور يعرف أنه إن ثارت البيضاء ..فأن الثورة لن تتوقف الا بـ ننتصر أو نموت ...فتجاهلها ولم يناديها فى هذيانه ألمتكرر ...كان شرف لى أن اكتب ردا عليه مقالى (من ..أنتم؟) فى 3/2011 ..(تجدونه منشورا على الانترنت ) ....وكتائبه تدك قرى ومدن ليبيا فى الجبل الغربى وتفتك وتحاصر العنقاء الزاوية ..وتحتل طرابلس وتقتل المتظاهرين بدم بارد فى ميدان الشهداء بطرابلس ..(أكثر من 200 شهيد سقطوا فى ذاك الميدان يوم 26/2/2011 ) وتحاصر تاجوراء وسوق الجمعة  بعد أن هتف اهلها: بنغازى تبكى بالدمعة..وين رجال سوق الجمعة   .وتحاصر مصراتة الصامدة...ويلتف حولها ..ويجهزّها بعد أن احتلت بن جواد وسرت ..متجهة الى ..العصية بنغازى رباية الذايح ...أعطت البيضاء الاشارة فسقط عرشه فى طبرق وحولها ..حيث صورة اولئك الشباب من طبرق وقد اسقطوا كتابه الاخضر الهزلى من على عليائها ..فكانت ألاشارة الى بقية مدن ليبيا بأن الثورة قد بدأت ...ولن تنتهى إلا بسقوطه وهكذا كان ...اسقط شباب ورجال ونساء البيضاء مع أخوتهم فى شحات ولبرق والفائدية والقيقب والقبّة ومسّه وقصر ليبيا ومراوة وقندوله وأسلطنة والحنية ، وكل مناطق وقرى ألاشّم ،  كتيبة (حسين الجويفى ) فى شحات المجاهدة ...وأنتزعوا الاسلحة الخفيفة والثقيلة وهبّو لنجدة أخوانهم فى بنغازى..الذين حاصروا وهم عزّل من السلاح  ، كتيبة (الفضيل ) فكان الحسم والانتصار ...وفى نفس الوقت كانت معركة مطار لبرق يدور رحاها بين ألثوار من كل الثوّار بالجبل وبين مرتزقة وأعوان النظام الذين ارسلهم بطائرات لاعادة أحتلال المنطقة ....وكان النصر بعون الله حليف الثّوار والثائرات .
  جلسنا فرحين بالثورة ليلة 22/2/2011 ..فكانت الجلسة التى جمعت مثقفون وثوار وكتّاب وشعراء وشباب وموظفون من كل انحاء البيضاء والجبل الاخضر (لا أريد أن أذكر الاسماء ..أخاف أن انسى احدا فلا يكون إنصافا ) ...صنعنا ألبيان الاول للثورة ...ننتصر او نموت ...ليبيا واحدة ...طرابلس العاصمة ...راية الاستقلال ونشيد الاستقلال هى رموز الثورة ...كل هذه الشعارات جاءت لتقطع الطريق على دعاوى الفتنة ومحاولة شقّ الصف من الهالك وأتباعه ..تبّرع احد موظفّوا البنك التجارى (الادارة العامة بالبيضاء ) بطبعه ...وتم ذلك ليلا ..تم نسخ الف نسخة منه ...تم توزيعه على كل شباب الثورة فى البوابات والجبهات والطرق والميادين وساحة الاعتصام ووصل بفضل الثوّار الى ألجبهات ...ألتقى اليوم الثانى معظم من حضر أجتماع 22/2/2011 فى بيتي ..ثم التقينا فى بيت الاستاذ فتح الله خليفة ...ثم فى مقر (صحيفة السلفيوم) عند الاستاذ الناجى الحربى ...وتوالت اللقاءات فى ميدان ألاعتصام وسط المدينة والتى كانت تعج بالمتظاهرين  ..ألتى نادت بضرورة تأسيس (مجلس ازمات الجبل الاخضر)  كما أقترحنا..فى لقاء الثورة الاول ... وشرف لى إن كنت أحد اعضاؤه المؤسسون رفقة بقية الاصدقاء ...لم أرى البيضاء أجمل من تلك ألايام ...ولم تزل والحمد لله ..أصبحت ألساحة ومجلس الازمات تجمعا يدير المدينة والمنطقة بالكامل  ..تؤخذ فيها الاراء بموافقة ومشاورة الجميع ...اهدافها ...أسقاط النظام ..تحرير كل ليبيا ...بناء ادارات محلية فاعلة فى كل المناطق التى يتم تحريرها (مجالس أزمات ) ...تشكّل اول تجمع بأسم (التجمع الوطنى من أجل ليبيا الديموقراطية فى 24/3/2011) ..انتسب اليه معظم شباب وثوّار الجبل ..كان صديقى العزيز المهندس على العوامى ..من ضمن ناشطيه ومؤسسيه معى ..أجتمعنا فى أول تجمع  بقاعة(على حسن ألجابر) بكلية الزراعة جامعة عمر المختار  بتاريخ 11/4/2011...ألقناة الاعلامية الوحيدة التى كانت وحضرت كانت قناة (ليبيا لكل ألاحرار ) ..لم تتسع القاعة للحاضرين والحاضرات ..كان يوما مشهودا أجتمعنا  فيه واتفقنا على السير بالثورة تحت شعارات الثورة وتأسيس الدولة المدنية الديموقراطية التى تسع الجميع ...فى غفلة منّأ والزمن ..صدر قرار بتشكيل مجلس محلى بالبيضاء من السيد مصطفى عبد الجليل ..تم أضافة 16 أسما معظمهم لا نعرفهم ولم يكونو معنا فى مجلس الازمات ذلك ...لم يكن الوقت يسعفنا للاعتراض ..ولم تكن نوايانا ألسلطة أو التوظيف ....أستمرينا فى عملنا كمتطوعين ...أعطى  تشكيل مجلس محلى بالبيضاء الاشارة مغلوطة الى بقية المدن والقرى بتشكيل مجالسها المحلية بدون وضوح الاختصاصات والمسؤوليات..وأختلاط الاختصاصات التنفيذية بالتشريعية ...ومن هنا  بدأ التشرذم يأخذ مجراه ...خاصة فى ادارة المدن والمناطق ...قد يكون المقصد  والنوايا كان خيرا ...ألآ ان نتائجه لم تسّرنا اليوم ..وهذا كما تقول الاغنية (هذا اللى صار ) ....
للحديث ...بقية
مفتاح بوعجاج   2014/4/1